تحركات عسكرية ودبلوماسية حول سوريا

نفى ناشطون سوريون ما نقله التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري بأن قوات النظام دخلت إلى وسط مدينة القصير بريف حمص. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن نحو 100 شخص قتلوا اليوم في سوريا سقط نحو نصفهم في القصير
undefined

كتبت صحف أميركية حول سوريا، وقالت إن هذه الفترة التي تسبق مؤتمر جنيف2 الدولي تشهد تصعيدا عسكريا قويا وتحركات دبلوماسية مكثفة.

ونشرت واشنطن بوست مقالا للكاتب ديفيد إغناشيوس قال فيه إن من المسلمات في نزاعات الشرق الأوسط أنه كلما اُعلن عن محادثات سلام، يقوم كل طرف من الأطراف المتحاربة بالتصعيد للحصول على أكبر مكاسب ميدانية ممكنة، قبل ترسيم خطوط وقف إطلاق النار.

وأشار الكاتب إلى التصعيد العسكري الخطير في القصير قبيل مؤتمر جنيف2 الشهر القادم، إلى درجة تدعو المراقبين للتشكيك في إمكانية انعقاد المؤتمر نفسه. وقال إن كلا الطرفين -الحكومة والمعارضة المسلحة- لا يرغب في الذهاب إلى جنيف بموقف تفاوضي ضعيف، لذلك فإن المعركة حول بلدة القصير الإستراتيجية حامية الوطيس.

وأورد أن اللواء سليم إدريس قائد المجلس العسكري لـ الجيش السوري الحر شكا من نقص الأسلحة، وعدم تطورها بما فيه الكفاية لمجابهة دبابات وطائرات النظام في القصير، كما نقل عنه أنه لن يشارك بمؤتمر جنيف ما لم تساعد الولايات المتحدة وحلفاؤها في خلق توازن عسكري بتزويدهم بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات.

وأضاف بأن إدريس يعتقد أنه من قبيل "الانتحار" لأي قائد معارض أن يذهب لجنيف بدون الحصول على "ضوء أخضر" بأن بشار الأسد وأعضاء دائرته الداخلية سيتم إبعادهم خلال الفترة الانتقالية.

حرب إقليمية وبالوكالة
من جهة أخرى، نشرت واشنطن بوست أن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الأميركية قال إن إيران أرسلت عددا غير معروف من قواتها للحرب إلى جانب قوات الأسد، وإن بريطانيا، وفرنسا، وأميركا تفكر في تزويد المعارضة بأسلحة بحجم لم يحدث من قبل. وعلقت الصحيفة بأن هذا التصريح بمثابة إقرار بأن الحرب الأهلية السورية أصبحت حربا إقليمية، وحربا بالأمر الواقع للولايات المتحدة -بالوكالة- ضد إيران.  

وأشارت الصحيفة إلى المؤتمر الوزاري لأصدقاء سوريا المنعقد اليوم بالعاصمة الأردنية عمان، والذي يشارك فيه وزراء خارجية كل من مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وألمانيا، وإيطاليا.

ويأتي اجتماع عمّان هذا ضمن تحرك مكثف في المنطقة وضغوط دولية لانعقاد مؤتمر جنيف2 بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وفي القاهرة، كان مجلس جامعة الدول العربية قد اجتمع على مستوى المندوبين لبحث الأزمة السورية، واستقبل أمينها العام نبيل العربي المبعوث العربي والأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي.

وأفاد مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي بأن اجتماع الجامعة العربية طالب كافة الأطراف السورية بتوفير المناخ المناسب لإنجاح الجهود المبذولة لإقرار الحل السياسي، وحذر من تداعيات تدخل أطراف خارجية في العمليات الحربية وإثارة نوازع الطائفية.

في هذه الأثناء، قدم الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السورية أحمد معاذ الخطيب خريطة طريق لحل الأزمة، وموافقة أميركية على تسليح المعارضة.

وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أعلنت أمس الثلاثاء أن "ائتلاف المعارضة السوري" سيشارك في اجتماع "أصدقاء سوريا" وفق صيغة اجتماع روما.

وكان ائتلاف المعارضة اعتبر الوعود التي أطلقت خلال مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا الذي عقد في روما في مارس/آذار الماضي هي "نواة لحكومة منصفة وعادلة حرم السوريون منها"، داعيا إلى السماح للمعارضة بالحصول على وسائل للدفاع عنها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية