مقاطعة أوروبا للمستوطنات تفجر أزمة بإسرائيل

epa03780690 A general view of the construction site of a housing unit in the West Bank settlement of Al-Karmel south of Hebron, 08 July 2013. A senior minister said 27 June 2013 Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu would be prepared to give up more than 90 per cent of the West Bank if his security concerns are met. Peace Now, which monitors settlements growth, notes that since February 2013 Netanyahu has ordered authorities to freeze new tenders for construction in the West Bank and East Jerusalem. EPA/ABED AL HASHLAMOUN
undefined

صالح النعامي-الجزيرة نت

تبادل المستوى السياسي والدبلوماسي في إسرائيل الاتهامات بشأن المسؤولية عن تدهور العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بلغ ذروته في قرار الاتحاد التوقف عن تقديم الدعم المادي لمؤسسات إسرائيلية تعمل داخل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت النسخة العبرية لصحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء وزير الخارجية بنيامين نتنياهو يحمل بشكل واضح السلك الدبلوماسي وطاقم الخارجية المسؤولية عن تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، واصفاً سلوك السلك الدبلوماسي الإسرائيلي بـ "التقصير الأكبر الذي ارتكبته الدبلوماسية الإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثين عاماً".

ووجه وزراء بالحكومة انتقادات حادة للسلك الدبلوماسي وطاقم الخارجية التي يديرها نتنياهو بصفته وزيراً للخارجية.

وانتقد الوزراء الإسرائيليون بشكل خاص سفارة تل أبيب لدى الاتحاد الأوروبي حيث اتهموها بعدم تقديم إنذارات مسبقة حول توجهات الاتحاد الأوروبي، مما جعل الإجراء الذي أقدمت عليه مفوضية العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي مفاجئة لصناع القرار في تل أبيب.

تقرير الخارجية الإسرائيلية أكد أن المفوضية الأوروبية صاغت توصياتها ضد المستوطنات بسرية تامة وتضليل مقصود مما قلص من قدرة طاقم السفارة من التعرف على نوايا الأوروبيين

تقرير الخارجية
وفي المقابل، فند تقرير صادر عن لجنة تقصي حقائق أمر بتشكيلها وكيل الخارجية رافي براك اتهامات الوزراء، حيث أكد التقرير أن المفوضية الأوروبية صاغت توصياتها ضد المستوطنات "بسرية تامة وتضليل مقصود" مما قلص من قدرة طاقم السفارة على التعرف على نوايا الأوروبيين وتوجيه إنذار للحكومة الإسرائيلية بشأنها.

وحمل التقرير المستوى السياسي المسؤولية عن عدم التعاطي بجدية كافية مع تحذيرات وزارة الخارجية بشأن الخطوات التي قد يقدم عليها الاتحاد الأوروبي كإجراءات عقابية ضد المستوطنات.

وذكر التقرير أن "مركز الأبحاث السياسية" الذي يعد الذراع الاستخباري لوزارة الخارجية قد حذر أواخر 2012 الحكومة من أن عام 2013 سيشهد تصعيدا كبيرا للإجراءات الأوروبية ضد المستوطنات، متهماً الحكومة بتجاهل هذه التحذيرات.

ورفض زئيف إلكين، نائب وزير الخارجية، ما جاء في التقرير، على اعتبار أنه "لا يساعد على استخلاص العبر في المستقبل".

يُذكر أن وفداً من الاتحاد الأوروبي سيصل غداً الأربعاء إلى تل أبيب لإطلاع المسؤولين على طابع الإجراءات العقابية التي قررها الاتحاد الأوروبي ضد المستوطنات.

وقد جند نتنياهو نفسه لمحاولة ثني الاتحاد الأوروبي عن تطبيق القرار أو على الأقل تأجيله، حيث اتصل بكل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ومستشار النمسا فيرنر فايمان ورئيس وزراء اليونان إنتونيوس سامراس.

وذكر موقع "واي نت" الإخباري أن نتنياهو شدد في اتصالاته مع القادة الأوروبيين على أن هناك قضايا أكثر أهمية يتوجب على الأوروبيين أن يستثمروا فيها مثل "الأوضاع في سوريا وسباق إيران نحو الحصول على سلاح نووي".

الكاتب الإسرائيلي بصحيفة هآرتس جدعون ليفي دعا في مقاله الأوروبيين إلى فرض مقاطعة على إسرائيل بأسرها على اعتبار أنها دولة ترعى الاحتلال

تأييد المقاطعة
وفي سياق متصل، أيد الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي القرار الأوروبي القاضي بمعاقبة المؤسسات التي تعمل بالمستوطنات، مشدداً على أن إسرائيل لن تغير من سياساتها العدوانية قبل أن تدفع ثمناً على مواصلتها احتلال الضفة الغربية.

وفي مقال نشرته النسخة العبرية لصحيفة "هآرتس" قال ليفي إن القرار الأوروبي يسهم فقط في منع تواصل سفك الدماء بالمنطقة، على اعتبار أنه يوجه رسالة لإسرائيل مفادها أنه لا يمكن أن تستمر الأوضاع الحالية للأبد.

وأكد ليفي أنه لا طائل من استخدام النقد الناعم في تغيير قناعات الرأي العام الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يواصلون "سلب الفلسطينيين والعرب إنسانيتهم، وشيطنتهم".

ودعا الأوروبيين إلى فرض مقاطعة على إسرائيل بأسرها على اعتبار أنها دولة ترعى الاحتلال، مشيرا إلى أن المقاطعة الاقتصادية أسهمت في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وقال إن إسرائيل ستحذو حذو جنوب أفريقيا في حال ووجهت بنظام مقاطعة قوي.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية