صحيفة: ديمقراطيو مصر يهجرون الديمقراطية

الحشود باتت عاملا مهما في تحديد المستقبل بمصر.
undefined
استهلت صحيفة واشنطن بوست تعليقها في الشأن المصري بأن ديمقراطيي مصر يهجرون الديمقراطية، وقالت إن الشباب المصري الذين أصبحوا في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 رمزا لحركة ممتدة تطالب بتغيير ديمقراطي أصبح كثير منهم الآن ضمن فيلق الديمقراطيين السابقين الذين يهتفون للانقلاب العسكري ضد حكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وتساءلت الصحيفة ماذا حدث لليبراليين الشباب في مصر؟ وقالت إنه قبل خمس سنوات كان هؤلاء الشباب أكثر حركة واعدة في العالم العربي، لكن الغالبية العظمى منهم الآن يهتفون لجنرال آخر وهو قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي تظهر صورته وهو في بزته على الملصقات في جميع أنحاء القاهرة جنبا إلى جنب مع أولئك الدكتاتوريين السابقين أمثال جمال عبد الناصر وأنور السادات.

وترى الصحيفة أن هذا التحول المحير غير مسبوق في تاريخ الحركات المؤيدة للديمقراطية الشعبية. وضربت مثلا بأن حركة التضامن في بولندا أو الحركة المناهضة لحكم بينوشيه المستبد في تشيلي ما كانت لتحلم مطلقا باحتضان قامعيها السابقين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم إشعالهم ثورة 2011 كان الليبراليون دائما أضعف إما من الجيش وإما من جماعة الإخوان المسلمين، وكانوا أقل ثراء وأقل تنظيما وانضباطا.

ومن وجهة نظر الصحيفة كان بإمكان الليبراليين الانتظار وتنظيم انتخابات برلمانية، التي كانت مقررة خلال بضعة أشهر، لكنهم بدلا من ذلك سلكوا طريق الخروج السهل وتبادلوا الأدوار وتمت الإطاحة بمرسي بمساعدة الجنرالات في مصر.

وأضافت أنهم في حالة سكر من نجاح ثورتهم الثانية أقنعوا أنفسهم بأن الجيش سينسحب من السياسة ولن يفوز الإسلاميون بانتخابات أخرى. وفي الوقت ذاته يجلس البرادعي كنائب للرئيس في حكومة تحتجز مئات السجناء السياسيين بمعزل عن العالم الخارجي وأغلقت قناة الجزيرة والقنوات الإسلامية وقتلت عشرات المتظاهرين العزل في الشوارع.

وختمت الصحيفة بأن هذه النتيجة ما كان ليتمناها هؤلاء الليبراليون قبل خمس سنوات.

المصدر : واشنطن بوست