صحيفة: الأهوال في سوريا لا تصدق

العيد في خيام التشرد بسوريا
undefined
تناولت الصحف البريطانية اليوم عددا من القضايا الهامة في الشرق الأوسط ومن أهمها المعاناة المتفاقمة للاجئين في سوريا بسبب الصراع الدائر فيها وموقف الدول الغربية الضعيف لتقديم المساعدة.

ففي صحيفة ديلي تلغراف استهل الكاتب دانيل هانان مقاله بالعنوان "أهوال سوريا لا تُصدق وخارجة عن السيطرة". ويحكي الكاتب جانبا من بعض هذه القصص المروعة التي تحدث في سوريا ومنها معايشة امرأة لزبانية بشار الأسد وهم يعذبون زوجها حتى الموت داخل أحد المساجد وقيامهم برفع صوت مكبر الصوت الخاص بالأذان حتى يسمع كل أهل القرية صراخ الرجل قبل قتله.

وقال الكاتب إن القصص المروعة التي تحدث في سوريا لا يستطيع العقل تصورها وحكى قصة امرأة أخرى من حلب تعرضت فيها للتهديد بأنه إذا لم يسلم زوجها نفسه للسلطات فسيتم اغتصابها هي وبناتها، فسلم الرجل نفسه وتم اغتصابه وقتله أمامها.

وأشار الكاتب إلى أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين يعيشون الآن مشردين في الدول المجاورة ولم يعد الأمر مجرد حاجتهم للطعام والكساء فقط، بل المدارس وأماكن اللعب والعيادات الطبية.

ويذكر الكاتب أنه بعد لقائه بعدد من القيادات العسكرية والسياسية من المعارضة السورية كان الإجماع على نقطة واحدة وهي أنه لا يمكن أن يكون هناك احتمال لتسوية بدون إزاحة الأسد وأزلامه الجلادين.

أزمة إنسانية
وفي سياق متصل أشارت صحيفة غارديان إلى تحذير وكالات الإغاثة وجماعات حقوق الإنسان من مغبة التقاعس في تقديم المعونة وعوائق تسليمها في مؤتمر أممي لجمع أموال عاجلة للأزمة الإنسانية المتعمقة في سوريا يعقد اليوم.

الوضع الإنساني في سوريا وظروف اللاجئين في الدول المجاورة يواصل تدهوره، حيث أن نحو 6.5 ملايين مشردين داخل سوريا وأكثر من 2.2 مليون آخرين فروا منذ يناير/كانون الثاني 2012

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يترأس اليوم مؤتمرا بالكويت بهدف مساعدة أكثر من تسعة ملايين سوري شردتهم الحرب. وتستهدف الأمم المتحدة جمع مبلغ 6.5 مليارات دولار، الذي يعتبر أضخم مناشدة طوارئ في تاريخ المنظمة الدولية.

ومن جانبها انتقدت منظمة العفو الدولية الاستجابة الدولية للأزمة بأنها "غير كافية بشكل محزن".

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة فإن الوضع الإنساني في سوريا وظروف اللاجئين في الدول المجاورة يواصل تدهوره، حيث أن نحو 6.5 ملايين مشردين داخل سوريا وأكثر من 2.2 مليون آخرين فروا منذ يناير/كانون الثاني 2012 إلى لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السورية لا تسمح بالدخول إلى المناطق المحاصرة أو ترك المدنيين يغادرونها، حيث يقدر عدد المحاصرين في هذه المناطق بنحو 288 ألفا لا تكاد تصلهم أي مساعدة.

وقالت إن متطلبات التمويل للعام 2013 التي تقدر بـ4.4 مليارات دولار تم تحقيق 70% منها فقط مع نهاية العام.

ملاذ آمن
وفي مقال بنفس الصحيفة بعنوان "يجب على بريطانيا أن تؤمن ملاذا آمنا للاجئين السوريين" قال الكاتب موريس رين إن بريطانيا رفضت حتى الآن الالتفات إلى دعوات الأمم المتحدة للمساعدة في إعادة توطين ثلاثين ألفا من أكثر اللاجئين السوريين عرضة للخطر.

ويتوقع الكاتب أن تتعهد الحكومة البريطانية اليوم الأربعاء بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للسوريين، وأنها إذا ما وفت بتعهدها فإن ما تقدمه سيكون بمثابة أخبار سارة تنقذ العديد من السوريين.

ويرى الكاتب أن حجم وخطورة الأزمة تملي على الجميع القيام بما في وسعهم لمساعدة السوريين في إيجاد الأمن والأمان، وأن المعونة مجرد جزء من الحل.

وأشار الكاتب إلى أنه ككل اللاجئين فإن السوريين الذين حالفهم الحظ في الوصول إلى بريطانيا  يحق لهم قانونا طلب اللجوء السياسي. ومع ذلك يقدر مجلس اللاجئين البريطاني أن نحو 0.1% فقط من اللاجئين الفارين من الصراع السوري تمكنوا من الوصول إلى الشواطئ البريطانية.

وقال الكاتب إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ناشدت الحكومات الغربية لقبول ثلاثين ألفا من أكثر اللاجئين المعرضين للخطر ولم تستجب حتى الآن سوى 18 دولة ليست بريطانيا منها للأسف.

ومن جانبها تتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن تتفاقم الأزمة الإنسانية، وأن ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص يمكن أن يفروا من سوريا هذا العام بحثا عن الأمان.

وختم الكاتب مقاله بأن هذا هو الوقت المناسب للتحرك وتقديم المساعدة الواجبة لأن حياة العديد من السوريين قد تتوقف على ذلك.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية