تزايد اللاجئين السوريين ينذر بكارثة إنسانية


حذرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية من تزايد تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار، وقالت إن عددهم يقترب من المليون، وأضافت أن وكالات الإغاثة لا يمكنها مواكبة هذا التزايد في عدد اللاجئين وتقديم المساعدات اللازمة، وأن حالهم في الأردن تنذر بكارثة إنسانية.
وأوضحت الصحيفة أن عدد الملاجئ المصنوعة من الصفيح والألمنيوم لإيواء اللاجئين السوريين في مدينة المفرق في الأردن صار يزيد عن عدد الخيام التي توفرها الأمم المتحدة لاستقبالهم في نفس المنطقة من شمالي البلاد، والتي تشهد مناخا باردا.
وقالت إن مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن تعتبر أسرع مخيمات لجوء نموا واتساعا، وذلك بسبب تزايد وتسارع تدفق اللاجئين، مما أدى إلى ظهور شكل من أشكال السوق السوداء فوق رمال الصحراء في المنطقة، وسط معاناة اللاجئين وعدم قدرتهم على شراء بعض زجاجات الماء أو الحاجات الضرورية الأخرى التي يحتكرها بعض اللاجئين المغامرين.
كما أشارت واشنطن بوست إلى أن ثلث عدد اللاجئين السوريين اليائسين فروا من بلادهم منذ يناير/كانون الثاني، وأن مخيم الزعتري في الأردن تضخم من مجموعة متواضعة في خيام تقدر بخمسمائة خيمة في أغسطس/آب الماضي ليصبح مخيما كبيرا يضم أكثر من 146 ألف لاجئ سوري أو ما يزيد على سكان مدينة المفرق الأردنية المجاورة، وهو عدد يزيد عن ضعف قدرة مخيم الزعتري على الاستيعاب المقدرة بستين ألفا.
اللاجئون السوريون يعيشون معاناة من الفوضى في منطقة مخيم الزعتري في الأردن، في ظل تنافسهم للحصول على خيمة أو مساحة من الأرض يقيمون عليها خيمة، أو الحصول على أي وسيلة يلجئون إليها، وسط ظهور سوق سوداء |
معاناة وفوضى
ويقول مسؤولو إغاثة إن السوريين يفرون جراء المذابح والتفجيرات التي تشهدها بلادهم مما ينذر بكارثة إنسانية على شكل متزايد، سواء كان ذلك في مخيمات اللجوء المكتظة أو في المدن الآهلة التي تكافح من أجل تقديم الدعم لهم، وسط فتور الترحاب مع مرور الأيام.
وأضافت الصحيفة أن تزايد عدد اللاجئين السوريين يضغط على وكالات الإغاثة الأممية من الناحية المالية، مما يضطرها إلى خفض في الإمدادات الأساسية والمأوى، مشيرة إلى المعاناة والفوضى التي يعيشها اللاجئون السوريون في منطقة مخيم الزعتري في الأردن، في ظل تنافسهم للحصول على خيمة أو مساحة من الأرض يقيمون عليها خيمة أو الحصول على أي وسيلة يلجئون إليها.
ونسبت الصحيفة إلى أحد اللاجئين السوريين القول إنه استيقظ الأسبوع الماضي ليجد باب ملجئه مسروقا، وهو الملجأ المتمثل في مقطورة خربة، مضيفة أن مصادر حكومية أردنية تتوقع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في الأردن من 400 ألف إلى أكثر من مليون مع نهاية العام الجاري، مما يعني ضرورة بناء مخيم جديد كل ثلاثين يوما.
وقال العميد حسين الزيود إنه يراقب جنوده وهم يمدون يد العون لمئات اللاجئين السورين الفارين عبر الحدود السورية الأردنية، وسط تصريحات حكومية أردنية بأن الحدود ستبقى مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، وذلك على الرغم من ضنك المعيشة الذي يعانيه الأردنيون أنفسهم.