كاتب: زيارة أوباما لإسرائيل لن تأتي بجديد

Pablo Martinez Monsivais/ASSOCIATED PRESS - President Obama with Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu in the Oval Office last year. The two leaders have had a tension relationship, but there are a few openings for improvement.
undefined

قال الكاتب آرون ديفد ميلر إن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل هذا الأسبوع لن تكفي لتسوية العلاقات الشخصية المتوترة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكذلك من غير المتوقع أن تحرز تقدما في أي من القضايا الرئيسية بالشرق الأوسط، خاصة عملية السلام.

وقال -في مقال له نشرته واشنطن بوست اليوم- إن العلاقات بين الاثنين غير المتوائمين هي الأكثر توترا بين أميركا وإسرائيل، وكان يبدو منذ البداية أن أوباما ونتنياهو لن يستطيعا العمل معا. نتنياهو ممتلئ بالشكوك إزاء دور أميركا في عملية السلام بشكل غير طبيعي، وخاصة إذا لعب هذا الدور شخص مثل أوباما الذي يطمح لتحقيق إنجازات كبيرة.

وأوضح أن أوباما من جيل مختلف عن جيل بيل كلينتون وجورج دبليو بوش. فقد كان عمره ست سنوات إبان حرب يونيو/حزيران 1967، ونضج مع نتائجها (احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة)، وليس مع إسرائيل "الضعيفة والمستهدفة" التي كانت قبل تلك الحرب.


أوباما فقد وسيفقد -بجعله تجميد المستوطنات أهم جوانب منهجه في المباحثات- مصداقيته لدى إسرائيل. وإذا تراجع عن ذلك، فسيفقدها مع الفلسطينيين والعرب

وذكر أن ضغط أوباما "الساذج" من أجل تجميد عمليات بناء المستوطنات، و"افتقاره للارتباط المتعاطف مع إسرائيل" ساهما في زيادة التوتر.

وقال إن تعيينه جورج ميتشل كمبعوث للسلام بعد يومين من تنصيبه الأول رئيسا لأميركا، ودعواته المتكررة لتجميد عملية الاستيطان، و"محاولة تقربه" من العرب والمسلمين في خطابه بالقاهرة عام 2009، أقنعت نتنياهو بأن أوباما سيضغط عليه بقوة.  

ورغم ذلك، فإن الكاتب يقول إن الضغوط المتزايدة للتعامل الناجح مع موضوع النووي الإيراني، وعملية السلام، وحاجة نتنياهو لاستمرار حكومته الحالية، ربما تساهم كلها في تضييق الشقة بين الاثنين.

وتطرق الكاتب إلى التعقيدات الشديدة التي تكتنف عملية السلام. ففي الوقت الذي قال فيه إن "أي وسيط أميركي ناجح يجب أن يقف إلى جانب إسرائيل"، وأشار إلى أن ذلك من قبيل "الوصف الوظيفي للوسيط الأميركي"، استدرك بأن الوقوف مع إسرائيل يجب أن يكون مجديا ومنتجا ويساهم في تقدم عملية السلام وليس تجميدها.

ولكي يتم ذلك، يجب الضغط لوقف عملية الاستيطان "لأنها مهينة للفلسطينيين، وتدمر فرص حل الدولتين". وإذا لم يكن أوباما مستعدا للضغط على نتنياهو أو معاقبته، وإذا لم يوقف بناء المستوطنات، فليس من فائدة من أي مباحثات في هذه القضية. "لكن أي سياسي إسرائيلي مهما كان معتدلا لن يوافق على وقف توسيع المستوطنات".

واستطرد ميلر ليكثف "الواقع المعقد"، مشيرا إلى أن أوباما فقد وسيفقد -بجعله تجميد المستوطنات أهم جوانب منهجه في المباحثات- مصداقيته لدى إسرائيل. وإذا تراجع عن ذلك، فسيفقدها مع الفلسطينيين والعرب.

واختتم الكاتب مقاله بقوله إن أي تحسن في العلاقات بين أوباما ونتنياهو مرهون بعثور البلدين على أرضية مشتركة للتعامل مع الفلسطينيين، ولوقف إيران عن تطوير أسلحتها النووية.  

المصدر : واشنطن بوست