عودة الدولة البوليسية إلى مصر

An Egyptian riot policeman detains a female student of al-Azhar University during a protest by students who support the Muslim Brotherhood inside their campus in Cairo on December 30, 2013. Egypt urged Arab League members to enforce a counter terrorism treaty that would block funding and support for the Muslim Brotherhood after Cairo designated it as "terrorist" group. AFP
عناصر من الشرطة تعتقل طالبة من جامعة الأزهر خلال احتجاجات في ديسمبر العام الماضي (الفرنسية)

تنوعت الموضوعات في الصحافة الغربية اليوم فتحدثت عن عودة الدولة البوليسية لمصر والموقف  الأوروبي والأميركي من التهديد الروسي، وتهديد تنظيم الدولة الإسلامية بنقل المذابح إلى الغرب، وموقف الاتحاد الأوروبي من المستوطنات الإسرائيلية.

وفي الشأن المصري يرى مقال صحيفة نيويورك تايمز أنها تعود لستينيات القرن الماضي، عندما أسس الرئيس جمال عبد الناصر سابقة للعالم العربي بإقامة دولة بوليسية قمعت المعارضين بقسوة وغرست الخوف في نفوس مواطنيها، وأن أبرز سمات هذه الدولة هو أن المواطن العادي اليوم -بتشجيع من الدولة ووسائل الإعلام المتحالفة معها- يشي بالمصري مثله.

وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهر كثيرة تدل على تراجع حرية التعبير في مصر وأنها بعد إطاحة المشير عبد الفتاح السيسي بالرئيس السابق محمد مرسي صارت أسوأ من عهد حسني مبارك حيث أصبح تأييد الدولة وعدم انتقادها هم الحكومة والأجهزة الأمنية "وإلا سيكون حالها مثل سوريا أو ليبيا أو العراق"، وختمت بأن السيسي والمفتونين به لا يدركون أن قمع حرية التعبير لم يحم الدول المستبدة في الماضي ولن يجعل مصر اليوم أكثر أمنا.

تنظيم الدولة
وفي سياق آخر نشرت صحيفة ديلي تلغراف تهديد تنظيم الدولة بنقل مذابحه إلى شوارع بريطانيا والغرب بعد قتله عامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ، وأشارت إلى أن هذا التهديد يؤكد تحذيرات رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون السابقة من هجمات إرهابية في بريطانيا والغرب.

وفي سياق متصل تحدث مقال صحيفة إندبندنت عن إحدى المليشيات في سوريا وأن ما يثير القلق منها هو أنها لا تتقيد بقواعد ولا توجيهات ولا عقوبات كأي مليشيا أخرى في أي مكان.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش السوري لا يستطيع التشبث بكل الأراضي التي ينتزعها من تنظيم الدولة أو الجماعات الإسلامية الأخرى ولهذا السبب يصير لوجود المليشيات الموالية له -مثل "قوات الدفاع الوطني" في مدينة القامشلي في الشمال الشرقي للبلاد على الحدود مع تركيا- أهمية في الحفاظ على هذه الأراضي.

الاتحاد الأوروبي وضع نفسه على مسار تصادمي مع إسرائيل

المستوطنات
وعلى صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن الاتحاد الأوروبي وضع نفسه على مسار تصادمي مع إسرائيل بعد وضعه قائمة بالعقوبات التي ستفرض على إسرائيل إذا ما اتخذت خطوات من شأنها جعل إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا. وأشارت الصحيفة إلى قائمة بالتدابير وضعت في وثيقة سرية أعدها جهاز العمل الخارجي الأوروبي ووزعت على دول الاتحاد الـ28.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يتجنب فيه الدبلوماسيين وصف هذه التدابير بالعقوبات إلا أن الوثيقة تتبنى نهج "الجزرة والعصا" في العلاقات مع إسرائيل. ويقول المسؤولون إن خطوة العقوبات سببها القلق الأوروبي المتزايد من مواصلة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة على الأرض التي يطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقبلية عليها.

التهديد الروسي
أما في الشأن الروسي فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في افتتاحيتها أنه ينبغي أن يكون التهديد الذي تشكله روسيا لمستقبل أوكرانيا مصدر قلق لديمقراطية الغرب لأن القانون والنظام الدوليين حينها يكونان في خطر، لكنها أكدت على أن الانتقاد الشديد لروسيا لا يغني عن اتخاذ إجراءات مشددة بالمزيد من العقوبات ومواصلة الضغط عليها لتوصيل رسالة قوية للرئيس فلاديمير بوتين ورفاقه بأن البلطجة لن يُتسامح معها.

ينبغي أن يكون التهديد الذي تشكله روسيا لمستقبل أوكرانيا مصدر قلق لديمقراطية الغرب لأن القانون والنظام الدوليين حينها يكونان في خطر

وهذا ما أكدته أيضا افتتاحية الأوبزرفر بضرورة التصدي لبوتين وكسر شوكته بعد التهديد الجديد بتقدم المتمردين والمدفعية الروسية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا أثناء قمة مجموعة العشرين التي شاركت فيها روسيا في نهاية هذا الأسبوع. وترى الصحيفة أنه بزيادة الضغط المالي مع تكثيف الجهود الدبلوماسية وتعزيز دعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) للدول الأوروبية المحاذية لروسيا يمكن أن يقنع ذلك موسكو بأن تكلفة سلوكها المعادي للمجتمع أكبر من أن تُتحمل.

وفي السياق أبرزت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تحدي بوتين للمجتمع الدولي كما لخصه قائد قوات الناتو بقوله إن "تصرفات روسيا تمثل قرارا واضحا من قبل موسكو لرفض المبادئ الأساسية التي شكلت الأمن الدولي على مدى 25 عاما، وهذه التصرفات غير مقبولة ببساطة".

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية