أدلة على ارتكاب نظام الأسد جرائم حرب

ضحايا التعذيب والاختفاء القسري بحق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا
undefined
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بالشأن السوري، وركزت على تقرير يتهم النظام السوري بجرائم حرب، واتهمت أخرى الرئيس بشار الأسد بتعزيز قوة تنظيم القاعدة، وتحدثت ثالثة عن استمرار الأهوال وضرورة بذل المزيد من الجهود الإنسانية، وعلقت أخرى بأن مكافحة التطرف في سوريا معركة خاسرة.
 
 فقد نشرت صحيفة غارديان أن فريقا من المحامين الدوليين السابقين المختصين في المحاكم الجنائية تفحص آلاف الصور وسجلات الوفيات التي كانت بحوزة قوات نظام الأمن السوري منذ بدء الانتفاضة في مارس/آذار 2011 حتى أغسطس/آب الماضي.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة محامين دوليين أن مسؤولين بالحكومة السورية يمكن أن يواجهوا تهما بجرائم حرب في ضوء الأدلة المتاحة التي أظهرت "قتلا منهجيا" لنحو 11 ألف معتقل.

وأشار تقرير المحققين إلى أن معظم الضحايا كانوا من الشباب، وكان الكثير من الجثث يبدو عليها الوهن دليلا على التجويع، وملطخة بالدماء وتحمل آثار تعذيب، وبعضها كانت من دون أعين، وظهرت على جثث أخرى آثار خنق أو صعق بالكهرباء.

وذكرت الصحيفة أن هذا التقرير يأتي بعد أقل من شهرين من إعلان مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن توثيقها لانتهاكات وقعت من نظام الرئيس الأسد والثوار، لكن الخبراء يقولون إن الدليل الجديد أكثر تفصيلا وعلى نطاق أوسع من أي شيء آخر ظهر حتى الآن.

وأشارت إلى أن المحامين الثلاثة التقوا مصدر المعلومات الذي كان جنديا في الشرطة العسكرية السورية، وكان يعمل مصورا فيها، لكنه انشق عنها إلى المعارضة ثم فر من البلاد، وأثناء الجلسات الثلاث التي قضوها معه وجدوا أن معلوماته موثوقة وحقيقية بعد التثبت الدقيق من صحتها.

وقال أحد المحامين الثلاثة إن الأدلة تشير إلى "قتل موثق على نطاق واسع، وهذا دليل دامغ من نوع لم نشهده من قبل، وهو يشكل قضية قوية جدا".

النظام السوري
وفي سياق آخر، أشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى ادعاءات جديدة لأجهزة الاستخبارات الغربية والثوار ومنشقين عن تنظيم القاعدة إلى أن النظام السوري متواطئ مع "الجهاديين"، لإقناع الغرب بأن الانتفاضة يقودها الإرهاب.

 النظام أطلق عمدا سراح السجناء المتشددين لتعزيز صفوف الجهاديين على حساب قوات الثوار المعتدلة، والهدف كان إقناع الغرب بأن الانتفاضة يرعاها المتشددون الإسلاميون

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية أن جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطين بالقاعدة ويعملان في سوريا كان يتم تمويلهما ببيع النفط والغاز من الآبار التي كانت تحت سيطرتها.

ويقول الثوار والمنشقون إن النظام أطلق عمدا سراح السجناء المتشددين لتعزيز صفوف الجهاديين على حساب قوات الثوار المعتدلة، والهدف كان إقناع الغرب بأن الانتفاضة يرعاها "المتشددون الإسلاميون" ومنهم القاعدة كوسيلة لوقف التأييد الغربي لهم.

وتشير المعلومات -التي جمعتها المصادر الاستخبارية- إلى أن النظام بدأ التعاون بشكل فعال مع هذه الجماعات في ربيع 2013 عندما استولت جبهة النصرة على أخصب حقول النفط السورية في منطقة دير الزور الشرقية، وبدأت تمول عملياتها في سوريا ببيع النفط الخام الذي جمعت منه ملايين الدولارات.

جهود الإغاثة
وتجسيدا لحجم المعاناة وتأزم الوضع الإنساني في سوريا كتبت صحيفة غارديان أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جمعت ستة ملايين دولار في أربعة أسابيع فقط بعد إعصار هايان الذي ضرب الفلبين قبل ثلاثة أشهر، لكنها صارعت لتصل إلى مليون دولار لجهود الإغاثة السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الإنسانية في سوريا والبلدان المجاورة لم يشهد لها مثيل في العالم، وأن النظام السوري وخصومه يستهدفون عمال الإغاثة والأطباء، بل إن المتطوعين يقتلون لتقديمهم الرعاية الطبية دون تمييز بين الجماعات المتحاربة.

وشككت الصحيفة في أن محادثات جنيف غدا الأربعاء يمكن أن تتمخض عن سلام دائم أو حتى هدنة متماسكة، لكنها ترى أن بإمكان المجتمع الدولي ضمان تحرك أفضل للإغاثة الإنسانية من خلال التوسع في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة وتسهيل إجراءات تسجيل اللاجئين في الرعاية الصحية والمدارس وما شابه من مقومات الحياة.

محاربة التطرف
وعلى صعيد آخر، كتبت الصحيفة نفسها أن محاربة التطرف في سوريا معركة خاسرة. وقالت إن الاعتدال في أعين المراقبين يكون مثل التطرف أحيانا.

وترى الصحيفة أن نهج الغرب المرتبك في معالجة الوضع في سوريا بتأليب من وصفتهم بـ"الأخيار" ضد الإسلاميين "الأشرار" في أي سياق يهدد بتأجيج نيران المزيد من التطرف. وقالت إن محاولات مقاومة التطرف الإسلامي غالبا ما تأخذ شكل تضخيم أهمية جبهة المعتدلين المزعومين الذين قد يكون قادتهم فاسدين أو غير ممثلين لأي أحد غير أنفسهم.

واعتبرت الصحيفة مبادرات مكافحة التطرف غير المدروسة ليست مجرد واجهة باهظة، ولكن بتقسيم العالم إلى أخيار وأشرار فإن تأثير هذه المبادرات هو جعل المعتدلين في نظر الغرب أشبه بتابعين أو جواسيس، الأمر الذي يؤجج الاستياء وينذر برد فعل متطرف.

وقالت الصحيفة إن النهج الخطأ -الذي يتبعه الغرب في سوريا- يخلط بين مهمته المزعومة في الإتيان بالحرية والديمقراطية إلى السوريين وبين التصميم على استخدام وكلاء لتقديم مصالح الغرب.

المصدر : الصحافة البريطانية