كيمياوي سوريا يتصدر صحف أميركا

أوباما يدعو العالم العربي لتطبيع علاقاته مع إسرائيل
undefined

تصدرت الأنباء حول استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية الصحف الأميركية التي تناولتها من زوايا مختلفة تضمنت تأكيد البيت الأبيض تقارير سابقة حول استخدام دمشق هذه الأسلحة، وتوقعات الكيفية التي ستتصرف بها إدارة الرئيس باراك أوباما، والنتائج المحتملة لمختلف القرارات الأميركية بهذا الشأن.

أوردت لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست إبلاغ البيت الأبيض أعضاء الكونغرس بأن أجهزة الاستخبارات تعتقد بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد استخدم غاز السارين -وهو عنصر يؤثر على الجهاز العصبي- بشكل محدود داخل سوريا.

وقالت لوس أنجلوس تايمز إن هذا الاتهام هو الأول الذي يصدر من الولايات المتحدة ضد نظام بشار الأسد، وإن البيت الأبيض متردد للغاية تجاه التورط في الصراع السوري، "لكن وبعد أن وجهت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الاتهام للأسد خلال الأسابيع الأخيرة، شعرت واشنطن بالضغط من أجل إكمال تقييمها الخاص".

وأوردت لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست حيثيات التقييم الأميركي وقالتا إن البلاغ الموجه لأعضاء الكونغرس ذكر أن "مجتمع الاستخبارات يثق بدرجات متفاوتة" بالاتهام ضد الأسد، وعلقت الأولى بأن ذلك يشير إلى خلافات داخل الإدارة الأميركية ليس فقط حول وزن الدليل، بل أيضا حول كيفية الرد.

واشنطن بوست:
أي عمل عسكري ضد سوريا سيفتح جبهة جديدة لأميركا في العالم الإسلامي، لكنه في نفس الوقت سيؤكد لإيران أن أوباما يعني ما يقوله عندما يضع خطوطا حمراء

أما واشنطن بوست فقد ذكرت أن مفردات البلاغ تلفت الانتباه إلى المواجهة الحالية ضد إيران والمواجهات السابقة مع العراق، وتثير أسئلة أكثر مما توضح الكيفية التي سيتصرف بها أوباما إزاء الحرب الأهلية السورية التي تسوء يوميا بعدما حصدت أكثر من 70 ألف روح.

وتساءلت: هل سيرسل أوباما قوات أميركية إلى سوريا؟ وهل سيؤثر عدم إرساله على هيبة الولايات المتحدة؟ وأشارت إلى أن البيت الأبيض ظل متأخرا عن بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في اتهامه النظام السوري رغم حماسة أعضاء الكونغرس والشعب الأميركي عبر استطلاعات الرأي لدور أميركي أكبر في سوريا.   

ونسبت الصحيفة إلى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل والمسؤول بالبيت الأبيض عن العلاقة مع الكونغرس ميغويل رودريغز قولهما أمس إن الاستخبارات مستمرة في جمع الأدلة، وإن الإدارة تدفع من أجل تحقيق أممي في الأمر، معلقة بأن ذلك يعني أن إدارة أوباما ترغب في الحصول على المزيد من الوقت لإقرار خطواتها القادمة.

وقالت إن مواجهة واشنطن المستمرة مع طهران وتعهد أوباما باستخدام كل الوسائل الضرورية لمنعها من إنتاج سلاح نووي، ترميان بثقلهما على القرار الأميركي حول سوريا. فأي عمل عسكري ضد دمشق سيفتح جبهة جديدة لأميركا في العالم الإسلامي، لكنه في نفس الوقت سيؤكد لإيران أن أوباما يعني ما يقوله عندما يضع خطوطا حمراء.

وأشارت الصحيفة إلى خيارات أقل من التدخل المباشر وأكثر جاذبية بالنسبة للرئيس الأميركي مثل حشد الدعم الدولي المماثل للتدخل في ليبيا لتفادي إرسال قوات برية، وفي نفس الوقت التأكيد للمعارضة السورية -رغم التأخر في ذلك- دعم أميركا لها.

والخيار الثاني هو التصرف على انفراد باستخدام البوارج لإطلاق صواريخ لتدمير المدرجات التي تستخدمها المقاتلات السورية ضد المعارضة المسلحة والمدنيين، وذلك بدلا من فرض منطقة يُحظر فيها الطيران. والخيار الثالث أن تزوّد واشنطن الجيش السوري الحر بالمساعدات العسكرية عبر تركيا والدول العربية.

وأوردت لوس أنجلوس أن هناك خمسة أسئلة حول الكيمياوي السوري تتناول المعلومات المعروفة عنه، قائلة إنه من أكبر المخزونات في العالم ويُقدر حجمه بنحو ألف طن مخزونة في 50 مكانا أغلبها بشمال سوريا، وأنه يشمل عناصر مسببة للقرح مثل غاز الخردل والعناصر الأكثر خطورة مثل غازات الأعصاب بما في ذلك السارين والفي.أكس، كما يمكن إطلاقها بالمدفعية ومنصات الصواريخ وصواريخ سكود والطائرات.

وتساءلت عن مكان وزمان استخدام النظام هذا السلاح، وأجابت بأن ذلك في الشهر الماضي قرب حلب ودمشق، وفي ديمسبر/كانون الأول الماضي في حمص. كما تساءلت عن درجة اليقين في الاتهام الموجه ضد دمشق، وأشارت إلى أن إدارة أوباما قالت إنها تحتاج إلى المزيد من التحقيق والتأييد ودعت إلى تحقيق أممي.

وطرحت الصحيفة سؤالا عن أهمية استخدام السلاح الكيمياوي، وذلك بعدما أوضحت أن الخبراء قالوا إن هذا السلاح يُستخدم عادة لإيقاع إصابات جماعية، وأشارت إلى أن البعض قالوا إن سوريا ربما قصدت اختبار أميركا وحلفائها لمعرفة رد فعلها، لكن آخرين تساءلوا عن الحكمة في المخاطرة بجر أميركا وحلفائها إلى تدخل عسكري.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية