بوتين يرسم الأحداث بأزمة أوكرانيا

Armed servicemen wait in Russian army vehicles in the Crimean town of Balaclava March 1, 2014. Ukraine accused Russia on Saturday of sending thousands of extra troops to Crimea and placed its military in the area on high alert as the Black Sea peninsula appeared to slip beyond Kiev's control. REUTERS/Baz Ratner (UKRAINE - Tags: POLITICS MILITARY)
undefined
أولت صحف بريطانية اهتماما بالأزمة الأوكرانية المتفاقمة وتلك التي تعصف بسوريا، وقالت إحداها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من يرسم الأحداث في أوكرانيا، وقالت أخرى إنه يسعى لإظهار الغرب بموقف الضعيف، وأشارت صحيفة إلى أن الحرب بدأت تأخذ منحى مختلفا في سوريا.

فقد قالت صحيفة ذي أوبزيرفر في افتتاحيتها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرسم الأحداث في أوكرانيا، داعية الغرب إلى اتخاذ موقف قبل فوات الأوان.

وأضافت الصحيفة القول إن ما يبعث على القلق في أزمة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا هو ما يتمثل في الثقة الزائدة التي ينفذ من خلالها بوتين أجندته في القرم وفي شرق أوكرانيا.

كما أن نفوذ روسيا في القرم وتدخلها السريع في الأزمة يؤدي وظيفتين متداخلتين، فهو يوضح المصالح الإستراتيجية طويلة المدى في المنطقة من جهة، ويؤدي إلى تقويض مساعي الحكومة الأوكرانية الجديدة في محاولاتها لفرض السيطرة على شرق البلاد قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها في 25 مايو/أيار القادم.

وترى الصحيفة أن من بين تداعيات الأزمة في شبه جزيرة القرم ما يتمثل في التأييد الواضح لروسيا، خاصة في مدينة دونفسك شرقي البلاد.

رد فعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على التدخل الروسي في أوكرانيا لم يعد الإعراب عن مشاعر الغضب والقلق، في مقابل رد فعل موسكو القوي على محاولات المؤسسات السياسية الغربية اختراق جيران روسيا

موقف الغرب
وتشير الصحيفة إلى أن موقف الغرب تجاه الأزمة الأوكرانية كان خجولا، وأن رد فعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على التدخل الروسي في أوكرانيا ولم يعد الإعراب عن مشاعر الغضب والقلق، في مقابل رد الفعل الروسي القوي على محاولات المؤسسات السياسية الغربية اختراق جيران روسيا.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا سبق أن ردت بقوة على محاولات الغرب ضم جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وكذلك على محاولات توثيق الغرب والولايات المتحدة العلاقات مع أوكرانيا.

من جانبها قالت صحيفة ذي إندبندنت -في مقال للسفير البريطاني لدى الاتحاد السوفياتي السابق رودريك بريثويت- إنه لا عجب أن يعلن بوتين بأن شبه جزيرة القرم بلاد روسيا، وذلك في ظل ما وصفته بالخطاب غير المسؤول للاتحاد الأوروبي ولأعضاء الناتو بشأن الأزمة الأوكرانية برمتها، والذي أدى إلى إساءة علاقات الغرب مع روسيا وأكرانيا على حد سواء.

في السياق قالت صحيفة ذي ديلي تلغراف -في مقال للكاتب توماس توغندهات- إن تدخل بوتين في شبه جزيرة القرم يدل على أن الرئيس الروسي يرغب في إظهار الغرب في موقف ضعيف، وإن الغرض الأساسي من وراء وجود القوات الروسية في أوكرانيا هو تقويض مصداقية حلف شمال الأطلسي.

يُشار إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يبحث اليوم الأحد التطورات المتلاحقة في الساحة الأوكرانية والتوجه الروسي للتدخل العسكري في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وسط تحذير أميركي وتحرك دولي بعد أن طلبت كييف الحماية الدولية من أي تدخل عسكري روسي.

وقال الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن إن سفراء الحلف سيجتمعون في بروكسل اليوم الأحد لبحث الوضع في أوكرانيا.

وكان وزير الخارجية الأوكراني سيرغي ديشتشيريتسيا طلب من الناتو النظر في كل السبل الممكنة للمساعدة في حماية وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها والشعب الأوكراني والمنشآت النووية على الأراضي الأوكرانية.

في هذا السياق، طالبت واشنطن في جلسة طارئة لمجلس الأمن بإرسال بعثة مراقبين دوليين إلى أوكرانيا، وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور إن الوقت حان لكي تنهي روسيا تدخلها هناك، واقترحت تشكيل هذه البعثة من أفراد ينتمون إلى كل من الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم كلا من روسيا وأوكرانيا.

وقد حذرت الولايات المتحدة روسيا من تداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية بسبب أزمة أوكرانيا، واتهمت واشنطن موسكو بانتهاك السيادة الأوكرانية وتهديد السلم.

أزمة سوريا
وفي الشأن السوري، قالت صحيفة ذي إندبندنت -في مقال للكاتب باتريك كوكبيرن- إن قوات النظام السوري تقترف الفظائع وتقوم بقصف وتدمير المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة بشكل متواصل وممنهج.

وأضافت الصحيفة أن النظام السوري يتبع سياسة الحصار والقتل والتجويع ضد المدنيين في  الجيوب الخارجة عن سيطرته، كما هو الحال في البلدة القديمة من حمص ومناطق أخرى غيرها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية