فريدمان يختزل ثورات الربيع العربي

المتظاهرون رددوا هتافات منددة بالشرطة ورئيس الجمهورية.jpg
undefined

قلل الكاتب توماس فريدمان من قيمة ثورات الربيع العربي والدوافع الثقافية والفكرية وراءها محاولا اختزال دوافعها لحد كبير في شح لقمة العيش.

وأورد في مقال بعنوان "الدافع الخفي المثير للخوف" أن دراسات حديثة انتهت إلى أن التفاعل بين التغير المناخي وأسعار المواد الغذائية والسياسة هو الدافع الخفي الذي أثار الثورات العربية وسيستمر في تأثيره السلبي على استقرار نظمها الديمقراطية.

وأوضح أن الأكاديمية بجامعة برينستون الأميركية آن ماري سلوتر أشارت في مقدمتها بعنوان "ثورات الربيع العربي والتغير المناخي" إلى أن التغير المفاجئ في الظروف الخاصة بمجتمع ما أو في بيئته يتفاعل مع عوامل سيكولوجية معقدة ويؤدي إلى تحوّل الشخص الهادئ إلى شخص عنيف.

وقال فريدمان إن مجموعة المقالات أعدها المركز الأميركي للتقدم "سنتر فور أميركان بروغريس" بالتعاون مع مركز ستمسون ومركز التغير المناخي والأمن بالإضافة إلى الجغرافي البريطاني بجامعة أوكسفورد تروي شتيرنبيرغ.

فريدمان رسم صورة كاريكاتيرية للثورات العربية قائلا كل شيء يرتبط ببعضه بعضا: الجفاف في الصين وحرائق الغابات في روسيا تسببت في شح القمح الذي أسفر عن ارتفاع الأسعار التي أدت إلى الاحتجاجات في ميدان التحرير بالقاهرة

ونقل الكاتب عن شتيرنبيرغ إشارته إلى ترافق قيام ثورات الربيع العربي مع الجفاف الأشد خلال قرن كامل في الصين وموجات الحرارة القياسية والفيضانات في أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم -أوكرانيا وروسيا وكندا وأستراليا- الأمر الذي أدى إلى شح إنتاج القمح وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق في العالم، وخاصة في الدول المستوردة للقمح.

وأشار إلى أن ما بين 6 و18% فقط من إنتاج القمح العالمي وجد طريقه إلى التصدير خارج الدول المنتجة، وأن أكبر تسع دول مستوردة له في العالم توجد بالشرق الأوسط وأغلبها عربية وأن سبعا منها اندلعت فيها احتجاجات سياسية. وذكر أن هذا الشح كان له آثار ثقيلة على مصر التي قال إنها أكبر مستورد للقمح في العالم.

فريدمان رسم صورة كاريكاتيرية للثورات العربية قائلا كل شيء يرتبط ببعضه بعضا: الجفاف في الصين، وحرائق الغابات في روسيا تسببت في شح القمح الذي أسفر عن ارتفاع الأسعار التي أدت إلى الاحتجاجات في ميدان التحرير بالقاهرة.

ونقل الكاتب عن الدراسة أن سوريا وليبيا شهدتا سيناريوهات مماثلة. وقال إنه ومنذ عام 2006 وإلى عام 2011 عانت 60% من الأراضي الزراعية في سوريا أسوأ جفاف يتم تسجيله على الإطلاق في وقت تشهد فيه البلاد انفجارا سكانيا ونظاما سياسيا فاسدا وغير كفء وعاجزا عن إدارة الأزمة.

وأضاف أن الأمم المتحدة ذكرت عام 2009 أن حوالي 800 ألف من الفلاحين والرعاة السوريين فقدوا مصادر عيشهم تماما بسبب الجفاف ونزحوا إلى المدن. وأشار إلى أن الجفاف تسبب في شح كبير في المياه بليبيا.

ورأى فريدمان مستندا على توقعات قال إنها علمية أن هذه الظروف ستظل مستمرة وأن مستقبل الديمقراطيات العربية الوليدة غير مؤكد خلال الـ25 عاما المقبلة.

المصدر : نيويورك تايمز