مفارقة مريرة بأحداث تركيا

رجب طيب أردوغان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع لحزبه
undefined
تناولت صحيفة غارديان تداعيات المظاهرات التي عمت تركيا مؤخرا وكتبت في مستهل افتتاحيتها أن هناك مفارقة مريرة في هذه الأحداث. فالرجل الذي قال للدكتاتور المصري حسني مبارك قبل سقوطه إنه "لا يمكن لحكومة أن تحيا ضد إرادة شعبها" هو الذي استخف بالحركة المدنية في بلاده بأنها مجموعة من اللصوص والدهماء والعملاء لجهات أجنبية.

والرجل الذي أعاد الجيش إلى ثكناته وقلص سلطة الدولة العميقة هو الذي أرسل شرطة مكافحة الشغب أول أمس لاعتقال أكثر من عشرين محاميا كانوا يحتجون على وحشية الشرطة. والرجل الذي أتت إصلاحاته بحريات لا مثيل لها في تركيا لا يستطيع، على ما يبدو، التعامل مع عواقبها.

وترى الصحيفة أن تركيا التي وصفها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأنها قد تغيرت تعاني أزمة أحد أسبابها القيود على بيع والإعلان عن الخمور الذي صدر بها قانون أول أمس. ومن وجهة نظر الصحيفة أن إجراء حزب العدالة والتنمية كان حلا لشيء لم يكن مشكلة في حقيقة الأمر.

فوفق استطلاع للحكومة نفسها فإن 6% فقط من الأسر التي تنفق ما يكفي على الخمر يؤثر في ميزانيتها. والبقية من شاربيها في المجاملات الاجتماعية أو من غير الشاربين.

وأشارت الصحيفة إلى أن تفكير أردوغان يتجه إلى أن هناك مؤامرة وراء هذه الاحتجاجات السياسية، حيث يرى أن الصورة الكبيرة وراء المحتجين هي القوى التي تريد تخريب صفقته التاريخية مع الأكراد، وأن الانتهازيين مستاؤون من تحركات الحكومة لخفض أسعار الفائدة أقل من 5% والقوى الأجنبية التي لا يمكن أن تقبل أن تصير تركيا قوة دولية.

وختمت الصحيفة بأن الاحتجاجات كانت بالتأكيد نقطة جذب للأطراف التي لا علاقة لها بالمدافعين عن قطع الأشجار، من العلمانيين ومؤيدي الجنرالات وجماعات أقصى اليسار القديم. وأضافت أن تصرفات أردوغان شوهت صورته كزعيم.

المصدر : غارديان