صحافة أوروبا قلقة من تقدم اليمين بانتخابات فرنسا
انتبهت العديد من الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين إلى القفزة التاريخية التي حققتها الجبهة الوطنية اليمينية في الدورة الأولى من الانتخابات البلدية بفرنسا، معتبرة أن ذلك يجب أن يكون "إشارة إلى أوروبا".
وأعربت الصحف الإيطالية عن قلقها لهذا "التصاعد الشعبوي"، وحللت عواقبه على أوروبا وركزت عناوينها الكبرى على النجاح الشخصي لرئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان التي "أنجزت الاختراق السياسي الذي فشل والدها في تحقيقه"، كما كتبت صحيفة "أل كورييريه ديلا سيرا".
وعن الجبهة، قالت الصحيفة إنها خففت من اللهجة العنصرية المعادية للأجانب وعرفت كيف تبدد قلق المواطنين من أوروبا، "وباتت بعيدة كل البعد عن المثل التي قامت على أساسها". ورأت في ما حققته من نتائج في الانتخابات الأخيرة "تصاعدا شعبويا"، و"إشارة إلى أوروبا" قبل أسابيع من الانتخابات الأوروبية.
وركزت صحيفة لا ريبوبليكا على "الصفعة لهولاند" إشارة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في حين سمت صحيفة فرانكفورتر الجمايني تسايتونغ الألمانية الليبرالية ما حدث بأنه "الهزيمة الكبرى" للحزب الاشتراكي الذي يتزعمه هولاند.
وكتبت دير شبيغل الألمانية أن الجبهة الوطنية تحتفل بكونها القوة الثالثة في البلاد، مما يشكل "صفعة" لهولاند.
من جهتها، قالت الصحف البريطانية إن فرنسا تتجه نحو اليمين، مشددة على استياء الفرنسيين من أداء الحكومة الاشتراكية.
وكشف مراسل "بي بي سي راديو 4" في فرنسا كريستيان فرايزر الشعور العام السائد بين الناخبين، وقال إن الاشتراكيين لم يذهبوا بعيدا أو ليس بوتيرة سريعة، خصوصا بشأن البطالة وكلفة العمل وخفض الدين، وإنهم يتجهون نحو "تعديل حكومي في الأسابيع المقبلة".
وركزت الديلي تلغراف على ما وصفته بارتياح مارين لوبان التي عززت موقعها بفضل نتائج "تاريخية".
وقالت أل باييس الإسبانية إن القفزة "التاريخية" للجبهة الوطنية تمت بفضل "الرسالة الشعبوية المناهضة للنظام التي جددتها مارين لوبان".
وفي ختام الدورة الأولى لانتخابات البلدية بفرنسا حصد اليمين 46.54% من الأصوات، متقدما على الحزب الاشتراكي بزعامة هولاند وحلفائه من أحزاب اليسار التي حصلت على 37.74%، بينما حل اليمين المتطرف (الذي تمثله الجبهة الوطنية) ثالثا بحصوله على 4.65% من الأصوات، حسب النتائج الرسمية غير النهائية.