صدى فوز الجمهوريين بالانتخابات النصفية الأميركية

تركت الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة صدى كبيرا في افتتاحيات معظم الصحف الأميركية، والتي تناولت فوز الجمهوريين بالنقد والتحليل، وخاصة في ظل تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أعقبت النتيجة.
فقد رحبت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها بقرار أوباما المتمثل في تصريحه بعدم رضوخه لضغوط الحزب الجمهوري وعدم قبوله بالقول إن فترته الرئاسية قد انتهت في أعقاب فوز الجمهوريين بالانتخابات النصفية.
كما رحبت الصحيفة أيضا بخطوة أوباما للعمل مع الجمهوريين، وقوله إن ذلك لا يعني الرضوخ التام لمطالبهم، خاصة وأن ثلثي الناخبين لم يدلوا بأصواتهم.
من جانبها شنت واشنطن تايمز في افتتاحيتها هجوما لاذعا على أوباما وقالت إن نتيجة الانتخابات جاءت عقوبة له لكنه لا يزال متعنتا، وأشارت إلى أن إعلان أوباما عن التزامه بفعل كل ما يستطيع لتحقيق تغير جذري في الولايات المتحدة لم يعد ذا صدى لدى الأميركيين.
واشنطن بوست: يمكن لأوباما اختبار الجمهوريين، وذلك عن طريق منحهم الوقت الكافي كي يثبتوا مدى قدرتهم على تحقيق ما أطلقوه من وعود قبيل الانتخابات |
اختبار الجمهوريين
وأضافت الصحيفة أن الشعب الأميركي لا يريد المزيد من أوباما ولا من وعوده أو أعماله، كما انتقدت تصريحه للصحفيين بعزمه على العمل بحرص مع أعضاء الكونغرس الجدد بغية جعل الفترة المتبقية من رئاسته مثمرة، وتساءلت: هل هذا كل ما استطاع أوباما قوله؟
وفي المقابل فقد أبدت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها تأييدها لموقف أوباما بعد الانتخابات النصفية وعزمه العمل مع الجمهوريين، وأضافت أن باستطاعة أوباما استغلال معنويات الجمهوريين المرتفعة لاختبار جديتهم في التعاون معه، وذلك عن طريق منحهم الوقت الكافي كي يثبتوا مدى قدرتهم على تحقيق ما أطلقوه من وعود قبيل الانتخابات.
ومن جانبها كتبت وول ستريت جورنال في افتتاحيتها أن الجمهوريين لا يستطيعون حكم أميركا من خلال الكونغرس، ولكن بإمكانهم عرض أجنداتهم المتعلقة بالإصلاح.
وأضافت أن الجزء الصعب يكمن في تقرير ما يمكن أن يتفق عليه الجمهوريون لتقديمه للرئيس أوباما، وأن الموضوع الرئيسي للكونغرس القادم يجب أن يتمحور حول تحقيق نمو اقتصادي سريع وإصلاح الحكومة لتحسين حياة جميع الأميركيين.
وفي السياق ذاته قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن بإمكان الكونغرس الجديد البدء ببناء الثقة مع أوباما والتوصل إلى اتفاق بشأن اتفاقيات تجارية مقترحة مع آسيا وأوروبا.
وأضافت أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة لمثل هذا التعاون بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي لتحفيز النمو الاقتصادي وتشكيل قيم عالمية.