صحيفة تحذر من تزايد دور المال بانتخابات أميركا

Voters stand in line before voting at the Grove Presbyterian Church in Charlotte, North Carolina November 4, 2014. With all 435 members of the U.S. House of Representatives up for election on Tuesday, Republicans are expected to expand their majority amid dissatisfaction with President Barack Obama, whose approval ratings have dipped to 38 percent. REUTERS/Chris Keane (UNITED STATES - Tags: POLITICS ELECTIONS)
واشنطن بوست: التبرعات المالية من خارج الأحزاب للحملات الانتخابية وخاصة تلك التي لا يتم الكشف عنها في ازدياد كبير (رويترز)

نشرت الصحف الأميركية اليوم مقالات تطرقت لتمويل الانتخابات وتأثيره على الديمقراطية الأميركية، ولـ"تسامح" الليبراليين بالولايات المتحدة تجاه الأديان والأعراق والثقافات الأخرى، ودعوة للردع في السياسة الخارجية من دون تورط لفترة طويلة.

وأوردت واشنطن بوست في افتتاحية لها أن الانتخابات النصفية الأخيرة للكونغرس أبرزت الدور المتزايد للتبرعات المالية من خارج الأحزاب للحملات الانتخابية وخاصة ما أسمته "المال الأسود"، أي الذي لا يتم الكشف عن مصادره. وقالت إن هذا الاتجاه يهدد الديمقراطية ويمنح دورا أكبر لقوى المصالح الخاصة في تسيير الشؤون السياسية على حساب المصلحة العامة.

وقالت الصحيفة إن المبدأ الأول في الديمقراطية الأميركية أن الناخبين يختارون المرشح على أساس ما يقوله المرشح وما يفعله، لكن "وللأسف" فإن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه المضاد لذلك نحو نظام تهيمن عليه الأموال التي تُنفق على الحملات الانتخابية من قبل لوردات المال الأسود.

التنوع الحقيقي
ونشرت واشنطن تايمز مقالا للكاتب روبرت نايت ينتقد فيه الليبراليين الأميركيين قائلا إنه وبعد عقود من حربهم على التراث المسيحي لأميركا أصبح هؤلاء الليبراليون من المفرطين في "المساواة" و"التسامح" أكثر صراحة بشأن المستقبل الجديد والشجاع الذي يتصورونه. فهذا المستقبل، يقول الكاتب، إما مستقبل حسب رؤيتهم وإما لا مستقبل أبدا.

ويسرد الكاتب كثيرا من الحالات التي طالب فيها أتباع ديانة أو مجموعة محددة بمساواتهم بأتباع ديانة -غالبا المسيحيين- أو مجموعة أخرى فيما حصلوا عليه من مكاسب عبر التاريخ، ويواجه أصحاب القرار إما بمساواتهم وإما إلغاء هذ المكتسبات التاريخية حتى يتساوى الناس في عدم التمتع بأي مكاسب.

بريت ستيفنس:
لو أن أميركا أطلقت صاروخا واحدا على برج إذاعة واحدة في رواندا عام 1994 خلال المذابح ربما ساعدت في منع الهوتو من إذاعة أوامرهم وتوجيهاتهم بذبح التوتسي

وإحدى الحالات التي توضح فكرة الكاتب أن آباء مسلمين لطلاب في إحدى المدارس طالبوا باعتماد عطلة لأبنائهم في المناسبات الدينية الإسلامية أسوة بالمسيحيين واليهود. وكان قرار إدارة المدرسة إلغاء أي عطلة دينية بالمدرسة.

واختتم الكاتب بقوله إن المساواة والتسامح اللذين يدعو لهما الليبراليون الأميركيون لا يؤديان إلا إلى المآزق والقضاء على التنوع الحقيقي.

مشاريع خيالية
ونشرت وول ستريت جورنال مقالا عن السياسة الخارجية الأميركية للكاتب بريت ستيفنس تحت عنوان جريء "نعم يجب على أميركا أن تكون شرطيا للعالم"، قال فيه إن أميركا بحاجة لسياسة خارجية لا تطمح بأكثر مما يجب ولا تكون أهدأ مما يلزم، أي قوية عند الضرورة، لكنها عاقلة لا تستهلك البلاد في مشاريع خيالية مثل إصلاح الدول الفاشلة أو المجتمعات المتعثرة.

وسرد الكاتب قائمة طويلة من الأزمات في العالم التي تؤثر على أميركا و"تقتضي تدخلها" من فلسطين ودول الربيع العربي وأوكرانيا وصواريخ كوريا الشمالية والبرنامج النووي الإيراني والركود الاقتصادي في أوروبا وتنظيمي الدولة والقاعدة.. إلخ.

وقال، ردا على من يدعون لعدم التدخل أصلا، إن هناك دولا في العالم تسعى لتحقيق طموحاتها الإستراتيجية على حساب الآخرين ودون خوف من رادع، وهناك حلفاء لأميركا سيتخلون عنها إن لم تهب لنجدتهم عند الحاجة.

ودعا إلى تدخل واشنطن السريع والحاسم ليس على غرار تدخلها الطويل والمكلف ماليا وبشريا في العراق وأفغانستان، بل مثل تدخلها في يوغوسلافيا. وقال لو أن أميركا أطلقت صاروخا واحدا على برج إذاعة واحدة في رواندا عام 1994 خلال المذابح ربما ساعدت في منع الهوتو من إذاعة أوامرهم وتوجيهاتهم بذبح التوتسي.

المصدر : الصحافة الأميركية