تعثر جنيف2 وعباس يمد غصن الزيتون

الأخضر الابراهيمي في مؤتمر صحفي على هامش جنيف 2 - 25/1/2014
undefined
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بالشأنين السوري والفلسطيني، فتحدثت عن تعثر محادثات جنيف، وإلقاء اللوم على النظام السوري، ورغم ذلك ما زال هناك أمل في نجاحها، وتطمين فلسطيني لإسرائيل.

فقد انتقدت افتتاحية ديلي تلغراف تعثر المباحثات السورية، وأرجعت ذلك إلى تعنت طرفي الأزمة وعدم وجود تصميم على إحلال السلام، وهو ما جعل المحادثات الأخيرة تنهار في جنيف بعد 27 دقيقة فقط من افتتاحها بعد ثلاث سنوات من الجهود المضنية لجمع الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

وترى الصحيفة أن سوريا تدمر نفسها أمام أعين الجميع بإرسالها ملايين اللاجئين إلى الدول المجاورة وبإحباطها كل جهود إحلال السلام وبخلقها جيلا جديدا من "الجهاديين". وأضافت أنه لا ينبغي لأحد أن ينسى أن روسيا وإيران تدعمان هذه الحرب بتسليح وتمويل الرئيس بشار الأسد، وأنه عندما ينتهي هذا المأساة المروعة فستكون أمامهما فاتورة حساب ثقيلة.

تفاؤل
أما تعليق صحيفة غارديان فقد كان متفائلا نوعا ما، حيث ترى الصحيفة أن المحادثات السورية ما زالت تقدم أسبابا للتعلق بالأمل رغم انهيارها. واعتبرت الصحيفة أن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي حقق إجماعا في قضيتين رئيسيتين: الأولى إنجاز وقف إطلاق نار داخلي يقود تدريجيا إلى وقف القتال في أنحاء البلاد، والثانية هي تشكيل حكومة انتقالية.

وتشير الصحيفة إلى أن اجتماع الطرفين المتحاربين في غرفة واحدة معا للمرة الأولى هو إنجاز في حد ذاته، وأكدت ضرورة التحلي بالأمل بأن يتعهد كل طرف بالعودة أثناء فترة توقف المباحثات الحالية للتأمل في ما دعا إليه الإبراهيمي، لمعالجة القضيتين معا. وقالت إن الضغوط الأميركية والروسية ستكون مفتاح ذلك، حيث إن واشنطن وموسكو بحاجة لبناء أرضية مشتركة بينهما.

وختمت الصحيفة بأن الأولوية الآن رغم ترنح جنيف هي تجنب لعبة الاتهامات العلنية للإبقاء على عملية جنيف على قيد الحياة، وليس إضافة المزيد من الزيت إلى نار الحرب.

موقف الحكومة السورية يزيد شبهة المعارضة بأن الحكومة لا تريد مناقشة قضية الحكومة الانتقالية على الإطلاق

اعتذار
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة أوبزرفر أن الإبراهيمي اعتذر علنا للشعب السوري بعد انتهاء المحادثات السورية بين الطرفين المتحاربين دون إحراز أي تقدم.

وأشار الإبراهيمي إلى أن مندوبي الأسد هم الذين عرقلوا جدول أعماله لجولة أخرى من المباحثات، وقال إن هذا لن يكون في مصلحة العملية السياسية، وليس في مصلحة سوريا العودة إلى جولة أخرى من المباحثات والوقوع في الشرك نفسه الذي كان هناك جهد كبير لتفاديه.

وأضاف الإبراهيمي أن موقف الحكومة السورية يزيد شبهة المعارضة بأن الحكومة لا تريد مناقشة قضية الحكومة الانتقالية على الإطلاق.

غصن الزيتون
أما على الصعيد الفلسطيني، فقد نشرت صحيفة ديلي تلغراف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدا أمس وكأنه يمد غصن الزيتون في محادثات السلام الجارية مع إسرائيل، بقوله إنه ليس لديه الرغبة في تغيير الطابع اليهودي لها بـ"إغراقها باللاجئين".

وذكرت الصحيفة أن تصريحات عباس بدت كإشارة إلى تنازل كبير في قضية حق العودة لملايين الفلسطينيين. وفي المقابل، أشارت إلى تشكك مسؤول إسرائيلي بارز في تصريحات عباس ووصفه لها بأنها قد تكون حديثا مزدوجا.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات عباس الأخيرة جاءت في وقت يتعرض فيه لضغط من وزير الخارجية الأميركي جون كيري للرضوخ إلى مطلب إسرائيلي للاعتراف صراحة بإسرائيل كدولة يهودية كجزء من اتفاق سلام الوضع النهائي.

المصدر : الصحافة البريطانية