دعوة لواشنطن لفرض عقوبات على موسكو

Russian Army trucks drive on the road from Sevastopol to Simferopol in the Crimea region March 1, 2014. Armed men took control of two airports in the Crimea region on Friday in what Ukraine's government described as an invasion and occupation by Russian forces, raising tension between Moscow and the West. REUTERS/Baz Ratner (UKRAINE - Tags: TRANSPORT MILITARY CIVIL UNREST)
بوتين تسبب في تعقيد الأزمة بأوكرانيا بعد نشره قوات عسكرية بشبه جزيرة القرم الأوكرانية (رويترز)
undefined

أولت صحف بريطانية اهتماما بالأزمة الأوكرانية، وانتقد عدد منها نشر روسيا قواتها العسكرية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، مما ينذر بتصعيد الأزمة المتفاقمة، ودعت صحيفة الولايات المتحدة لعدم التردد في فرض عقوبات على موسكو قبل فوات الأوان.

فقد دعت صحيفة ذي غارديان -في مقال اشترك فيه الكاتبان مايكل دي كنيدي وفلويد كنيدي الثاني- الولايات المتحدة إلى عدم التردد أو الارتباك، وإلى الإقدام على فرض عقوبات رادعة ضد روسيا بأسرع ما يكون، وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مجرد طفل أصابته نوبة غضب.

وأضافت الصحيفة "يجب أن نرد بقوة قبل فوات الأوان"، فلم يكن الأمر بتلك الصعوبة التي تمنعنا من توقع غزو روسيا لأوكرانيا، خاصة أننا نعلم أن موسكو سبق أن أرسلت قواتها لاحتلال جورجيا في 2008.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا يمكنها التذرع بأن بعض السكان في شبه جزيرة القرم الأوكرانية يحتاجون إلى حماية من تعديات القوميين الأوكرانيين الذين يتسلمون زمام السلطة في البلاد، في حين لا يواجه أولئك السكان أية مخاطر في واقع الحال.

ذي غارديان:
التدخل الأجنبي في أوكرانيا له مخاطر كبيرة، وينبغي للغرب والولايات المتحدة بحث الأزمة لإيجاد تسوية ترضي الجميع وتمنع انزلاق أوكرانيا في أتون حرب أهلية ينتشر لهيبها في هشيم المنطقة برمتها

تدخل أجنبي
وقالت الصحيفة -في مقال آخر نشرته للكاتب سوماس مايلن- إن الاشتباك في شبه جزيرة القرم يعتبر نتيجة للتوسع الغربي، متهمة الغرب بلعب دور كبير في خلق الأزمة الأوكرانية، وموضحة أن الولايات المتحدة والقوى الأوروبية هي التي رعت علنا المحتجين الأوكرانيين لأجل الإطاحة بالسلطة "الفاسدة"  للرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش.

وقالت الصحيفة إن التدخل الأجنبي في أوكرانيا له مخاطره الكبيرة، وإنه ينبغي للغرب والولايات المتحدة بحث الأزمة لإيجاد تسوية ترضي الجميع وتمنع انزلاق أوكرانيا في أتون حرب أهلية ينتشر لهيبها في هشيم المنطقة برمتها.

من جانبها قالت صحيفة تايم -في مقال للكاتب روجر بويس- إنه لا يمكن لأوكرانيا ردع روسيا إلا بالسلاح النووي، موضحة أن للنووي مخاطره ولكنه يمنع حصول العدوان لدى الدول التي في ما بينها عداء.

وفي السياق، قالت صحيفة ذي إندبندنت -في مقال للكاتب أوين جونز- إن ما جرى في أوكرانيا لا يعتبر انقلابا ولكنه انتفاضة شعبية بشكل حقيقي، وإن الناطقين بالروسية في أوكرانيا لم يتعرضوا لأي هجمات بشكل ممنهج، كما أنهم ليسوا جميعهم يرغبون بالوحدة مع موسكو.

حاجة متبادلة
وقالت الصحيفة -في مقال للكاتب هميش مكراي- إن روسيا تحتاج إلى الخبرات الغربية بقدر حاجة الغرب إلى الطاقة والنفط الروسيين، فروسيا تعتبر ثالث أكبر منتج للنفط وثاني أكبر منتج للغاز في العالم، وإن الاتحاد الأوروبي يستورد معظم هذه الإمدادات.

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد وروسيا يعتبران أفضل شريكين، فكل منهما لديه ما لا يملكه الآخر، داعية إلى عدم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا باعتبارها تضر بالغرب أكثر مما تؤثر على موسكو، مضيفة أن تخفيض مستوى العلاقات في ما بين الغرب والشرق على المدى البعيد من شأنه الانعكاس سلبا على روسيا أكثر من أوروبا.

وقالت الصحيفة إن هذا الطرح يتعلق بروسيا أكثر منه بأوكرانيا، فالأخيرة تعني الغرب من حيث الجانبين السياسي والإنساني أكثر من الاقتصادي.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في ختام اجتماع مع بعض نظرائه الغربيين إن عملية بدأت لنزع فتيل الأزمة، ونأمل أن تؤدي إلى وقف التصعيد في أوكرانيا

فتيل الأزمة
يُشار إلى أن مسؤولين أميركيين وأوروبيين وروسا اتفقوا على استكمال المباحثات بشأن الأزمة في أوكرانيا، بينما تواصل موسكو سيطرتها على المنشآت الحيوية في شبه جزيرة القرم بعد أيام من الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي تدعمه. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام اجتماع عقد في باريس مع نظرائه الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني وليام هيغ ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إن عملية بدأت لنزع فتيل الأزمة، و"نأمل أن تؤدي إلى وقف التصعيد في أوكرانيا".

بدوره صرح لافروف بأن الأطراف المعنية اتفقت على مواصلة المشاورات في الأيام المقبلة لبحث كيفية عودة الأمور إلى طبيعتها، وضمان استقرار البلاد وتجاوز الأزمة الحالية.

وأفاد دبلوماسي أميركي بأن كيري طلب من لافروف عقد مباحثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، لكن مصادر دبلوماسية أفادت بأن وزير الخارجية الروسي رفض لقاء نظيره الأوكراني.

من جهتهما اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في اتصال هاتفي على أن الوضع الراهن في أوكرانيا "غير مقبول"، واعتبرا أن روسيا دفعت ثمن تدخلها، حسب ما أعلنه البيت الأبيض.

وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن أوباما وكاميرون أعربا عن "قلقهما العميق حيال الانتهاكات التي قامت بها روسيا لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا".

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية