انتقادات للموقف السلبي لأوباما بأزمة مصر

US President Barack Obama gives a joint press conference with the German Chancellor on June 19, 2013 at the Chancellery in Berlin. Barack Obama will walk in John F. Kennedy's footsteps on his first visit to Berlin as US president, but encounter a more powerful and sceptical Germany in talks on trade and secret surveillance practices. AFP PHOTO / JEWEL SAMAD

undefined

تناولت بعض الصحف البريطانية والأميركية بالنقد والتحليل موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما من الأزمة المتفاقمة في مصر، وقالت إحداها إن سلبية أوباما تجاه الأزمة من شأنها تعريض مصر والمصالح الأميركية في المنطقة إلى الخطر، وقالت أخرى إنه عندما قرر أوباما التدخل في نهاية المطاف كانت مواقفه خطابية، ودعت ثالثة إلى قطع المساعدات.

فقد انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية ما وصفته بالسلبية الخطيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء الأزمة المتفاقمة التي تعصف بمصر، وقالت من خلال مقال نشرته للكاتب الأميركي جاكسون ديل إنه في ظل الفوضى المتصاعدة في الشرق الأوسط وتجديد أوباما لفريقه للأمن القومي، فقد كان متوقعا من إدارة أوباما الخروج من السبات الذي أصاب السياسة الخارجية.

وأوضحت أن سلبية الرئيس الأميركي تجاه الأزمة المصرية تسببت الأربعاء الماضي في مجازر دموية بحق أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من المدنيين العزل الذين كانوا معتصمين في بعض الميادين بشكل سلمي مطالبين بعودته.

وقالت الصحيفة من خلال المقال إنه بينما كان المدنيون السلميون من المصريين يتعرضون للذبح على أيدي الشرطة المصرية وبدعم من جنرالات الجيش المصري، كان أوباما يمارس لعبة الغولف في جزيرة مارثا فينيارد قبالة سواحل ماساتشوسيتس، مضيفة أن مساعد أوباما للشؤون الإعلامية هو من أعلن في مؤتمر صحفي أن إدارة أوباما لا تزال ملتزمة بعدم وصف ما جرى في مصر بأنه انقلاب.

استمرار أوباما في تقديم المساعدات للجيش المصري يجعله يبدو بمظهر الداعم للانقلاب العسكري في مصر، بل المؤيد للمذابح والمجازر التي يتعرض لها المدنيون المصريون السلميون

موقف أوباما
وقالت الصحيفة من خلال مقال آخر للكاتب ديفد إغناتيوس إنه عندما قرر أوباما التدخل في الأزمة المصرية في نهاية المطاف، فإن تصريحاته لم تزد عن كونها خطابية يرثى لها.

وأوضحت الصحيفة أن سلبية أوباما إزاء أزمات دول الربيع العربي مكنت تنظيم القاعدة من إيجاد ملجأ آمن في سوريا، في ظل غفلة الإدارة الأميركية، مضيفة أن الثورات العربية تتطلب من إدارة أوباما شن غارات جوية يكون من شأنها إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقطع المساعدات الأميركية عن الجيش المصري على حد سواء.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب يوجين روبنسون إنه إذا كانت إدارة أوباما عاجزة عن تقديم يد العون للشعب المصري وإيقاف المذابح التي يتعرض لها المدنيون السلميون، فإنه يجب على الإدارة أن تكون مخلصة للقيم والمُثل العليا الأميركية وأن تكون شاهدا صادقا في قول الحقيقة، مضيفة أن الرئيس أوباما فشل في قول الحقيقة بشأن الأزمة المصرية.

وأوضحت الصحيفة من خلال المقال أن أوباما لا يزال عاجزا عن قول الحقيقة المتمثلة في وصف ما جرى في مصر بأنه انقلاب عسكري ضد رئيس منتخب، وذلك بالرغم من تعرض المدنيين السلميين المصريين للذبح وسفك الدماء بدم بارد على أيدي الحكومة المصرية الجديدة المؤقتة.

وأضافت أنه لأمر عجيب أن يبقي أوباما على مساعداته للجيش المصري، وهو الجيش الذي يرفض جنرالاته الاستماع للتحذيرات الأميركية، وقالت إن الطريق الصحيح للإطاحة برئيس منتخب تكون من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال النار والرصاص.

كما دعت الصحيفة من خلال مقال آخر نشرته للكاتب روبرت كاغان الولايات المتحدة إلى تغيير سياساتها إزاء الأزمة المصرية، وقالت إن الوقت قد حان لاتخاذ الإدارة الأميركية خطوات يكون من شأنها عودة الديمقراطية إلى مصر، بعيدا عن القمع الدموي وانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها جنرالات الجيش المصري ضد المدنيين السلميين.

من جانبها دعت صحيفة ذي غارديان البريطانية إدارة أوباما إلى قطع المساعدات عن الجيش المصري، وقالت إنه إذا لم يقطع أوباما هذه المساعدات، فإنه سينظر إليه بوصفه داعما للانقلاب العسكري في البلاد، بل مؤيدا للمذابح التي يتعرض لها المدنيون المصريون السلميون.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية