فيسك يحذر من خطورة الوضع بلبنان
وكان فيسك يشير إلى استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وبالتالي غياب الحكومة في ظل تزايد المشاحنات في شوارع طرابلس، معتبرا أن ما يجري حاليا أكثر خطورة رغم تجاوز لبنان كثيرا من الأزمات الخطيرة في السابق.
وذكر الكاتب أيضا أن سبب استقالة ميقاتي هو أن حكومته أصبحت غير فاعلة وأعضاء البرلمان فشلوا في وضع قانون انتخاب جديد، ودخلت النقابات التجارية في إضرابات في كل أنحاء لبنان للمطالبة بزيادة الرواتب.
وقال إن لبنان ليس ملزما بالعقوبات ضد سوريا، ومن ثم فإن الحكومة كانت قد تبنت سياسة تقوم على الحياد لحماية أهلها من السنة والشيعة والمسيحيين من الانجرار إلى معارك عبر الحدود.
وأضاف أن الصراع السني العلوي في طرابلس، الذي أودى بحياة ستة أشخاص منهم جندي لبناني، لا يمكن السماح له بالانتشار في مناطق أخرى من البلاد.
ووفق رأيه يعتبر فيسك أن قرار استقالة ميقاتي قصد به تخويف الأحزاب السياسية بلبنان، وخاصة حزب الله الشيعي والسنة المتجمعين حول سعد الحريري، لحثها على تشكيل حكومة فاعلة تستطيع صياغة قانون انتخابات وتحمل مسؤولية التخريب الذي حدث الأسابيع القليلة الماضية.
ويشير فيسك إلى أنه كي تكون دولة لبنان حديثة يجب عليها أن تحل نفسها من عقدة أن الدولة يجب أن يكون فيها الرئيس مسيحيا مارونيا ورئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا لأنها لا يمكن أن تنجح هكذا. وقال إنه إذا أُخرجت الطائفية من لبنان فسوف تزول من الوجود، لأن النظام الحكومي القائم على مزيج من الدين والسياسة هو هوية لبنان.
وقال إن الحكومة الحالية، التي تضم حزب الله، من الواضح أنها لم تمثل السنة الذين يشكل إخوانهم في سوريا جل المعارضة المسلحة ضد الأسد الذي أحد حلفائه بالطبع حزب الله. وأضاف أن الحريري كان سيبتهج من رحيل ميقاتي لأن إزالته من حكومته كان شرطا لعودة تحالف 14 آذار إلى السياسة.
وختم فيسك مقاله بأنه بدون انتخابات ستتقوض سلطة البرلمان كما تقوضت أثناء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما، ولن يكون هناك برلمان ولا حكومة ولا رئيس وزراء ولا وقف إطلاق نار حقيقي في طرابلس.