صحيفة: مصر بحاجة لإصلاح جذري

In this hand out picture released by the Egyptian presidency Egypt's interim president Adly Mansour(C) and the newly sworn in Egypt's interim cabinet pose for a group picture on July 16, 2013 in Cairo. Egypt's first government since the military ousted Islamist president Mohamed Morsi almost two weeks ago was officially sworn in state television reported. The 35-member cabinet, including caretaker prime minister Hazem al-Beblawi, individually took their oath before army-appointed interim president Adly Mansour. AFP PHOTO/HO/EGYPTIAN PRESIDENCY == RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / EGYPTIAN PRESIDENCY" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ==
undefined
تناول تقريران بصحيفة غارديان تداعيات الأحداث على الساحة المصرية، فأشار أحدهما إلى أن الانتخابات وحدها لن تعالج الهيمنة والفساد المتفشي في البلاد، وتحدث الآخر عن احتجاج مؤيدي مرسي على غياب الإسلاميين في مجلس الوزراء الجديد.

فقد كتبت الصحيفة في مستهل تقريرها الأول أن الانتخابات وحدها لا يمكن أن تعالج بيئة السيطرة والفساد والظلم الذي بُنيت عليه مصر، وأن المطلوب هو إصلاح جذري. فالديمقراطية على أية حال تعني قضاء مستقلا وحريات مدنية وحرية صحافة وانتخابات شفافة، ومن بين هذه الأعمدة الأربعة لم يكن هناك في مصر سوى الانتخابات.

وترى الصحيفة أن الانتخابات وحدها لن تكون كافية أبدا لأن هناك سياقا تاريخيا وجغرافيا في مصر هو الذي يحدد ما هو ممكن وما هو غير ذلك عبر صندوق الاقتراع.

وأضافت أن 200 سنة من السياسات المتعاقبة على مصر التي رُسمت لتركيز السلطة وقمع الإمكانية السياسية قد تطورت إلى دورة مال ونفوذ غير قابلة للاختراق وغير مسؤولة بين حفنة من المؤسسات الرئيسية والجنود ورجال الأعمال الأقرب للأسرة الحاكمة. وتساءلت الصحيفة كيف يمكن للديمقراطية، عندما تُقدم بواسطة هذه الآلة من الدولة العميقة، أن تصل بنزاهة إلى صناديق الاقتراع؟

وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات يمكن أن تكون أداة يُجرب من خلالها التغيير الاجتماعي، ويمكن أيضا أن تكون مسكنا قويا جدا. وقالت إن الشاهد على ذلك هو الانخفاض في إقبال الناخبين من 54% في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 إلى 33% في الاستفتاء على الدستور بعد عام.

التوافق
وقالت الصحيفة إن فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية أعطاه قدرا من الشرعية، لكن الشرعية دون موافقة لا معنى لها، وجماعة الإخوان المسلمين قامت بهذا العمل الكارثي من الهيمنة حتى إن هذه الموافقة ضاعت خلال عام.

وأشارت في ذلك إلى أن مرسي أخلف وعودا انتخابية محددة لبناء حكومة ائتلافية بقيادة شخصية غير حزبية ولكتابة دستور قائم على التوافق ولإجراء إصلاحات تشريعية للدولة، كما أن مجلس الوزراء الذي اختاره نبذ مبادرات وعروض المساعدة من المجتمع المدني بشأن القضايا العمالية والشرطة والإصلاح والاقتصاد والطاقة وغيرها.

ومن وجهة نظر الصحيفة فإن مصر على أقل تقدير بحاجة إلى إصلاح جذري للدولة وتفكيك الدولة الفوقية للجيش وإرساء الديمقراطية واللامركزية في السياسة المحلية وإجراء إصلاحات زراعية مكثفة وشراكات تعاونية مع الدول المجاورة وسياسة تقدمية بشأن إسرائيل ومجموعة جديدة من العلاقات السياسية والتجارية الدولية التي تبدأ بإلغاء الديون المستحقة التي تسبب الطغاة في تراكمها بطريقة غير شريفة.

وأضافت الصحيفة أن هذه الأهداف لن تتحقق أبدا بواسطة النخبة الفاسدة والمفضوحة التي تلعب السياسة حاليا، والثورة المصرية يجب أن تنضم إلى الثورات التي بدأت في جميع أنحاء العالم عام 2011 وما زالت مستمرة إلى اليوم. وختمت بأن الطريق إلى الأمام طويل وشاق، ولكنه يجب أن يستمر.

غياب الإسلاميين
وفي سياق متصل أيضا كتبت نفس الصحيفة أن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي صعدوا اعتراضهم على النظام الجديد أمس بالخروج في مظاهرات حاشدة في العاصمة المصرية احتجاجا على غياب الإسلاميين عن التشكيل الوزاري الأول بعد حقبة مرسي.

وترى الصحيفة أن التشكيل الوزاري الجديد أكثر تمثيلا إلى حد ما من أي مجلس وزراء تحت حكم مرسي، لكن اللافت للنظر أنه خلا من أي من الإسلاميين، وهو ما جعل مؤيدي مرسي يتهمون النظام الجديد بنفس الفشل في تحقيق إجماع الرأي الذي اتُهم به مرسي نفسه.

المصدر : غارديان