تلغراف: أزمة غزة تثبت أسطورية المجتمع الدولي

Palestinians pray over Hamas green flag-draped bodies of 17 members of the Abu Jamea immediate and extended family, killed by an Israeli strike at their house, during their funeral at the main mosque in Khan Younis, in the southern Gaza Strip, Monday, July 21, 2014. The top Hamas leader in the Gaza Strip signaled Monday that the Islamic militant group will not agree to an unconditional cease-fire with Israel, while Israel's defense minister pledged to keep fighting "as long as necessary," raising new doubt about the highest-level mediation mission in two weeks. (AP Photo/Hatem Ali)
غارديان: ما يجري في غزة حرب عقيمة لا أهداف لها ومن يدفع ثمنها هم الأطفال والنساء (أسوشيتد برس)

استحوذت الأزمة في غزة والتصعيد الإسرائيلي للغزو البري على اهتمامات الصحف الغربية الصادرة اليوم.

فقد لخص مقال صحيفة ديلي تلغراف أزمة غزة بأنها دليل على أن المجتمع الدولي لا يزيد عن كونه أسطورة. وأوضحت الصحيفة أن جهود التهدئة والمبادرات الدبلوماسية المطروحة لا ترقى إلى مستوى فداحة هذه الأزمة، وأن هذا الكيان الأسطوري المتمثل في المجتمع الدولي هو في الحقيقة مجرد مجموعة من الممثلين المتشاحنين وضيقي الأفق الذين يستنفدون تنافساتهم الصغيرة بينما غزة تحترق، واعتبرت ذلك أشبه بدراسة حالة في مجال الدبلوماسية المفككة وغير الناضجة.

أما افتتاحية صحيفة غارديان فترى أن ما يجري في غزة حرب عقيمة لا أهداف لها، وأن من يدفع ثمنها هم الأطفال والنساء، ومن ثم يجب أن تنتهي بسرعة.

وقالت الصحيفة إن أسوأ ما في القتال الدائر في غزة هو أنه ليس من أجل تحقيق أهداف عسكرية، ولكن من أجل الهيبة والتفاخر وتحسين صورة كل طرف أمام جمهوره، وأضافت أن هذه هي الطريقة التي يُدار بها العنف غالبا في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن القصد من ذلك هو تحقيق الهيمنة النفسية على الخصم وقيادة دون منازع للموالين لكل طرف.

حماس تختبئ
وفي تعليق ساخر بصحيفة غارديان أيضا، أفاض أحد النشطاء السياسيين في ذكر ما تردده إسرائيل عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهي تصفها بالجبن وترك للقارئ التعليق على ما تقوله، حيث تردد أنها تختبئ في المستشفيات والشواطئ التي يلعب فيها الأطفال وفي أفنية المسنين وبين الأحياء السكنية في حي الشجاعية وفي رفح وخان يونس وفي المنازل المدمرة وفي المدارس والمنشآت الطبية وفي المقاهي حيث يشاهد الناس مباريات كأس العالم وفي سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين وفي فوضى الجثث التي تصل إلى مستشفيات غزة… إلى آخره.

تداول صور جثث الأطفال الفلسطينيين المنتشرة على مواقع الشبكات الاجتماعية ليس الطريقة المناسبة لجلب وقف إطلاق النار أو تسوية سياسية

وعلقت الصحيفة في موضع آخر على تداول صور جثث الأطفال الفلسطينيين المنتشرة على مواقع الشبكات الاجتماعية بأنها ليست الطريقة المناسبة لجلب وقف إطلاق النار أو تسوية سياسية، وأن نشر مثل هذه الصور يقلل من القيمة الإنسانية التي نتشاركها، وليس فيه احترام لأولئك الذين يعيشون هذا الصراع الرهيب بنشر صور موتاهم ومن ثم يجب أن يتوقف هذا الأمر.

أما افتتاحية صحيفة إندبندنت فترى أنه ليست هناك طريقة سهلة للخروج من الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة، وأنه لكي يكون هناك مغزى لأي وقف لإطلاق النار فإنه يجب على إسرائيل أن تحرر غزة من الأغلال التي عليها، ومع ذلك ترى أن هذا الاحتمال بعيد بعض الشيء.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في كثير من الأحيان تزيد المواقف تشددا وتجعل الكثيرين في إسرائيل وغزة يشعرون بأنهم ليس لديهم ما يخسرونه باستمرار القتال، وأردفت أن الشعبين في النهاية يجب أن يتعايشا جنبا إلى جنب وهو ما يزيد أهمية إنهاء هذا القصف التنافسي.

نزع السلاح
ومن جانبها، كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية أن مفتاح إنهاء الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل ومنع المزيد من القتال في المستقبل هو نزع السلاح من غزة.

وأشارت الصحيفة إلى إمكانية ذلك الأمر، وأن له سابقة كما جرى مع إزالة الأسلحة الكيميائية من سوريا مؤخرا وأصبح الرئيس السوري بشار الأسد شريكا في حل هذه المشكلة.

وترى الصحيفة أن حماس يمكن أن تفعل نفس الشيء بمقايضة صواريخها بالاعتراف بوضعها في غزة ويمكن تعويضها بمعونة دولية لسكانها المدنيين بفتح المعابر الحدودية وفك الحصار الإسرائيلي عليها ويمكن أن تصير حماس شريكة أيضا في الحل.

وفي سياق متصل، يرى مقال صحيفة واشنطن بوست وجود إمكانية لإضعاف قبضة حماس "الخانقة لغزة" بالاستفادة من مقترح قدمه رئيس متقاعد في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يتمثل في استغلال "الضعف الشديد لحركة حماس"- كما يصفه- بالسماح للفلسطينيين بالمضي قدما في اتفاق "حكومة الوحدة" بين حركتي حماس وفتح الذي أعلن في أبريل/نيسان الماضي.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية