صحف الأردن تحتفي باستدعاء السفير من إسرائيل

محمد النجار-عمان
بدا اهتمام الصحف الأردنية الصادرة اليوم الخميس بقضية استدعاء الأردن سفيره من تل أبيب للتشاور أقرب للاحتفاء به، وحفلت الصحف بتغطيات ومقالات تندد بإسرائيل وتحلل تصعيد عمان ضد تل أبيب، عوضا عن قراءة إجراءات إسرائيل في القدس والأقصى التي أشعلت الغضب الفلسطيني والأردني.
صحيفة الغد اليومية المستقلة عنونت على صفحتها الأولى "الأقصى يشتعل.. والأردن يتصدى لإسرائيل"، وخصصت مساحات واسعة لقراءة التصريحات الرسمية والمواقف عوضا عن إبراز دعوات حزبية ونقابية لقطع العلاقات الأردنية الإسرائيلية وطرد السفير الإسرائيلي من عمان.
كما نشرت تقريرا عن ما أسمتها "محطات على طريق السلام البارد" يصف العلاقات الأردنية الإسرائيلية على مدى عقدين من السلام بأنه كان "سلاما باردا".
في تحليلات الموقف كتب محمد أبو رمان في الصحيفة ذاتها تحت عنوان "إنه الأقصى يا غبي"، حلل فيه ما اعتبره انفجارا قادما لا محالة في المنطقة عنوانه المسجد الأقصى المبارك، ونبه فيه بشدة إلى تنامي قوة التيارات الجهادية في المنطقة، مع تصاعد هجمات المتطرفين الصهاينة في القدس.
وقال أبو رمان في مقاله "كي تكتمل شروط الانفجار وعناصره، لم تكن المنطقة تحتاج إلاّ إلى المتطرفين الصهاينة، إذ يضعون الدول العربية المشاركة بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، في مأزق كبير، فكيف يمكن التركيز على موضوع "داعش" و"التطرف الإسلامي"، بينما المجتمعات العربية السُنّية تعيش حالة من القلق والفراغ السياسي والشعور بالضعف، ثم يأتي العدوان على المسجد الأقصى ليجسّد ويكرّس هذا العجز الرسمي العربي، بينما الدول العربية مشغولة بمواجهة "داعش" ودعم نظام السيسي ضد جماعة الإخوان المسلمين، ومحاصرة "حماس"؟".
سميح المعايطة: "الفعل الصهيوني اليومي أصبح مصدر إحراج للحكومة الأردنية أمام مواطنيها، وتكرار هذا الفعل يوماً بعد يوم حوله إلى سياسة للحكومة الصهيونية توجب على الحكومة الأردنية أن تقوم برد عليها |
إحراج للأردن
صحيفة الرأي التي تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة عنونت على صفحتها الأولى "استدعاء سفيرنا في تل أبيب وشكوى فورية لمجلس الأمن"، وأبرزت الصحيفة تصريحات لوزير الخارجية ناصر جودة بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري في باريس الأربعاء قال فيها إن استدعاء السفير الأردني من تل أبيب رسالة واضحة حول خطورة الممارسات الإسرائيلية.
وفي مقال له بالصحيفة كتب وزير الإعلام الأردني الأسبق ورئيس مجلس إدارة الصحيفة سميح المعايطة أن "الفعل الصهيوني اليومي أصبح مصدر إحراج للحكومة الأردنية أمام مواطنيها، وتكرار هذا الفعل يوماً بعد يوم حوله إلى سياسة للحكومة الصهيونية توجب على الحكومة الأردنية أن تقوم برد عيها، لأن الأصل أن معاهدة السلام توفر احتراماً للحقوق الأردنية وبخاصة في الولاية على المقدسات في القدس لكن الممارسات الصهيونية المتعاقبة جعلت من هذه العلاقة الدبلوماسية عبئاً على الأردن".
وفي رسالة انتقاد للإدارة الأميركية كتب المعايطة "في هذه المرحلة التي يقف فيها الأردن موقفاً صادقاً وقويّاً في مساندة الجهد الدولي في محاربة الاٍرهاب، يواجه بهذا الموقف العدواني من حكومة الاحتلال والخذلان أيضا من الإدارة الأميركية التي عليها واجب الضغط على إسرائيل لوقف إساءاتها للأردن والمقدسات".
مراجعة الاتفاقيات
بدورها عنونت صحيفة السبيل -لسان جماعة الإخوان المسلمين- على صفحتها الأولى "الأردن يستدعي سفيره من تل أبيب"، وأبرزت تصريحات وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني الذي لوح بمراجعة بنود كل الاتفاقيات مع إسرائيل إن استمرت في سياساتها الحالية في القدس والأقصى.
السبيل أبرزت خبرا نقلته عن وكالة الأناضول عن نفي رئيس مجلس الأمن الحالي السفير الأسترالي غاري كوينلان عن نفيه أن يكون الأردن قد تقدم بطلب لعقد جلسة طارئة للمجلس بشأن القدس.
وأبرزت الصحيفة الإسلامية تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل التي دعا فيها كلا من الأردن ومصر والسعودية والمغرب لحماية الأقصى.
أما صحيفة الدستور فقد أبرزت قرار استدعاء السفير، ونشرت تقارير ومقالات تقرأ في دوافعه.
وكتب عريب الرنتاوي مقالا في الصحيفة دعا فيه الأردن لإرسال الرسائل التي لا تقبل التأويل، وجاء فيه "علينا من الآن أن نبدأ بإرسال الرسائل التي لا تقبل تعدد التفسيرات والتأويلات، بدءا بوقف التنسيق الأمني، والتراجع عن مشروع الغاز الإسرائيلي، أو بالأحرى "الغاز الفلسطيني المحتل"، والنظر إلى بدائل أخرى في هذا المجال.
وأضاف الكاتب علينا أن نقنع إسرائيل بوسائل عملية ملموسة، أن الأقصى في كفة والمعاهدة في الكفة الأخرى، وهذا أمر يتطلب ما هو أبعد من التصريحات والتحركات الدبلوماسية على أهميتها، هذا الأمر يستوجب إجراءات ملموسة في جوانب محددة ملموسة (..) وعندها فقط ستشعر إسرائيل أن كلامنا في الإعلام والمحافل الدبلوماسية ليس من نوع كلام الليل الذي يمحوه النهار".