صحف: نظام الأسد يتبع سياسة "الخضوع أو الجوع"

العيد في خيام التشرد بسوريا
undefined
تناولت بعض الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأزمة السورية المتفاقمة وسياسة التجويع التي يتبعها النظام السوري لكسر إرادة الثوار والسكان العزل المحاصرين في بعض المناطق، وإنكار الولايات المتحدة سعيها لمحادثات مباشرة مع الحكومة السورية.

فقد استهلت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا لها بأن سكان مدينة معضمية الشام -إحدى ضواحي ريف دمشق الواقعة تحت سيطرة الثوار- يتعرضون لضغط شديد من قبل النظام السوري، وأنه قد قيل لهم إنه لن يسمح بوصول المزيد من الطعام ما لم يتخلوا عن نشطاء المعارضة البارزين وقادة الثوار الذين يعيشون بينهم، والذين كانوا وراء المظاهرات ثم الثورة التي سعت للإطاحة بالحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات السورية -التي تحاصر معضمية الشام التي كان يسكنها نحو خمسين  ألف شخص- تنتهج الآن إستراتيجية تعرف بـ"اخضعوا أو جوعوا"، وأن نظام الرئيس بشار الأسد يصر على تنازل تلو الآخر من قبل سكان المدينة المحاصرة في مقابل إدخال كمية محدودة من الطعام.

ويحكي أحد الشباب -الذين يعايشون ويرصدون هذه المأساة اليومية- أن سكان المدينة أبلغوا في البداية برفع علم النظام، ثم تسليم المعدات التي استولوا عليها من النظام، وبعد ذلك تسليم مائة من مقاتلي الثوار، وردا على كل مطلب جديد بدافع الحاجة إلى الطعام لعائلاتهم التي تتضور جوعا كانوا يذعنون لهذه المطالب كارهين، وفي مقابل ذلك كان يسمح بدخول بعض المواد التموينية.

ويذكر هذا الشاب -ويدعى زكريا- أن "النظام يبذل ما في وسعه لتقليب المدنيين ضد المعارضة، وكانت رسالته لهم "إذا بقيتم مع هؤلاء الناس فسيكون الموت جوعا هو مكافأتكم الوحيدة، سلموهم وسنطعمكم".

يذكر أن طفلتين سوريتين بحي الحجر الأسود في دمشق توفيتا بسبب سوء التغذية، فيما أعلنت الأمم المتحدة دخول قافلة من المساعدات إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة والذي يعاني -منذ أشهر- حصارا خانقا أدى إلى وفاة أكثر من ثمانين شخصا.

كما بث ناشطون صورا لطفلة تصارع الموت بسبب أمراض سوء التغذية والجفاف بالحي الذي يشهد أسوة بغيره من المناطق المحاصرة ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة دفعت السكان إلى الاقتيات على الحشائش والحيوانات الشاردة.
 
سياسة التجويع
وفي سياق متصل، أشار تقرير صحيفة غارديان أيضا إلى اتهام الولايات المتحدة لسوريا بانتهاج ما أسمته سياسة "التجويع أو الاستسلام" ضد المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، بعد فشل مفاوضات السلام بين النظام وجماعات المعارضة في تحقيق أي تقدم ملحوظ.
وأشارت الصحيفة إلى البيان الذي أصدرته أميركا وعشرة حلفاء لها من الشرق الأوسط وأوروبا وأدانوا فيه حكومة الأسد بسبب رفضها المستمر لفتح ممرات للمساعدات الإنسانية.

ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات في جنيف في العاشر من فبراير/شباط، وقد وافقت المعارضة على الحضور، لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إنه بانتظار تعليمات من دمشق بهذا الشأن.

وذكرت الصحيفة نفسها -في سياق آخر- أن واشنطن أنكرت مزاعم لوليد المعلم بأن دبلوماسيين أميركيين كانوا قد سعوا لتفاوض مباشر مع نظرائهم السوريين في مؤتمر جنيف2 الذي عقد في سويسرا الأسبوع الماضي.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة كانت قد عرضت الاتصال بمسؤولين سوريين عبر الأمم المتحدة والموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي. وأضافت الناطقة أن الولايات المتحدة لم تعرض في أي مرحلة إجراء تفاوض مباشر مع النظام السوري.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية + وكالات