القدس تفجر خلافا بين شاباك وساسة إسرائيل

epa04494006 Emergency personnel at the scene of an attack at a synagogue in a religious area of Jerusalem, 18 November 2014. Initial reports say at least two Palestinian men from East Jerusalem entered the synagogue with weapons and attacked worshippers, killing five Israelis and injuring some 10 others. EPA/ABIR SULTAN
عمال طوارئ إسرائيليون في موقع الهجوم على الكنيس اليهودي قرب القدس (الأوروبية)

عوض الرجوب-رام الله  

أبرزت صحف إسرائيل اليوم الخلاف بين ساسة إسرائيل وأجهزتها الأمنية بشأن تشخيص الوضع في القدس، ودعت بعضها لإدخال الجيش إلى القدس التي يقتصر الأمر فيها على الشرطة حتى الآن. وفيما اعتبر البعض إقامة الحواجز في القدس رسما لحدودها، دعا آخرون للعودة إلى المفاوضات.

فتحت عنوان "رئيس المخابرات ضد نتنياهو"، أشارت معاريف إلى المخابرات الإسرائيلية لا تحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية التحريض كما تدعي الحكومة الإسرائيلية.

ورغم إلقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء كبار في الحكومة والعديد من النواب أمس على عباس المسؤولية عن التحريض الذي أدى إلى عملية الطعن في القدس أمس؛ تقول الصحيفة إن رئيس جهاز الأمن العام "شاباك" يورام كوهين قال في لجنة الخارجية والأمن إن "أبو مازن" لا يشجع وليس معنيا بالإرهاب.

تأثير الاقتحامات
وتضيف الصحيفة أنه خلال المداولات أمس في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ربط رئيس المخابرات بين أحداث الحرم (المسجد الأقصى) والتصعيد الأخير في الوضع الأمني. مضيفا أن "حجيج النواب" إلى الحرم ومشاريع القوانين لتغيير الوضع الراهن فيه، فاقمت ردود الفعل في القرى شرقي القدس.

من جهتها، دعت صحيفة هآرتس إلى الإنصات لرئيس المخابرات، مضيفة أن "العنف والإجرام" اللذين كانا جزءا من الحياة العادية في الأشهر الأخيرة في القدس يطرحان أسئلة قاسية بالنسبة لسلوك الحكومة الإسرائيلية.

وأضافت أن اتهام عباس بالمسؤولية عن الإرهاب ووصفه كأحد "كبار الإرهابيين الذين أخرجهم الشعب الفلسطيني"، يكشف الدافع الحقيقي للحكومة الحالية، وهو "تعميق الشرخ مع الفلسطينيين، وعرقلة كل إمكانية للاتفاق في المستقبل".

من جهته، كتب يوسي فيرتر في هآرتس يقول إن عملية أمس غطت على "الخلافات الصبيانية المليئة بالأنا بين رؤساء الائتلاف حول موضوع الميزانية والضريبة، ووضعت هذه الأطراف في المكان المخزي الذي يستحقونه".

فقدان الأمن
بدورها، قالت صحيفة هآرتس إن ارتفاع منسوب العمليات وما تلاها من أحداث نجح في زعزعة الشعور الشخصي بالأمن في القدس بشكل كامل، مضيفة أن "عملية الكنيس" كانت على خلفية أيديولوجية دينية نابعة من كراهية كبيرة لليهود.

ومع استبعادها لانتماء المنفذين لأي تنظيم، تقول الصحيفة إن العملية تمّ اختيار مكانها بعناية وتخطيط، مشيرة إلى وجود تأثير تنظيم الدولة الإسلامية كنمط عمل فعال يثير الخوف. واتهمت  الحكومة الإسرائيلية بأنها ساهمت في العنصر الديني في الصراع بقلة الحيلة التي أظهرتها في وجه محاولات اليمين تغيير الوضع الراهن في الأقصى.

وتخلص الصحيفة إلى أن مخزون الردود الأمنية لإسرائيل استُنفد، وأن التصريحات الحادة من الوزراء لا تخدم تحسين الوضع.

من جهته وتحت عنوان "لن نسمح للكراهية بتخريب الشراكة"، كتب الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين "… القدس لن تحتمل الإرهاب، مثلما لم تحتمل دولة إسرائيل الإرهاب. وستعرف قوات الأمن كيف تعالج القتلة، مرسليهم، ومساعديهم بأطول يد ممكنة".

حدود القدس
تحت عنوان "الحواجز ستقسم القدس"، توقع ألون بن دافيد في معاريف أن تجد إسرائيل نفسها مطالبة بأن تحسب من جديد ما الحدود الحقيقية للقدس اليهودية، إذا ما استمرت موجة الإرهاب، وفق تعبيره.

وأضاف أن معنى قرار نتنياهو نصب حواجز عند مخارج الأحياء العربية للقدس هي "إعادة ترسيم لخط التماس في المدينة إن لم نقل إعادة تقسيمها".

وفي صحيفة إسرائيل اليوم، دعا دان مرغليت إلى إدخال الجيش إلى القدس، والاستعداد للعمل ضد ما وصفه بالإرهاب الفلسطيني بيد قوية وذراع طويلة.

ورأى الكاتب أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قام بتغيير شكله، ويعود على نفسه بحركة دائرية، وينفجر مرة كل عدة سنوات بشكل عنيف ثم يهدأ بالتدريج.

المصدر : الجزيرة