دعوة لأوباما لهجوم قوي رادع للأسد

مئات القتلى أغلبهم أطفال نتيجة قصف كيماوي لقوات النظام السوري بغاز السارين على غوطة دمش وريفها
undefined

تناولت معظم الصحف الأميركية بالنقد والتحليل الأزمة السورية المتفاقمة، وذلك في أعقاب اتهام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ودعا بعضها الرئيس الأميركي باراك أوباما لجعل الهجوم ضخما وجادا، وانتقد الكشف عن تفاصيل الهجوم، ودعت أخرى إلى شل القوة الجوية السورية مع بدء الهجوم على الفور.

فقد دعت صحيفة واشنطن بوست في مقال للكاتب الأميركي تشارلز كروثامر الرئيس أوباما إلى شن هجوم ضخم وقوي وجاد ورادع على نظام الأسد، وذلك عقوبة للأخير الذي استخدم الأسلحة الكيماوية والغازات السامة ضد المدنيين مرات عديدة، ومن بينها الهجوم واسع النطاق على مدن ريف دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، الذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف ومعظمهم من الأطفال.

وانتقدت الصحيفة الكشف عن طبيعة وأهداف الهجوم الأميركي على النظام السوري، التي من بينها استخدام سفن حربية في إطلاق صواريخ كروز، وذلك لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، والتأكيد بأن الهدف هو معاقبة النظام السوري وليس إسقاطه.

وأضافت الصحيفة "هل بقي أن نكشف عن موعد انطلاق أول صاروخ كي لا نتسبب بالإزعاج لحفلة عشاء يتم تناوله في دمشق؟ فأين ما تبقى لعامل المفاجأة يا ترى؟".

وأضافت أن على أوباما تعزيز عنصر الحماسة لدى جنوده، وأن يكون جادا في الهجوم وليس استعراضيا، وأوضحت أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون أمر بإطلاق بعض صواريخ كروز على خيام فارغة في أفغانستان، وذلك على شكل رد على هجوم تنظيم القاعدة على سفارتين أميركيتين في أفريقيا في 1998، ففهم التنظيم الرسالة وقام بعد عامين بالهجوم على المدمرة الأميركية كول، ثم قام بعد ذلك بشن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

معظم ضحايا كيماوي قوات الأسد من الأطفال (الجزيرة)
معظم ضحايا كيماوي قوات الأسد من الأطفال (الجزيرة)

تقويض قوة الأسد
كما دعت الصحيفة أوباما أن يكون هجومه على نظام الأسد هجوما حاسما وأن يؤدي إلى تقويض قوة جيش الأسد وشل القوة الجوية للأسد برمتها، مضيفة أنه يجب مهاجمة القواعد العسكرية الجوية التابعة للأسد وعددها عشرون، خاصة الست الأكثر أهمية من بينها.

كما طالبت الصحيفة أوباما بأن تكون حملته على نظام الأسد إستراتيجية ومرعبة وتهدف إلى تغيير ميزان القوى في المنطقة، وأن يشمل الهجوم المطارات السورية ويستهدف المقاتلين السوريين والمروحيات ومستودعات الوقود ومقار القيادة والاتصال، داعية إلى استخدام صواريخ كروز والذخائر الذكية التي لا تحتاج إلى التحليق فوق الأجواء السورية.

وقالت الصحيفة إن حرمان الأسد من السيطرة على الجو وجعل وصول المؤن من إيران وروسيا أمرا صعبا، من شأنه إحداث تغيير في مسار الحرب، متسائلة عن سر تأني أوباما لقرابة ثلاث سنوات قبل أن يهيئ الشعب الأميركي لهذه اللحظات الجادة.

الصحيفة في مقال للكاتبة الأميركية روث ماركوس دعت أوباما إلى شن هجوم عارم على نظام الأسد، مضيفة أن تردد أوباما وسلبيته يشكلان تقويضا خطيرا لمصداقية الولايات المتحدة وهيبتها في العالم.

من جانبها قالت صحيفة لوس أنجلوس في مقال للكاتب كريس إديلسون إن الرئيس الأميركي يمكنه شن حرب دون الرجوع إلى الكونغرس، وذلك في حالة الطوارئ، أو إذا كانت ضد جهات تشكل تهديدا خطيرا للمصالح الأميركية.

وتساءلت بالقول "لماذا يجب على إيران اتخاذ تحذيرات الرئيس الأميركي على محمل الجد بشأن النووي إذا ثبت أن تهديدات أوباما بشأن كيماوي سوريا غير جادة"؟ كما انتقدت الصحيفة في افتتاحيتها طبيعة هجوم أوباما المحتمل على سوريا متسائلة عن جدوى الهجوم إذا لم يسهم في إسقاط النظام؟

من جانبها حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن يؤدي الهجوم إلى اندلاع حرب طائفية على مستوى المنطقة في الشرق الأوسط برمتها.

كما دعت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن يبدأ الهجوم العسكري الأميركي على سوريا بشل القوة الجوية لنظام الأسد.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية