غارديان: بلير يقدم المشورة للسيسي

Former British Prime Minister Tony Blair speaks at a news conference alongside Albanian Premier Edi Rama, not seen, in Tirana, Thursday, Oct. 3, 2013. Rama says Blair will assist as an adviser in Albania's efforts to join the 28-nation European Union. (AP Photo/Hektor Pustina)
دور بلير المستمر كمبعوث للسلام في الشرق الأوسط يعتبر فضيحة وإهانة لشعوب المنطقة حسب غارديان (أسوشيتد برس-أرشيف)

تناولت بعض الصحف البريطانية تطورات الأحداث في الشأنين المصري والعراقي.

وكتبت صحيفة غارديان أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وافق على تقديم المشورة للرئيس المصري عبد الفتاح السياسي الذي جاء إلى السلطة بانقلاب عسكري العام الماضي، كجزء من برنامج تموله دولة الإمارات وعد بتقديم "فرص تجارية" ضخمة للمعنيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن "قرار بلير بالمشاركة في دعم نظام السيسي الممول خليجيا لقي انتقادا شديدا"، حتى أن أحد المقربين منه سياسيا في السابق يرى أن دور بلير في تقديم المشورة للنظام المصري يمكن أن يسبب "أضرارا رهيبة له ولبقيتنا ولتراث حزب العمال الجديد".

وقالت الصحيفة إن بلير يعتقد أن حكومة السيسي "يجب أن تُدعم في أجندة إصلاحاتها، وأنه سيساعد بأي طريقة ممكنة ولكن ليس كجزء من فريق".

وفي السياق كتبت الصحيفة نفسها أنه بتقديم بلير المشورة للنظام "المستبد" في مصر فإن عزله أصبح واجبا.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا في انقلاب عسكري قبل عام سقطت البلاد في قبضة قمع وحشي مستمر أزهق أرواح أكثر من 2500 متظاهر بدم بارد بأيدي قوات الأمن، وهناك أكثر من عشرين ألف معتقل وأكثر من ألف ناشط سياسي حكم عليهم بالإعدام.

وقالت الصحيفة إن هذا هو النظام الذي اختار بلير -مبعوث السلام في الشرق الأوسط- أن يقدم له المشورة بشأن "الإصلاح الاقتصادي". وأضافت أن بلير كان قد أشاد من قبل بالانقلاب الذي أطاح بالحكومة المنتخبة بأنه "إنقاذ ضروري للأمة بكل معنى الكلمة".

وأفاضت الصحيفة في ذكر مواقف بلير التي لقيت انتقادات شديدة على جبهات شتى، وأبرزها غزو العراق الذي ما زال يدافع عنه، وأنه تربّح الكثير من هذه المواقف، ومن ثم فإن دوره المستمر كمبعوث للسلام في الشرق الأوسط يعتبر فضيحة وإهانة لشعوب المنطقة، ويجب أن يجرد من أي سلطة عامة باقية، وعزله بات ضرورة أخلاقية وديمقراطية.

خطأ إستراتيجي
وفي الشأن العراقي كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن خطأ إستراتيجيا بسيطا هو الذي مكن جماعة "تنظيم الدولة الإسلامية" من الاستيلاء على شمال العراق.

تلغراف:
هذا الخطأ الإستراتيجي في العراق يمكن أن يتكرر في أفغانستان، حيث تركز قوات الحلفاء على بناء وتدريب الجيش الأفغاني دون أن توفر له غطاء جويا لقتال المتمردين

وأشارت الصحيفة إلى وجود غموض في سبب الانهيار المفاجئ والذريع لفرقتين من الجيش العراقي المكلفتين بالدفاع عن الموصل قبل أسبوعين، لكنها رجحت أن سبب النجاح المذهل لقوة غزو تنظيم الدولة كان فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتزويد العراق ولو حتى بقوة جوية بدائية.

وترى الصحيفة أن مثل هذه القوة الجوية البسيطة كان من الممكن أن تكون حاسمة في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، خاصة أن مقاتليه دخلوا العراق من سوريا برا في قوافل من الشاحنات الصغيرة التي كان يسهل التعامل معها لانكشافها أمام أي قوة جوية.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الخطأ الإستراتيجي في العراق يمكن أن يتكرر في أفغانستان، حيث تركز قوات الحلفاء على بناء وتدريب الجيش الأفغاني دون أن توفر له غطاء جويا لقتال "المتمردين".

وختمت بأن الشيء الوحيد الجيد الذي يمكن الخروج به من هذا الوضع هو أن يغير التحالف سياسته الحالية في أفغانستان كي لا تتكرر كارثة الموصل في قندهار وكابل.

المصدر : الصحافة البريطانية