وعد بلفور يبعث من جديد

Israeli soldiers stand in front of a banner with a copy of a letter from the British Foreign Secretary Arthur James Balfour to Baron Rothschild (a leader of the British Jewish community) known as the Balfour Declaration of 1917
undefined

عوض الرجوب-الخليل

استحوذ الشأن الداخلي، خاصة إحياء إسرائيل لذكرى قتلاها وإقامتها، على أغلب أقوال الصحف الإسرائيلية الصادرة الاثنين، حيث تطرقت لمستقبل إسرائيل والتحديات التي تواجهها. كما تطرقت للشأن الإقليمي وما يجري في سوريا ومصر.

 وعد بلفور
فقد ذكرت صحيفة معاريف أن مسؤولين بريطانيين أبلغوا إسرائيل استجابتهم لطلبها بعرض النسخة الأصلية من وعد بلفور في إسرائيل.

وكان آرثر جيمس بلفور وزيرا لخارجية بريطانيا عندما أصدر في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 تصريحا مكتوبا وجهه باسم حكومة بلاده إلى اللورد ليونيل روتشيلد يتعهد فيه بإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، واشتُهر التصريح باسم وعد بلفور.

وأضافت الصحيفة أن مدراء المكتبة الوطنية في بريطانيا أبلغوا مؤخرا سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسفي هاوزر بأنهم استجابوا لطلبه أن تعرض الشهادة الأصلية لتصريح بلفور في إسرائيل بعد نحو سنة.

ووفقا للصحيفة، فإن فكرة عرض التصريح الذي في أضابير المكتبة البريطانية منذ مائة عام، طرحت لأول مرة خلال أعمال الترميم لبيت الاستقلال في تل أبيب، حيث أعلن ديفيد بن غوريون -أول رئيس وزراء لإسرائيل- قيام الكيان الصهيوني.

وفي سياق احتفالات إسرائيل بما تسميه عيد الاستقلال، الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم النكبة، وصفت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها تحت عنوان "دولة تفر من مستقبلها" قيام إسرائيل بأنه إنجاز لزعماء إسرائيل، لكنها تحدثت عن "أخطاء جسيمة" ارتكبوها.

ووصفت الصحيفة السلام مع مصر والأردن بأنه كان ذخرا إستراتيجيا حيويا، فيما أكد اتفاق أوسلو أنه من دون تفاهم مع الفلسطينيين فلن تحقق إسرائيل غايتها، وأوضح إخلاء قطاع غزة بأن الرؤية الصهيونية لدولة يهودية وديمقراطية تستوجب فك الارتباط.

وخلصت هآرتس إلى أن مستقبل إسرائيل يكمن في السلام مع الفلسطينيين ومع جيرانها وبالالتزام الحقيقي بالديمقراطية.

كان آرثر جيمس بلفور وزيرا لخارجية بريطانيا عندما أصدر في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 تصريحا مكتوبا تعهد فيه بإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، واشتُهر التصريح باسم وعد بلفور

في نفس الصحيفة تطرق الكاتب إسحق ليئور لأوضاع المواطنين العرب في إسرائيل التي قال إنها تزداد سوءا على الدوام في دولة تدعي أنها ديمقراطية.

وأضاف أن المواطنين العرب في إسرائيل يعيشون تحت تمييز عنصري، موضحا أن نسبة العاملين العرب من مجموع عمال الدولة يبلغ نحو 7% فقط، فيما كانت أجرة ساعة العمل أقل بنحو من 40% من أجرة اليهود خلال 2009.

أما صحيفة إسرائيل اليوم فتؤكد أن لإسرائيل أعداء كثرا، وأن الطامعين فيها متعددون، مطالبة بالاستعداد دائما للدفاع عن النفس. ورغم حديثها عن أمراض وخيبات أمل كثيرة في إسرائيل، تصف الصحيفة المشروع الصهيوني بأنه "نجاح مجلجل يثير في دول العالم حسدا كبيرا جدا".

وفي مقال له في ذات الصحيفة، اعتبر السفير الأميركي دانيال ب. شبيرو، أن بين الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم أكبر قدر من التعاون في مجالات شتى سياسية وأمنية واقتصادية.

وتوقع أن يدوم هذا التعاون وأن يقوى، مشددا على أهمية اتخاذ خطوات جديدة لتقوية التجارة وتحسين التعاون في قضايا مهمة كالطاقة والبيئة والتعاون العلمي والأمن.

لم الشمل
وفي شأن آخر، أفادت هآرتس بأن الحكومة الإسرائيلية أقرت بالإجماع أمس اقتراح وزير الداخلية جدعون ساعر التمديد لسنة أخرى لقانون المواطنة الذي يقيد جمع شمل العائلات على خلفية أمنية، مشيرة إلى أن القانون مدد عدة مرات في السنوات الأخيرة.

وفي الشأن الإقليمي، وصف الكاتب تسفي بارئيل في صحيفة هآرتس مصر بأنها تخضع في السياسة الخارجية لإملاءات السعودية وقطر، وأضاف أنه لا توجد سياسة داخلية حيث صراعات القوى تجري في الشارع، ويسود التوتر بين الرئيس محمد مرسي والجيش.

وفي هآرتس أيضا، اعتبر الكاتب ألوف بن أن أشد ما يقلق القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي تدهور الوضع الأمني السوري بحيث تضطر إسرائيل إلى دخول هضبة الجولان لإنشاء شريط أمني عازل، مقتبسا تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن "مجموعة مهددات إسرائيل أكبر مما كانت في الماضي".

وأضاف الكاتب أن الخطر الرئيس يطبخ في سوريا حيث وضعت الأحداث هناك حدا لأربعين سنة من الهدوء، ولا يعرف هل ستبقى سوريا دولة واحدة أم لا، موضحا أن السيناريو المقلق في الشمال هو أن تهاجم إسرائيل بعد انصراف الرئيس بشار الأسد، وأن تصبح هضبة الجولان السورية شبيهة لقطاع غزة وجنوب لبنان.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية