دعوات للتدخل بسوريا وأخرى للتنصل
استمرت الصحف الأميركية في اهتمامها بسوريا ونشرت مقالات تدعو إحداها للتدخل وتقول إنه إذا لم تتدخل أميركا فإن خصومها سيتدخلون لملء الفراغ، وتقول أخرى إن صمت الغرب عن استخدام الأسد الأسلحة الكيمياوية يبعث برسائل له ولحلفائه بالاستمرار، وتحذر ثالثة من مثل هذا التدخل.
وأوردت الكاتبة جنيفر روبن في واشنطن بوست جميع أنواع الدعم للنظام السوري مؤخرا من روسيا وإيران وحزب الله لتقول إن التحالف السوري الإيراني الروسي أصبح يسيطر على مجريات الأمور بسوريا، بينما تقف الولايات المتحدة على الهامش تحاول العثور على مبررات لعدم التدخل.
وأضافت أن أوباما لا "ينهي" الحروب بإشارة لإعلانه أن الحرب على "الإرهاب" يجب أن تنتهي، بل "يتجاهلها ويتقبل هزيمة الأمر الواقع للمصالح الأميركية". وقالت أيضا إن واشنطن تحت حكم باراك أوباما فقدت نفوذها القوي بمنطقة حيوية، كما أصبحت كلمات الرئيس "غير مقبولة" و"خطا أحمر" لا معنى له.
كريستيان: في غياب أي تدخل خارجي، يتضح حاليا أن الأسد يرغب في جعل الاستخدام غير المعتاد للسلاح الكيمياوي أمرا اعتياديا |
وقال الكاتب دانييل نيسمان في مقال في كريستيان ساينس مونيتور إن تصعيد بشار الأسد جهوده العسكرية باستلام الصواريخ الروسية المتطورة، والدعم من حزب الله وإيران، وأخيرا ازدياد استخدامه الأسلحة الكيمياوية، قد أتت أكلها في ظل غياب أي تدخل أميركي.
وركز الكاتب على ما أسماها إستراتيجية الأسد لاستخدام الأسلحة الكيمياوية التي اعتمدت على الاستخدام المحدود لها في البداية بانتظار معرفة رد فعل المجتمع الدولي، ثم استخدامها بشكل متقطع في مواقع رئيسية وإستراتيجية مثل ضواحي دمشق ومدينتي حلب وحمص، وتخفيف أضرار هذه الأسلحة، خاصة وأن قواته "اكتسبت خبرة كبيرة في تعاملها مع هذه الأسلحة".
وأورد نيسمان تفاصيل عن المناطق التي استخدمت فيها الأسلحة الكيمياوية وتواريخ ودواعي الاستخدام من النواحي العسكرية. وقال إنه وفي غياب أي تدخل خارجي، يتضح حاليا أن الأسد يرغب في جعل الاستخدام غير المعتاد للسلاح الكيمياوي أمرا اعتياديا.
وكتب جو كلاين بمجلة تايم عن الزيارة السرية للسيناتور جون ماكين لمواقع المعارضة السورية. وقال إنها ليست كافية لمعرفة ما يجري بالمنطقة وللخروج باستنتاجات كبيرة لتوجيه "سياساتنا".
وقال الكاتب إن زيارة الجمهوري ماكين هذه صورة مجازية تامة لمشكلة "توريط أنفسنا" مع المعارضين السوريين. وأضاف بأن الوقوف مع المعارضة ربما يعني الوقوف مع "الشر الأكبر" أو صب الزيت على النار التي ستحرق المنطقة. ولفت الانتباه إلى سجل التدخلات الأميركية بالمنطقة وقال إن هذا السجل يرجح ما يذهب إليه.
ودعا الكاتب واشنطن إلى الاستعداد لتقديم العون الإنساني وقت الضرورة، وأن تكون حذرة للغاية "كما ظل أوباما حتى الآن" بشأن التدخل العسكري مهما كان نوعه.