ساينس مونيتور: فرار الجيش العراقي كارثة

Iraqi soldiers take positions during an intensive security deployment on the outskirts of Anbar province, February 2, 2014. The Iraqi army intensified its shelling of Falluja on Sunday in preparation for a ground assault to regain control over the city, which has been under the control of militants for a month. Mostly Sunni Muslim anti-government fighters, among them insurgents linked to al Qaeda, overran Falluja in the Sunni-dominated western province of Anbar on January 1, against a backdrop of deteriorating security across Iraq. REUTERS/Stringer (IRAQ - Tags: CIVIL UNREST POLITICS CONFLICT)
قوات عراقية منتشرة في محافظة الأنبار غربي العراق (رويترز-أرشيف)

لا تزال الأزمة العراقية المتفاقمة تستأثر باهتمامات الصحف الأميركية، وأشار بعضها إلى صدى فرار الجيش العراقي أمام المسلحين، ودعت أخرى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى دعم كردستان العراق.

فقد أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى أن الولايات المتحدة أنفقت المليارات على بناء وتدريب وتأهيل الجيش العراقي على مدار نحو عشر سنوات، وقالت إن انهياره وفراره أمام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية -بعد كل الجهد والعناء والاهتمام الأميركي- يعتبر أمرا كارثيا.

وأضافت الصحيفة أن القوات الأميركية لن تعود لتقاتل في العراق، وتساءلت عن ما يمكن لبضع مئات من المستشارين العسكريين الأميركيين فعله داخل العراق في ظل الحال المتردية للجيش العراقي؟ الذي أشارت الصحيفة إلى أن الفوضى دبت فيه وفر من أمام المسلحين تاركا وراءه الأسلحة والآليات العسكرية.

كما تحدثت الصحيفة عن ما وصفته بالفساد والرشى في أوساط الجيش والشرطة العراقية، وقالت إن الجيش كان يتصرف كقوة احتلال في الموصل وغيرها من المدن العراقية وأن الشرطة كانت تعامل الناس بوحشية، وأن الترقيات كانت تتم وفقا للمحسوبية وبمقدار الولاء لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مما جعل الاهتمام بالقتال في الحروب يكون على الأغلب أمرا ثانويا.

صحيفة أميركية: إخفاقات القيادة في العراق عسكريا ومدنيا تعتبر كبيرة هذه الأيام، وليس بوسع المستشارين الأميركيين تغيير الثقافة العسكرية والسياسية السائدة هناك مهما فعلوا

إخفاقات القيادة
واختتمت الصحيفة بالقول إن إخفاقات القيادة في العراق عسكريا ومدنيا تعتبر كبيرة هذه الأيام، وإنه ليس بوسع المستشارين الأميركيين تغيير الثقافة العسكرية والسياسية في العراق مهما فعلوا.

كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن بعض قادة الجيش العراقي لم يكونوا مؤهلين لإدارة الحرب، وأن بعض الضباط والجنود من الجيش والشرطة خلعوا ملابسهم العسكرية ولاذوا بالفرار أمام هجمات المسلحين.

وفي سياق الأزمة العراقية المتفاقمة، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن أكراد العراق يسعون في مسارين منفصلين بشأن مستقبلهم، فإما البقاء جزءا من البلاد وإما الانفصال في دولة مستقلة.

وأضافت الصحيفة أن أكراد العراق لا يريدون بقاء المالكي في السلطة، وأنهم لا يريدون أيضا العودة إلى الحال التي كانت سائدة قبل هجوم المسلحين، مشيرة إلى أنه بينما فر الجيش العراقي أمام "المتشددين الإسلاميين"، فإن قوات البشمركة قامت بحماية إقليم كردستان العراق بنفسها، وأن الأكراد كذلك لا يرغبون في العودة إلى سيطرة بغداد وإملاءاتها.

من جانبها نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للجنرال الأميركي المتقاعد جيمس ليونز دعا فيه إدارة الرئيس الأميركي أوباما إلى دعم إقليم كردستان العراق، وأضافت أن قوات البشمركة الكردية سارعت إلى منع المسلحين من الاستيلاء على مدينة كركوك النفطية، وأن هذا ينبغي أن يكون محل ترحيب من جانب واشنطن.

يُشار إلى أن برلمان إقليم كردستان العراق بدأ اليوم الخميس جلسة بناءً على طلب من رئيس الإقليم مسعود البارزاني الذي دعا في الجلسة البرلمانية إلى اتباع الطرق القانونية لإجراء الاستفتاء لما وصفه حق تقرير المصير الذي يعني الانفصال عن العراق.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية