سوريا تدخل منعرجا خطيرا مع اقتراب الضربة

مئات القتلى أغلبهم أطفال نتيجة قصف كيماوي لقوات النظام السوري بغاز السارين على غوطة دمش وريفها
undefined
تناولت معظم الصحف الأميركية بالنقد والتحليل الأزمة السورية المتفاقمة، وخاصة في ظل اقتراب توجيه ضربة عسكرية أميركية دولية لنظام الأسد بسبب استخدامه الأسلحة الكيميائية، وقالت بعض الصحف إن سوريا تدخل منعرجا خطيرا، وحذرت أخرى من اتساع نطاق الحرب في المنطقة.

فقد قالت صحيفة واشنطن بوست في مقال للكاتب الأميركي ديفد إغنيشاس إن سوريا تدخل منعرجا خطيرا مع اقتراب تلقيها ضربة عسكرية دولية، وذلك في أعقاب استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في الحادي والعشرين من الشهر الماضي في الهجوم على المدنيين في الغوطة ومدن ريف دمشق الأخرى مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف ومعظمهم من الأطفال.

ونسبت الصحيفة إلى بعض قادة الثوار السوريين قولهم إن الضربة العسكرية الأميركية المتوقعة لنظام الأسد من شأنها تغيير موازين الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا منذ أكثر من عامين، وسط الخشية من الفراغ السياسي في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، داعين الرئيس الأميركي باراك أوباماإلى قصف ست قواعد عسكرية رئيسية وثلاث بطاريات صواريخ من قواعد الأسد قرب دمشق في سوريا.

ونسبت الصحيفة إلى آمر جبهة الثوار الجنوبية في سوريا الجنرال زياد فهد القول إنه إذا تكفلت واشنطن بهذه القواعد العسكرية التابعة للأسد، فإن قواته المؤلفة من 30 ألف ثائر يمكنها مهاجمة بقية القواعد العسكرية في جنوبي البلاد، مضيفا أن قواته ستحتل المباني الحكومية مع بدء الضربة العسكرية الدولية، وذلك للتأكيد على الأمن في البلاد ومنع أي عمليات سلب ونهب قد تحدث.

الثوار السوريون سيستغلون الضربة الأميركية أفضل استغلال، والثورة السورية ستدخل مرحلة جديدة فاصلة، وسط الخشية من الفوضى العارمة والانتقام من الطائفة العلوية، والخوف من المستقبل المجهول لمخزونات الأسلحة الكيميائية في البلاد

مرحلة فاصلة
وقالت الصحيفة إن الثوار السوريين سيستغلون الضربة الأميركية أفضل استغلال، وإن الثورة السورية ستدخل مرحلة جديدة فاصلة، وسط الخشية من عمليات انتقامية ضد الطائفة العلوية ودخول البلاد في فوضى عارمة بعد الضربة، والخوف من المستقبل المجهول لمخزونات الأسلحة الكيميائية في البلاد.

وقال الجنرال فهد إن المخزونات الكيميائية تشكل خطرا كبيرا في سوريا، داعيا الولايات المتحدة إلى ضرورة استخدام قوات أرضية للسيطرة عليها، وذلك وسط الخشية من إعادة قوات الأسد استخدامها في الهجوم على المدنيين أثناء الضربة.

كما دعت الصحيفة أوباما إلى تشجيع الجيش السوري على الانشقاق على شكل وحدات كاملة يمكنها الانضمام إلى صفوف الثوار.

من جانبها تساءلت صحيفة لوس أنجلوس في مقال للكاتب راجان مينون عن جدوى توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، وقالت إن صدقية وهيبة الولايات المتحدة بوصفها دولة عظمى صارتا على المحك، مضيفة أن حلفاء أميركا قد يفقدون الثقة بقدرة الولايات المتحدة على حمايتهم.

وأضافت أن عدم توجيه الغرب ضربة قاصمة لقوات الأسد جزاء على جرائمها بحق الإنسانية يعني الإفلات من العقاب، ويعني فقدان الغرب هيبته أمام إيران وحزب الله اللبناني وكوريا الشمالية وتنظيم القاعدة وآخرين، وسط الخشية من تورط الغرب في حرب موسعة ومطولة، والتوجس من نتائجها وتداعياتها المحتملة على المنطقة برمتها.

وفي سياق الأزمة السورية المتفاقمة، قالت صحيفة كريسيتان ساينس مونيتور في افتتاحيتها إن النقاش في الولايات المتحدة تحول من إمكانية حدوث الضربة إلى كيفية حدوثها، داعية إلى توخي الدقة في إصابة الأهداف العسكرية وتجنب المدنيين، وإلى ضرورة حصر الحرب في سوريا وعدم التسبب في اتساع نطاقها لتشمل إيران وإسرائيل.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية