صحيفة: إدارة أوباما على وشك التحرك ضد سوريا

An F-16C Fighting Falcon from the 522nd Fighter Squadron, Cannon Air Force Base, N.M., fires an AGM-65H Maverick air-to-ground missile at a Utah Test and Training Range target near Hill Air Force Base, Utah, during a Combat Hammer mission, 25 May 2004. Combat Hammer is an Air-to-Ground Weapons System Evaluation Program hosted by the 86th Fighter Weapons Squadron from Eglin Air Force Base, Fla. EPA/DoD photo by Master Sgt. Michael Ammons
undefined
حفلت الصحف الأميركية بالتقارير التي تتحدث في الأزمة السورية وآخر المستجدات بشأن اتخاذ موقف حاسم من قبل المجتمع الدولي ردا على الهجمات الكيمياوية التي أودت بحياة مئات المدنيين في ضواحي دمشق، وكتبت إحداها عن المدى الذي قد يذهب إليه أوباما في تدخله، وأكدت أخرى على قيام أميركا بإجراء ضد سوريا، وذكرت ثالثة أن أوباما يدرس ضربة عسكرية محدودة.

فقد استهلت كريستيان ساينس تقريرها بما قاله خبراء في السياسة الخارجية الأميركية بأن الإجراء الممكن للرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا من المرجح أن يكون وسطا بين عدم القيام بشيء والقيام بعمل قوي جدا بحيث يطيح بنظام الأسد.

وقال أحدهم "الأكثر ترجيحا أن ذاك الرد الوسط سيكون هجمات مركزة ضد الوحدات العسكرية السورية المرتبطة بالبنية التحتية وقدرة الأسلحة الكيمياوية. لكن تلك الهجمات يمكن أن تكون موجعة جدا وشاملة".

وأشارت الصحيفة إلى أن تجربة أوباما مع الحروب الموروثة في العراق وأفغانستان علمته أن الوسائل والغايات يجب أن تتطابق، وأن العمل العسكري بحاجة لأن يُعاير وفقا لما تريد أميركا أن تحققه.

وحسب الخبراء فإنه "نظرا لتوقعات أوباما المنخفضة حول ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية فعليا في سوريا فسيكون واقعيا جدا بشأن ما يمكن تحقيقه خلال أي عمل عسكري منفرد".

وأشارت الصحيفة إلى أنه حسب وجهة نظر الإدارة الأميركية فإن الصراع في سوريا متجذر بين فصائل كثيرة، ومن المرجح أن يستمر الاقتتال حتى بعد الإطاحة بالأسد، ومن ثم فإن الخيارات العسكرية الأميركية بحاجة لأن تدرس في هذا السياق.

عدم التسامح
في سياق متصل كتبت نفس الصحيفة أن التحرك الأميركي ضد سوريا أكيد لتوصيل رسالة مفادها عدم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيمياوية. وتساءلت الصحيفة عن حجم الدعم الدولي الذي سيسعى له أوباما ومن سيقف معه.

الرئيس الأميركي لا يمكن أن يسمح بهذا التجاهل المتكرر للخط الأحمر بدون فقدان المصداقية والآن أمامه فرصة نادرة لتصحيح الخطأ السابق

وذكرت الصحيفة أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري المنددة بهذا العمل الشنيع تشير إلى أن أميركا لن تتحرك وحدها، لكنها ستسعى لتشكيل تحالف كبير دعما لأي إجراء لإثبات أن العالم المتحضر يؤيده.

وأشارت الصحيفة إلى احتمال تجاوز أميركا لمجلس الأمن لتفادي معارضة روسيا وتتوقع لجوءها لنموذج حملة القصف في حرب كوسوفو عام 1999 التي نفذت بتفويض من حلف الناتو. لكن المقارنة بكوسوفو من المحتمل أن تقف عند الطريقة التي تسعى بها إدارة أوباما لتوسيع الشرعية الدولية لما سيكون في الأساس عملا أميركيا، كما يقول محللون للسياسة الخارجية الأميركية.

وقال أحد المحللين البارزين إن الرئيس الأميركي لا يمكن أن يسمح بهذا التجاهل المتكرر للخط الأحمر بدون فقدان المصداقية، والآن أمامه فرصة نادرة لتصحيح الخطأ السابق.

ضربة محدودة
أما صحيفة واشنطن بوست فقد أشارت في تقريرها إلى أن أوباما يدرس مليا ضربة عسكرية ضد سوريا تكون محدودة المدى والمدة بحيث تكون بمثابة عقاب على استخدام الأسلحة الكيمياوية ورادعا، بينما تبقى أميركا خارج تورط أعمق في الحرب الأهلية الدائرة هناك.

وذكرت الصحيفة أن توقيت هذا الهجوم، الذي من المحتمل ألا يدوم أكثر من يومين ويتضمن إطلاق صواريخ كروز من البحر -أو ربما قاذفات قنابل بعيدة المدى- تضرب أهدافا عسكرية غير متصلة مباشرة بترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية، سيتوقف على ثلاثة عوامل: اكتمال تقرير الاستخبارات المقيم لاستحقاق الحكومة السورية للوم في الهجوم الكيمياوي الذي تم الأسبوع الماضي. وثانيا التشاور الجاري مع الحلفاء والكونغرس وثالثا تحديد مسوغ بموجب القانون الدولي.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله كيري بأن القوات السورية انخرطت في "محاولة سخيفة للتغطية" على أعمالها، ليس فقط بتأخير وصول فريق الأمم المتحدة ولكن بالقصف المستمر للمناطق المتأثرة حتى يضيع كل أثر للهجوم الكيمياوي.

المصدر : الصحافة الأميركية