فريدمان يدعو الخارج لاحتلال سوريا وإدارتها

JOSEPH EID/AFP/GETTY IMAGES - A general view shows Aleppo's historical citadel, where today Bashar al-Assad’s forces have taken position inside to shell their enemies, and Syrian opposition fighters say they are desperate to capture it
undefined

نشرت الصحف الأميركية ثلاث مواد عن سوريا بعيدا عن أنباء القصف الإسرائيلي لـدمشق خلال اليومين المنصرمين، إذ تناولت نيويورك تايمز في مقالين الموقف الأميركي من سوريا، ونشرت واشنطن بوست تقريرا عن القلاع والحصون هناك ووظيفتها التاريخية التي عادت مرة أخرى للتفعيل بالحرب الراهنة.

إذ كتب توماس فريدمان مقالا في نيويورك تايمز عما يجب أن تفعله أميركا في سوريا. وتضمن المقال صورة قاتمة عن مستقبل سوريا وعن ثورات الربيع العربي والمنطقة كلها، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما محق في تحفظه وتردده تجاه سوريا.

وحكم فريدمان بأن أي تدخل في سوريا أقل من التدخل المباشر لقوة خارجية أممية أو غيرها تحتل سوريا وتديرها وتعيد بناءها من البداية سيفشل، "لأن عدم الثقة بين القوى الداخلية عميق ويمنعها من أن تتفق على صيغة للحكم ترضي الجميع". 

وامتلأ مقال فريدمان بالأحكام العامة الكلية السلبية على الدول العربية بما فيها تونس ومصر وليبيا واليمن، وبالطبع العراق وسوريا، مثل أنها لا يناسبها في المرحلة الحالية إلا سلطة القبضة الحديدية والديكتاتورية.

توماس فريدمان:
الحرب السورية لن تنتهي بانتصار أحد الطرفين، بل بانهيار الجميع

وأشار إلى أن الحرب السورية لن تنتهي بانتصار أحد الطرفين، بل بانهيار الجميع.

ونشرت نفس الصحيفة مقالا لدانييل بيمان تناول فيه التهديد بالخطوط الحمر، قائلا إن الخط الأحمر الذي رسمه أوباما لـبشار الأسد تحول الآن إلى "كلام لا معنى له" ويحمل في طياته أخطارا جمة، مثل عدم ثقة الآخرين -إيران وكوريا الشمالية- في تهديدات أميركا.

وأوضح الكاتب أن إعلان خطوط حمر يمكن أن يكون وسيلة فعالة في السياسة الخارجية لردع الخصوم، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون ذا مردود سلبي للغاية إذا لم يُنفذ التهديد الذي يحمله. وقال يجب أن يتم أي إعلان لخط أحمر بعد الاستعداد وتحديد الخطوة الواجب اتخاذها في حالة خرقه.

ونشرت واشنطن بوست تقريرا طويلا عن القلاع والحصون في بلاد الشام التي يعود تاريخ بعضها إلى أربعة آلاف سنة، واستعرضت جيوش الغزاة التي عبرت أو استقرت بالشام مثل الروم والفرس والتتار والمغول والفراعنة، والتي قامت ببناء القلاع والحصون ووظفتها في حروبها.

وقالت إنه بعد أن أستقلت العديد من هذه القلاع والحصون عن وظيفتها العسكرية التاريخية وأصبحت تتمتع بقيمة ثقافية وحضارية، وأدرجتها اليونسكو بقائمة الآثار الثقافية التي يجب الحفاظ عليها، عادت مرة أخرى مع الحرب الراهنة لتستعيد وظيفتها الأصلية.

وحمل التقرير تفاصيل دقيقة عن أهمية هذه الحصون والقلاع في المواجهات الجارية في بعض المدن والمناطق مثل حلب وحمص وحماة وغيرها، وعن الكيفية التي يستخدمها بها كل طرف في الحرب، ودورها الذي يمكن أن يكون إستراتيجيا في بعض الحالات، مثل حصن دمشق الذي يستميت الجيش الحكومي المتحصن به في الدفاع عنه، كما تحاول قوات المعارضة بكل ما تملك من الاستيلاء عليه.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية