مخاوف من توسع الحرب السورية للبنان

سقوط ضحايا لبنانيين قرب الحدود اللبنانية السورية
undefined

أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني والمعارضة السورية المسلحة أثارت التوترات على جانبيْ الحدود السورية/اللبنانية، كما أثارت المخاوف من توسعها لتشمل لبنان وتبدأ حربا طائفية جديدة هناك.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير لها من لبنان- أن قتالا هو الأعنف منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل حوالي عامين قرب بلدة القصير السورية، خلف قتيلين من حزب الله وأكثر من عشرة قتلى من المعارضة السورية.

وأشارت إلى تهديد المعارضة السورية المسلحة لأول مرة الأسبوع الماضي بنقل الاشتباكات ضد حزب الله إلى داخل لبنان، الأمر الذي وصفه التقرير بالتطور الخطير للصراع في المنطقة.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في الأمن اللبناني قولهم إن المجموعات السنية المسلحة في لبنان تقوم هي الأخرى بإرسال مقاتلين إلى سوريا، وتدعم المعارضين هناك بالسلاح والتعزيزات اللوجستية.

وقالت إن التوترات الطائفية بلغت ذروتها حاليا في الوقت الذي يتعارك فيه الشيعة والسنة اللبنانيون على الأراضي السورية، وأصبح انتقال الحرب إلى داخل لبنان أسهل من أي وقت مضى.

واشنطن بوست:
التوترات الطائفية بلغت ذروتها حاليا في الوقت الذي يتعارك فيه الشيعة والسنة اللبنانيين على الأراضي السورية، وأصبح انتقال الحرب إلى داخل لبنان أسهل من أي وقت مضى

وأشار التقرير أيضا إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي الذي أعرب فيه عن "قلقه العميق" جراء تزايد قتل مسلحين من حزب الله ومن السنة اللبنانيين داخل سوريا، ودعوته للقادة اللبنانيين بالوقوف على الحياد تجاه الصراع بسوريا.

كما أشار إلى اعتراف رئيس حزب الله حسن نصر الله بقيام أعضاء من حزبه بالقتال "في قرى بالقرب من الحدود"، وقوله إن السكان هناك لهم الحق في الدفاع عن النفس وتحذيره الشديد من "ارتكاب خطأ في الحساب ضدنا".

ونقل التقرير عن مراقبين قولهم إن خطوة واحدة من الشيعة أو السنة على الأرض اللبنانية ستتسبب في تدهور الوضع سريعا.

وذكر تيمور غوكسل كبير المستشارين السابقين لفريق مراقبي الأمم المتحدة بلبنان المحاضر في الجامعة الأميركية ببيروت، أن الطرفين اللبنانييْن متورطان في الحرب السورية، لكنهما يحاولان عدم نقلها إلى داخل لبنان، لكن المشكلة أن هذا الأمر من الممكن أن ينهار في أي لحظة.

وقالت الصحيفة إن المنطقة التي جرت فيها معظم الاشتباكات الأخيرة تتعلق بـ22 قرية تقريبا بغرب سوريا، يقطنها حوالي 30 ألف نسمة، معظمهم من الشيعة، ولديهم روابط تاريخية وأسرية عميقة بلبنان.

ومنذ أن انتقلت المعارضة المسلحة إلى هذه المنطقة مؤخرا خلال الأشهر الأخيرة، هربت أسر إلى لبنان، وبقيت أخرى مستعدة للقتال.

وتتهم المعارضة السورية المسلحة مقاتلي حزب الله بتشريد السنة من المنطقة الحدودية، نظرا إلى قيمتها الإستراتيجية الكبيرة للمعارضة السورية، "لأن السنة اللبنانيين يقدمون المساعدة في تهريب الرجال والعتاد عبر الحدود".

وتقول المعارضة السورية إن حزب الله يحدد وقت هجماته لدعم العمليات العسكرية للنظام السوري. وقال متحدث باسم هذه المعارضة في القصير "كلما كان هناك ضغط على النظام، تحرك حزب الله لتقديم المساعدة".

وأوضحت الصحيفة أن القتال بين السنة والشيعة يبدو كقتال لحماية كل طائفة، إذ تشعر كل منهما بتهديد وجودي ضدها.

ونسبت إلى المحامي حسن صقر -الذي هرب من القصير إلى هرمل اللبنانية قبل أكثر من عام بسبب تهديده من المقاتلين السنة- قوله "ما لم يتم التوصل لاتفاق دولي، لن يكون هناك حل، هناك كثير من الأسلحة وكثير من المقاتلين، وسيستمر الصراع فترة طويلة".

المصدر : واشنطن بوست