تحذيرات إسرائيلية من المصالحة الفلسطينية

ملف المصالحة المجتمعية سيتم بدء العمل فور تشكيل الحكومة
المصالحة الفلسطينية تؤرق إسرائيل (الجزيرة-أرشيف)

صالح النعامي

حذرت نخب إسرائيلية من التداعيات "الخطيرة" لتطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، داعية الإدارة الأميركية للعمل على إحباط تنفيذه.

وقال الباحث في "مركز يروشليم لدراسات المجتمع والدولة"، الجنرال المتقاعد يونتان دحوح هليفي، إن اتفاق المصالحة سيمكن حركة حماس من السيطرة على منظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية.

وفي ورقة نشرها المركز -الذي يديره دوري غولد كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو– على موقعه أمس الأربعاء، توقع هليفي أن تسفر أية انتخابات لاختيار مجلس وطني فلسطيني جديد عن فوز حركة حماس بسبب رفض اللاجئين الفلسطينيين في الشتات المفاوضات مع إسرائيل، وتأييدهم بشكل عام لحركة حماس.

وحذر هليفي من التداعيات "الخطيرة" لاحتكار حماس تمثيل الشعب الفلسطيني، دون أن تكون مطالبة بتغيير ميثاقها الذي يدعو لممارسة "الإرهاب" ضد إسرائيل. وشدد على أن حركة حماس تؤيد تحرك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المؤسسات الدولية لأنها لا تنطوي على أي تنازل فلسطيني للجانب الإسرائيلي، بل تهدف لـ"انتزاع" الحقوف الفلسطينية من قبضة إسرائيل.

هليفي:
حماس حرصت على المصالحة من أجل  التمتع بشرعية دولية بمساعدة عباس، حيث سيتم تقديم حماس على أساس أنها حركة سياسية وليست منظمة "إرهابية"

استعداء
وأضاف أن حماس حرصت على المصالحة من أجل "التمتع" بشرعية دولية بمساعدة عباس، حيث سيتم تقديم حماس على أساس أنها حركة سياسية وليست منظمة "إرهابية"، وأن المصالحة جاءت في أعقاب التقاء المصالح بين حماس والرئيس عباس.

وذكر أن إنجاز المصالحة سيساعده في إقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بـ"سيادة دولة فلسطين على كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967″. وأن المصالحة تضفي صدقية على زعم عباس بأنه يمثل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة معا.

وفي مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" أمس الأربعاء، حذر الكاتب دان دركير الإدارة الأميركية من أن سماحها بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس سيهدد المصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة. زاعما أن حركة حماس تشترك مع تنظيم "القاعدة" في تبنيها نهج العمليات الإرهابية، وأن مواطنين أميركيين قتلوا في عمليات نفذتها حركة حماس.

واستهجن دركير ترحيب مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي  كاثرين آشتون باتفاق المصالحة، ودعا  كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى عدم قبول حجة عباس أن حكومة الوحدة الوطنية التي ستشكل ستعترف بإسرائيل وستنبذ "الإرهاب"، لأن حركة حماس لا زالت تصر على مواقفها الأيديولوجية المعادية لإسرائيل والغرب.

وزعم دركير أن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس سيهدد جهود الولايات المتحدة لإنجاز تسوية سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، علاوة على أنه سيشرع العمليات "الإرهابية".

ليبرمان دعا الولايات المتحدة إلى وقف المساعدات المالية التي تقدمها للسلطة الفلسطينية في حال تمّ وضع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس موضع التنفيذ

فزاعة
واعتبر أن البيانات التي تصدرها حكومة الانقلاب في مصر وأجهزتها الأمنية والتي تربط بين حركة حماس ومجموعات السلفية الجهادية العاملة في سيناء تبرز خطورة تسليم الغرب بتنفيذ اتفاق المصالحة بين فتح وحماس.

وقال إن سماح الغرب بتنفيذ اتفاق المصالحة يعني العودة لأخطاء الإدارة الأميركية السابقة التي سمحت بمشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي نظمت عام 2006، وهي الانتخابات التي قادت لفوز حركة حماس وتشكيلها حكومة.

وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الولايات المتحدة إلى وقف المساعدات المالية التي تقدمها للسلطة الفلسطينية في حال تمَّ وضع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس موضع التنفيذ.

وقال في كلمته أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أول أمس الثلاثاء، إن السلطة الفلسطينية تمنح أمول المساعدات الأميركية لعائلات معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل أدينوا بعمليات قتل نفذت ضد مواطنين إسرائيليين وأميركيين، واعتبر ليبرمان أن حرص عباس على تحقيق المصالحة مع حماس لا يدل على أنه معني بتحقيق تسوية سياسية للصراع.

يذكر أن الكونغرس الأميركي يدرس مشروع قانون يقضي بوقف تقديم المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية في حال تمَّ تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية