خطاب مرسي وخارطة الجيش بصحف مصر

تباين حول خطاب مرسي وحديث عن يوم الرحيل
undefined

شرين يونس-القاهرة

تباينت تعليقات وتحليلات الصحف والمواقع الإخبارية المصرية اليوم الأربعاء لخطاب الرئيس  محمد مرسي مساء أمس، وللوضع العام بعد انتهاء مهلة الجيش، وتحدث بعضها عن تفاصيل خارطة الطريق التي ذكرها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

فقد وصف موقع اليوم السابع الخطاب بأنه جاء متحديا الشعب المصري الرافض لبقائه، ومتجاهلا لمهلة الجيش، وأكد أنه يعيد الخطاب الأخير للرئيس المخلوع حسنى مبارك مساء العاشر من فبراير/شباط 2011، بتشديده على عدم رغبته في التمسك بالسلطة، والبقاء في المنصب حماية للدستور وإرادة الشعب.

 محمد مرسي في خطابه للشعب المصري (الجزيرة)
 محمد مرسي في خطابه للشعب المصري (الجزيرة)

وأورد الموقع آراء عدد من النشطاء الذين رفضوا خطاب الرئيس، وطالبوه بالرحيل حقنا للدماء، فقالت حركة 6 أبريل إن شرعية مرسي انتهت ولا بديل عن محاكمته، واعتبر المتحدث الإعلامي لـجبهة الإنقاذ الوطني خالد داود أن الخطاب "تصعيد واضح ودعوة صريحة للعنف".

من جهته، ذكر موقع جريدة الشروق نقلا عن مصادر وثيقة الصلة برئاسة الجمهورية، أن خلو خطاب مرسي من القرارات سببه فشل المفاوضات بين الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووصولها لطريق مسدود.

في المقابل أكدت بوابة الحرية والعدالة على شبكة الإنترنت أن حالة من الفرحة العارمة سادت بين معتصمي ميدان رابعة العدوية المؤيدين لشرعية الرئيس، بعد خطابه، فيما طلب التحالف الوطني لدعم الشرعية من الرئيس تحديد كل العناصر التي قامت وشاركت في "الانقلاب على الشرعية" وإحالتهم للمحاكمة، إضافة لمحاكمة رجال الشرطة الذين تستروا على من وصفهم بالمجرمين، وتحويل كل من قاموا بالتحريض بالكراهية والعنف على النظام الحاكم إلى محاكمات عاجلة.

"يوم الرحيل"
من ناحية أخرى، توقعت العديد من الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم أن يشهد اليوم رحيل الرئيس مرسي، بانتهاء مهلة الـ48 ساعة التى وضعها وزير الدفاع، للتفاوض بين مختلف أطراف العملية السياسية.

وتحدثت الصحف عن تفاصيل خارطة الطريق التي ذكرها وزير الدفاع، كتشكيل مجلس رئاسي وإلغاء الدستور، وإشراف القوات المسلحة على خارطة المستقبل، وتشكيل حكومة مؤقتة لا تنتمي لأي تيارات سياسية، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأشارت مختلف الصحف إلى تفاصيل الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث تحدثت "الأهرام" عن جهود مكثفة لإقناع الرئيس مرسي بتقديم استقالته درءا للمخاطر المحدقة للبلاد.

ونقلت الجريدة القومية عن مصادر وصفتها بالموثوقة أنه صدرت تعليمات بالتعامل بحزم مع كل من سيقاوم قرارات خارطة الطريق، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، تمهيدا لتقديمه إلى محاكم قد تكون ثورية.

ونوهت "اليوم السابع" إلي وجود ما أسمته ارتباكا رئاسيا قبل انتهاء مهلة الجيش، وقالت "الشروق" نقلا عن مصادر رسمية إن اليوم الأربعاء سيشهد ما يوصف بحسم الأمر، مشيرة إلى مباحثات للبحث عن خروج يليق برئيس.

الأهرام: مصادر موثوقة أكدت أن تعليمات صدرت بالتعامل بحزم مع كل من سيقاوم قرارات خارطة الطريق، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، تمهيدا لتقديمه إلى محاكم قد تكون ثورية

ردود أفعال
وتبارت الصحف في استعراض ردود الفعل المتتالية لـبيان الجيش الذي ألقاه وزير الدفاع  أول أمس، من خلال تأييد البيان واعتباره مبادرة وطنية وليس انقلابا على الشرعية، حسبما ذكرت "الأخبار" نقلا عن مصدر عسكري، واعتباره يعكس إرادة الشعب بحسب الفنانين والمثقفين.

فيما نقلت جريدة "المصري اليوم" موقف جماعة الإخوان المسلمين الرافض لتنحي الرئيس مرسي أو طرح إجراء استفتاء شعبي على استمراره في الرئاسة، واعتبارها بيان القوات المسلحة "انقلابا عسكريا"، مشيرة إلى أن القواعد الشعبية للجماعة وحلفاءها الإسلاميين سوف يتصدون لأي إجراء تتخذه القوات المسلحة لعزل الرئيس حتى لو كان ثمنه هو "الاستشهاد".

فى السياق نفسه، اعتبر مدير تحرير جريدة الشروق وائل قنديل أن ما يحدث الآن في مصر يجسد استئسادا للدولة العميقة، مستشهدا على ذلك بما وصفه "الطلعات المكثفة لجحافل الدولة العميقة على جميع الفضائيات مشحونة بكميات هائلة من الثقة إثر بيان القوات المسلحة الذي يصرخ ما بين سطوره بانقلاب أبيض".

وأكد قنديل أن ما يجري الآن هو الإجهاز على ما تبقى من روح ثورة هتفت طويلا بإنهاء حكم العسكر، والارتداد العنيف إلى ما أسقطته ثورة يناير.

مخاوف الانتقام
فيما دعا رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الشروق عماد الدين حسين إلى ضرورة عدم إقصاء الإسلاميين أو غيرهم من المشهد السياسي في الفترة القادمة، فيما بعد خروج مرسي من السلطة، معتبرا أن حدوث ذلك يعني دخولنا السيناريو الجزائري.

وهو ما أكدته "الأهرام" في افتتاحيتها، بالقول إن مصر تحتاج بصورة عاجلة إلى أمرين لا ثالث لهما، الأول وحدة المصريين، الذي شقه التأييد والمعارضة للرئيس مرسي، والأمر الثاني وأد حديث الانتقام في المهد، وعدم الانسياق وراء دعوات ضرورة انكسار التيار الإسلامي، باعتباره من المكونات الأساسية للحركة السياسية والاجتماعية المصرية.

المصدر : الجزيرة