صحف تنتقد إستراتيجية التحالف ضد تنظيم الدولة

تناولت صحف أميركية وبريطانية التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وانتقد بعضها الحملة الجوية ودعا إلى ضرورة نشر قوات برية لتقاتل مسلحي التنظيم على الأرض في كل من العراق وسوريا.
فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن الحملة الجوية للتحالف الدولي بدأت بداية صعبة، وأن المعارضة السورية على وشك الانقلاب على الولايات المتحدة، وأن تركيا ترفض التدخل، مما يدل على عجز الإستراتيجية المتبعة في مواجهة تنظيم الدولة.
وحذرت الصحيفة من استمرار الحملة الجوية بشكلها الحالي، وقالت إن المستفيد الأول هو الرئيس السوري بشار الأسد، وأشارت إلى تصاعد وتيرة الغضب لدى الثوار السوريين إزاء الحملة وخاصة في ظل عدم استجابة الحملة بقيادة الولايات المتحدة لطلبات الثوار.
وأضافت أن قوات التحالف الدولي لم تقم بأي ضربات على تنظيم الدولة في مدن سورية مثل حلب، وذلك بالرغم من طلب قوات المعارضة منهم ذلك، في حين تقوم قوات النظام السوري بشن هجوم عنيف لقطع طرق الإمداد عن الثوار.
واشنطن تايمز: هناك ضرورة بأن يتبع أوباما إستراتيجية تسمح بإطلاق حملة جوية حقيقية من قاعدة إنجرليك في تركيا لمهاجمة مواقع تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق |
إستراتيجية جديدة
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب تشارلز كروثامر قال فيه إن التحالف الدولي ما يزال ضربا من الخيال، وأوضح أن هدف التحالف هو إخراج تنظيم الدولة من العراق واحتواؤه في سوريا، ولكننا لم نر شيئا من ذلك.
من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى ضرورة اتباع الرئيس الأميركي باراك أوباما إستراتيجية تسمح بإطلاق حملة جوية حقيقية من قاعدة إنجرليك في تركيا لمهاجمة مواقع تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق.
وفي السياق، تساءلت صحيفة نيويورك تايمز ما إذا كانت الحملة الجوية الدولية على تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق مجرد عرض جوي أم أن لها أهدافا لتحقيقها على الأرض.
من جانبها أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة وتدميره يتطلب نشر قوت برية في كل من العراق وسوريا، وأن الحملة الجوية لا تعتبر كافية.
يُشار إلى أن مراقبين يرون أن الحرب على تنظيم الدولة ستكون مهزلة من دون وجود جنود على الأرض، وأن الغارات الجوية وحدها لن تحدث فرقا في العراق أو سوريا، وأن لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاءه سوء فهم إستراتيجي بشأن مواجهة تنظيم الدولة.
كما أن الوضع يزداد تعقيدا في كل يوم يمر على العراق وسوريا، وسط تساؤلات عن الوضع الذي سيؤول إليه الشرق الأوسط في ظل هذه المأساة، في ظل عدم وجود طريقة لإنهاء الحرب التي تشهدها المنطقة.
ويرى المراقبون أن التاريخ أثبت لأميركا أن الاعتماد على القوة الجوية وحدها يعتبر أمرا خاطئا، ومع ذلك فإن واشنطن مستمرة فيه.