الأسد يستغل الخلاف الروسي الأميركي لصالحه

US President Barack Obama (L) Russian President Vladimir Putin(R) and Syrian President Bashar al-Assad (M) AFP- aljazeera
الأسد (وسط) يعتقد أن بإمكانه الاعتماد على دعم موسكو في ظل الخلاف بين بوتين وأوباما (الجزيرة,الفرنسية)
undefined

أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمة السورية المتفاقمة، وقالت إحداها إن الرئيس السوري بشار الأسد يستغل الخلاف الروسي الأميركي لصالحه، وقالت أخرى إن المساعدات الإنسانية هي الحل الأمثل والوحيد للأزمة السورية. 

فقد نسبت صحيفة واشنطن بوست إلى مراقبين قولهم إن الأسد يستغل لصالحه الخلاف الجاري بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأزمة الأوكرانية.

وأوضحت الصحيفة بالقول إن الرئيس السوري يستغل الصدع المتزايد في العلاقات الأميركية الروسية بشأن أوكرانيا، وأن الأسد يمضي في خططه لسحق "التمرد" ضد حكمه وتأمين إعادة انتخابه لولاية ثانية مدتها سبع سنوات، مضيفة أن الرئيس السوري لم يعد يأبه كثيرا لأي ضغوط دولية من أجل التسوية مع خصومه.

وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات السلام السورية التي جرت في جنيف الشهر الماضي برعاية أميركية روسية سبق أن فشلت وانهارت، وأن فرص التسوية في سوريا آخذة بالتضاؤل، وخاصة في ظل الخلاف المتزايد حاليا بين مؤيدي السلام في سوريا من القوى العظمى.

واشنطن بوست: رد الفعل القوي من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من شأنه ترسيخ القناعة لدى الأسد بأنه يستطيع مواصلة الاعتماد على الدعم الروسي

الدعم الروسي
وأضافت الصحيفة أن رد الفعل القوي من جانب بوتين في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش من شأنه ترسيخ القناعة لدى الأسد بأنه يستطيع مواصلة الاعتماد على الدعم الروسي.

وقالت الصحيفة إن النظام السوري مقتنع الآن بأن لدى روسيا سببا جديدا وقويا للحفاظ على الأسد في السلطة وللاستمرار بدعمه، وخاصة بعد التجربتين الليبية والأوكرانية في التعامل الروسي مع الغرب.

مساعدات إنسانية
وفي سياق الأزمة السورية، قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور -في مقال للكاتبة تارا سونينشاين- إن المساعدات الإنسانية تبقى الحل الأمثل والوحيد للأزمة في سوريا.

وأضافت الصحيفة أنه لم يعد أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أي خيارات لإيقاف الحرب الأهلية الدامية المستعرة في سوريا منذ ثلاث سنوات، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الآلاف وتشريد الملايين داخل وخارج سوريا.

وأوضحت الصحيفة أنه يمكن للمجتمع الدولي العمل على استقرار سوريا من خلال توفير المساعدات الإنسانية الضخمة، والتي من شأنها العمل على تقريب وجهات النظر بين الفصائل المختلفة وتمهيد الطريق للتعاون المستقبلي بينها، مضيفة أنه يصعب إصلاح حال السوريين الذين يعيشون معاناة كارثية دون مد المجتمع الدولي لهم يد المساعدة.

اسنمرار الحرب
يُشار إلى أن خبراء دوليين حذروا من أن الحرب الدائرة في سوريا والتي أكملت عامها الثالث قد تستمر عشر سنوات إضافية مع دعم إيران وروسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وسيطرة مجموعات مسلحة على أرض المعركة.

وقال هؤلاء الخبراء إن الرئيس الأسد اختار عمدا إستراتيجية عدم القيام بأي شيء في وقت تعزز فيه مجموعات معارضة متطرفة مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام نفوذها على حساب المعارضة المعتدلة التي تقاتل على جبهتين.

وقال المحلل ديفد غارتنشتاين روس إن الأمر بات واضحا بأن "سقوط الأسد لم يعد حتميا كما كان يعتقد الكثير من المحللين قبل عام".

وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أن "السيناريو الأكثر احتمالا هو الذي تتوقعه الاستخبارات الأميركية حاليا: الحرب سوف تستمر عشر سنوات إضافية، وحتى أكثر من ذلك".

وقد انهارت محادثات السلام في جنيف2 التي جرت برعاية الولايات المتحدة وروسيا أواخر فبراير/شباط الماضي بعد جولتين فقط ولم يتم تحديد أي موعد لاستئنافها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية