الاغتيالات عن بعد

epa03512802 A handout photo provided by the US Coast Guard on 17 December 2012 shows an Insitu ScanEagle, a small unmanned aerial vehicle, during a demonstration for leaders from the Coast Guard Acquisition Directorate and the Research and Development Center at a Navy testing facility in Dahlgren, Virginia, USA, on 03 May 2012. Media reports on 17 December 2012 citing the Iranian Irna news agency state that Iran claims to have started producing own drones of the ScanEagle type. The United States earlier December dismissed Iranian claims to have captured an American drone over southern Gulf waters. Iran's Revolutionary Guards had said in a statement that 'the Scan Eagle drone was captured by the navy and taken into possession some days ago, as soon as it infiltrated Iranian airspace.' The US Navy and the White House had rejected the claim. EPA/Petty Officer 1st Class Andrew Kendrick/US COAST GUARD/HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY
undefined

تناولت العديد من الصحف الأميركية اليوم استخدام الإدارة الأميركية الطائرات دون طيار كجزء مما تسميه برنامجها لـ"مكافحة الإرهاب". وجاءت تغطية هذه الصحف للموضوع على خلفية جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ بشأن ترشيح جون برينان مديرا لـوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي".

وأجمعت هذه الصحف على ضرورة أن تكون هناك مراجعة أو إشراف قضائي على من تستهدفهم هجمات الطائرات دون طيار، سواء كانوا من المدنيين الأميركيين أو الأجانب، "حتى إذا كانوا ينتمون إلى منظمة تهدد الأمن الأميركي"، وذلك بدءا بإعداد قوائم المستهدفين وانتهاء بإعطاء أوامر القتل.

ورحبت معظمها بإشارة السيناتور دياني فينيشتاين -ممثلة ولاية كاليفورنيا- إلى عزمها الاهتمام باقتراح لإنشاء محكمة جديدة للإشراف على برنامج ما أسمته بعض الصحف "الاغتيال من بعد" بواسطة الطائرات دون طيار، على غرار المحاكم التي تعطي الموافقة على التنصت الإلكتروني على بعض الأشخاص.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أن إدارة الرئيس باراك أوباما اعتمدت على هذه الطائرات وسرية عملياتها بشكل غير مسبوق. وعلقت قائلة إن ذلك تم عقب الانتقادات الكثيرة لأعمال التعذيب مثل الإغراق في الماء التي نُفذت خلال فترة رئاسة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش.

وأشارت الصحيفة إلى ممانعة إدارة أوباما الكشف عن عدد المدنيين الأبرياء الذين اغتالتهم تلك الطائرات.

كثير من الجدل ركز على ما إذا كان عمل الطائرات المعنية يردع "الأعداء"، وأغفل تناول مشروعية وأخلاقية ما قامت به من اغتيالات

ونقلت الصحف الضغوط التي مارسها أعضاء مجلس الشيوخ على برينان واستجوابه عن سبب موافقته، ولو ضمنيا، على "التعذيب بالإغراق في الماء" الذي مارسته سي آي أي ضد الإسلاميين المعتقلين بغوانتانامو عندما كان نائبا للمدير التنفيذي للوكالة خلال فترة بوش.

وقال برينان ردا على تلك الاستجوابات إنه لم يحاول وقف ذلك "لأن ذلك البرنامج لا يقع ضمن دائرة إشرافي". وأشارت الصحف إلى أنه رفض وصف ما كان يحدث من ممارسات بأنه "تعذيب".

كذلك رفض برينان الإدلاء بتفاصيل عن علاقات أنور العولقي الإسلامي الأميركي من أصل يمني بما أسمته "المؤامرات ضد الولايات المتحدة".

يُشار إلى أن العولقي هو أول مدني أميركي تغتاله الطائرات دون طيار -عام 2011- دون حكم قضائي.

وقالت واشنطن بوست إنه إذا تمت الموافقة على ترشيح برينان، فإنه سيعود إلى سي آي أي التي تحولت خلال 12 سنة ماضية إلى مؤسسة شبه عسكرية تتمتع بقوة كبيرة.

وأضافت بأن الوكالة لا تزال تجمع المعلومات من كل أرجاء العالم، لكنها أصبحت تركز بشكل متزايد على التربص بـتنظيم القاعدة ومهاجمة أعضائه بشكل يومي، بواسطة أسطول من الطائرات دون طيار.

وتساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها اليوم عن الكيفية التي يمكن بها للمواطنين الأميركيين التأكد من أن سي آي أي تفعل أقصى ما يمكن لتفادي قتل الأرواح البريئة بضربات طائراتها دون طيار في باكستان واليمن والصومال؟ وما مستوى الدليل الذي يستخدمه الرئيس الأميركي لوضع مواطن أميركي، على سبيل المثال، في قائمة الاغتيالات بهذه الطائرات؟

وقالت إن أوباما تبنى الكثير من تكتيكات بوش وكلاهما ادعى شرعية ما فعل. وأضافت بأن السرية ربما تساعد على فعالية منع الخطر ضد الولايات المتحدة، لكنها لا تضمن المحافظة المستمرة على تطبيق القيم المدنية وحقوق الإنسان.

وذكرت كريستيان ساينس مونيتور في مقال للكاتب مايكل هاغر أن كثيرا من الجدل قد ركز على ما إذا كان عمل الطائرات المعنية يردع "الأعداء"، وأغفل تناول مشروعية وأخلاقية ما قامت به من اغتيالات.

المصدر : الصحافة الأميركية