انتقادات بإيران على تأبين نجاد لشافيز

epa03611407 (FILE) A file picture dated 02 April 2009 shows Iranian President Mahmoud Ahmadinejad (R) and Venezuelan President Hugo Chavez (L) lpose for the photographers during a welcome ceremony, marking the start of a two-day visit, at the presidential palace in Tehran, Iran. According to a statement by the Venezuelan government on 05 March 2013,
undefined

تسببت رسالة تأبين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لصديقه الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في عاصفة سياسية بإيران وانتقادات حادة لنجاد، بينما اُثيرت شكوك حول ما إذا كان البلدان سيستمران في تحالفهما القوي بعد غياب شافيز.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية اليوم أن نجاد أعلن الحداد الوطني لمدة يوم بإيران على وفاة شافيز ووجه في موقعه الإلكتروني رسالة تعزية للشعب الفنزويلي، قال فيها إن شافيز سيُبعث مع عيسى المسيح عليه السلام والإمام المهدي لإنقاذ البشرية ونشر العدل في العالم.

وقال نجاد أيضا إن شافيز كان الملجأ العاطفي لكل الثوريين والمتطلعين للحرية في المنطقة والعالم و"إن روحه المقدسة وأفكاره الطاهرة ستسطع من السماء وتقود البشرية نحو الكرامة والعدل".

وأضاف بأن شافيز "شهيد" توفي في ظروف غامضة، مرددا ما قاله نيكولاس مادورو نائب الرئيس الفنزويلي بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن مرض شافيز.

واجتذب ما قاله نجاد إدانات واسعة من مسؤولين إيرانيين ورجال دين ومواطنين عاديين حيث تم نشر التعزية على الصفحات الأولى بصحف إيران.

نجاد قال إن إن شافيز سيُبعث مع المسيح عليه السلام والإمام المهدي لإنقاذ البشرية ونشر العدل في العالم

واتهم بعض كبار رجال الدين نجاد علنا باقتراف الحرام نظرا إلى أن قضية عودة الأرواح غير الخالدة مع الإمام المهدي يوم القيامة من النادر مناقشتها حتى في دوائر فقهاء الشيعة الكبار.

وقال رجل الدين الإيراني حجة الإسلام محسن غاراطي "من أنت حتى تقول مثل هذه الأشياء؟ هذا يوضح إلى أي مدى يمكن أن يذهب الإنسان عندما يتخلى عن الدين وكتاب الله".

ووزع كثير من الإيرانيين العاديين عبارات السخرية والنكات التي تصف شافيز الاشتراكي بـ "الشهيد الإسلامي".

واعتبر عدد من البرلمانيين الإيرانيين رد فعل نجاد على وفاة شافيز موقفا سياسيا يهدف إلى إثارة التوتر وسط المجموعات السياسية المنقسمة بالبلاد.

يُذكر أن إيران وفنزويلا لا يجمعهما الكثير. فليس بينهما حدود جغرافية، ولا روابط دينية أو ثقافية أو تاريخية، لكنهما دولتان منتجتان للنفط خلقتا علاقات سياسية بينهما على قاعدة "العداء للغرب والإمبريالية".

وانتعشت علاقاتهما الثنائية خلال رئاسة نجاد التي استغرقت ثمانية أعوام مع زيارة كل من الرئيسين للبلد الآخر ست مرات.

واستثمرت إيران مليارات الدولارات بفنزويلا في مشروعات حكومية مشتركة وخاصة، مثل إقامة بنك مشترك، ومصانع لإنتاج الشاحنات، ومشروعات لبناء المساكن، في حين سعى شافيز لتقريب إيران من دول أميركا اللاتينية الأخرى مثل بوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا.

وكان نجاد وشافيز يعاملان كل منهما الآخر كالأشقاء ويحييان بعضهما بحرارة ويتبادلان النكات.

وسبق لنجاد أن أخذ شافيز عام 2009 إلى مدينة مشهد ليزور ضريح الإمام الرضا الذي لا يُسمح لغير المسلمين بدخوله.

وبالنسبة لإيران فإن رحيل شافيز يهدد العلاقات القوية التي اُقامتها بعناية مع أحد الحلفاء القليلين وبوابتها إلى أميركا اللاتينية.

المصدر : وول ستريت جورنال