صحيفة: الانقسام بالعراق من أسباب فرار الجيش

Iraqi Army soldiers and volunteers chant slogans against the al-Qaida inspired group Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL), inside of the main army recruiting center in Baghdad, Iraq, Saturday, June. 14, 2014, after authorities urged Iraqis to help battle insurgents. Hundreds of young Iraqi men gripped by religious and nationalistic fervor streamed into volunteer centers across Baghdad Saturday, answering a call by the country's top Shiite cleric to join the fight against Sunni militants advancing in the north. (AP Photo/Karim Kadim)
جنود عراقيون ومتطوعون في بغداد يهتفون ضد المسلحين (أسوشيتد برس)

أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمة العراقية المتفاقمة، وأشارت إحداها إلى أن الانقسام في العراق تسبب في فرار الجيش الذي تلقى تدريبا أميركيا، ودعت أخرى إلى ترك العراقيين يحلون أزمتهم بأنفسهم، وسط إمكانية توجيه واشنطن ضربات جوية ضد المسلحين.

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب روبرت سكايلز أشار فيه إلى ما وصفه بحزن بعض أفراد القوات الأميركية، وهم يرون على شاشات التلفزة انهيار الجيش العراقي أمام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأوضح أن أفرادا من الجيش العراقي تلقوا تدريبا متميزا على أيدي مدربين أميركيين، ولكن الرفاق العسكريين العراقيين سرعان ما فروا في أول مواجهة، مضيفا أن فرارهم لا يعود لكونهم "جبناء"، فلقد سبق لهم أن أثبتوا شجاعة أثناء وجود القوات الأميركية في العراق، بحسب الكاتب.

وأضاف الكاتب أن الجيش العراقي يفتقر إلى المهارات التقنية المتعلقة بالتعامل مع الأدوات المعقدة للحرب الحديثة، مشيرا إلى أنه كان عسكريا سابقا وحارب في فيتنام، وأنه التقى جنرالات ممن خدموا في العراق وأفغانستان، وأنهم بدورهم تحدثوا معه عن شأن الجيش العراقي، مضيفين له أن خلق جيش من الصفر يتطلب وقتا طويلا.

من جانبها، نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور مقالا للكاتب غراهام فيولر تساءل فيه: لماذا لا تترك الولايات المتحدة العراق يحل أزمته بنفسه؟ موضحا أن الولايات المتحدة سبق أن دمرت البنى التحتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، وأنه لا مجال لتدخل واشنطن في هذا العذاب مرة أخرى، بحسب قوله.

كاتب أميركي:
تنظيم الدولة يسعى إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم: واحد للشيعة، وثانٍ للسُّنة، وثالث للأكراد. وهذا التقسيم يمثل الطريقة الوحيدة التي يمكن للعراق من خلالها أن يعيش في المستقبل المنظور

ثلاثة أقاليم
وقال الكاتب إنه يبدو أن تنظيم الدولة يسعى إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم: واحد للشيعة، وثانٍ للسُنة، وثالث للأكراد. وأضاف أن هذا التقسيم يمثل الطريقة الوحيدة التي يمكن للعراق من خلالها أن يعيش في المستقبل المنظور.

وأضاف الكاتب أن القدرة المذهلة التي أبداها مسلحو تنظيم الدولة المتمثلة في سيطرتهم على عدة مدن عراقية تكشف عن مظاهر الضعف والانقسام التي يعانيها العراق أكثر من البراعة العسكرية لدى تنظيم الدولة، وسط حالة الاغتراب التي يعانيها السُّنة في البلاد، بحسب الكاتب.

وفي سياق الأزمة العراقية أيضا، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب دويل مكمناص أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة تخوض الحرب الثالثة في العراق في غضون الـ24 عاما الماضية.

كما أشار الكاتب إلى إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما المتمثلة في الاعتماد على القوات المحلية الأجنبية في محاربة "الإرهاب" بدلا من إرسال قوات أميركية، ومضيفا أنه يبدو أن أوباما مضطر للتدخل العسكري في العراق على نطاق ضيق، في ظل كون البلاد غنية بالنفط، ووسط التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة.

وأضاف الكاتب أن إدارة أوباما قد توجه ضربات جوية ضد مسلحي تنظيم الدولة في أماكن انتشاره في كل من العراق وسوريا.

يُشار إلى أن المسلحين سيطروا على عدة بلدات غربي العراق بعد أن اقتحموا جميع مواقع الجيش واستولوا على أسلحته ومعداته، في حين قال الجيش إنه انسحب من تلك المناطق كإجراء "تكتيكي".

وأوضحت مصادر أن المسلحين سيطروا على مدينة الرُطبة غرب محافظة الأنبار وبلدتي راوة وعانة غرب مدينة الرمادي بعد انسحاب القوات الحكومية منها، واستولوا على عربات عسكرية وأسلحة وآليات تابعة للجيش.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية