دعوة للغرب لمواجهة روسيا إثر تفاقم أزمة أوكرانيا

استمرار التوتر في شرق أوكرانيا
مدينة دونيتسك ومناطق أخرى شرقي أوكرانيا شهدت احتجاجات لافصاليين موالين لروسيا (الجزيرة)

أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمة الأوكرانية، وتحدث معظمها عن مخاوف من قيام موسكو بالزحف نحو مناطق جديدة بأوكرانيا، ودعت أخرى الغرب إلى مواجهة روسيا وفرض عقوبات أشد عليها.

فقد قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الأحداث الجارية في مدينة دونيتسك ومناطق أخرى بشرقي أوكرانيا تشبه إلى حد بعيد تلك التي أدت إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وأوضحت أن الانفصاليين الموالين لروسيا الذين استولوا على مبنى الإدارة المحلية في دونيتسك يحذون حذو الانفصالين في القرم تماما، وخاصة بعد أن أعلنوا المنطقة جمهورية شعبية وبعد أن صرحوا بإجراء استفتاء في الـ11 من مايو/أيار القادم بهدف الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن روسيا لن تستجيب للضغوط الدولية بشأن الأزمة الأوكرانية إلا إذا فرض الغرب عليها عقوبات أشد قسوة.

واشنطن بوست: بوتين يخطط لفصل مناطق أخرى عن أوكرانيا وضمها إلى روسيا بعد ثلاثة أسابيع من ضمه شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهو يحاول جس نبض الغرب في أول تغيير للحدود منذ 1945

جس نبض
وأوضحت واشنطن بوست أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط لفصل مناطق أخرى عن أوكرانيا وضمها إلى روسيا بعد ثلاثة أسابيع من ضمه شبه جزيرة القرم الأوكرانية، مضيفة أن بوتين كان يجس نبض الغرب في أول تغيير للحدود منذ 1945.

وأضاف أن التحذيرات الغامضة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما والعقوبات المحدودة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليس من شأنها أن تثني الرئيس الروسي عن مخططاته التوسعية في المنطقة.

وفي السياق، قال الأميرال الأميركي المتقاعد جيس ليون في مقال نشرته له صحيفة واشنطن تايمز إن "الدب الروسي" بدأ يأكل "غداء" أوباما في أوكرانيا، مضيفا أن غالبية الأوكرانيين يرغبون في أن يكون لهم ارتباط  وثيق مع الاتحاد الأوروبي وليس مع روسيا.

وأوضح بالقول إن بوتين يقول إنه لا يريد غزة شرقي أوكرانيا، ولكن الفوضى التي تجري في  المنطقة تنذر بأن الرئيس الروسي مقبل على غزوها وضمها.

مسؤول بالناتو: الحلف سيكثف دورياته الجوية فوق منطقة البلطيق لتصبح ثلاثة أمثال الدوريات الحالية، بدءا من الشهر القادم، لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية نظرا للتوتر مع روسيا بسبب أوكرانيا

دوريات جوية
من جانبه، قال الكاتب دوتالد لامبرو في مقال بالصحيفة إن عدم اتخاذ أوباما لأي إجراء تجاه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم شجع بوتين على السعي للتوسع وللاستيلاء على مزيد من الأراضي من بلد مجاور، مضيفا أن روسيا تواصل حشد جيشها على الحدود الأوكرانية.

وفي السياق، قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إن من بين الخيارات الأميركية لكبح جماح روسيا التوسعية ما يتمثل في نشر القوات الأميركية في بولندا.

يُذكر أن مسؤولا عسكريا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) قال البارحة إن الحلف سيكثف دورياته الجوية فوق منطقة البلطيق لتصبح ثلاثة أمثال الدوريات الحالية، بدءا من الشهر القادم، لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية نظرا للتوتر مع روسيا بسبب أوكرانيا.

وأشار المسؤول العسكري إلى أنه من المقرر الآن زيادة عدد المقاتلات المكلفة بحراسة البلطيق إلى 12 طائرة، أي ما يعادل ثلاثة أمثال العدد العادي، وذلك عندما تبدأ فترة الأربعة أشهر التالية في مايو/أيار.

وتتمركز عادة أربع مقاتلات تابعة للناتو في البلطيق، لكن الولايات المتحدة التي تتولى في الوقت الحالي مسؤولية حراسة الأجواء هناك زادت تلك الطائرات إلى عشر مقاتلات من طراز أف 15 لطمأنة تلك الدول في أعقاب الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم.

ويأتي تعزيز الدوريات الجوية فوق جمهوريات البلطيق في إطار خطة لتقوية الدفاعات الجوية والبرية والبحرية لدول حلف الناتو وسط أوروبا وشرقها، والتي سيضعها الجنرال بالقوات الجوية الأميركية فيليب بريدلاف (القائد العسكري للناتو) بحلول 15 أبريل/نيسان الجاري.

من جانبه، أعلن مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) البارحة أيضا أن التحركات العسكرية لروسيا بالقرم يمكن أن تؤدي لإعادة نظر في الوجود العسكري لبلاده بأوروبا بعد تراجع مستمر منذ انتهاء الحرب الباردة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية