صحف إسرائيل تستشرف زيارة أوباما

US President Barack Obama (R) with Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (L) in the Oval Office of the White House in Washington, DC, USA, 05 March 2012. Reports state that the US President and Isaeli Prime Minister are at odds over how to deal with the possibility of a nuclear-armed Iran. EPA/MARTIN H. SIMON / POOL
undefined
عوض الرجوب-الخليل
 
تابعت الصحف الإسرائيلية باهتمام الإعلان عن زيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل خلال مارس/آذار القادم، لكنها اعتبرت الزيارة محاولة تسكين للتوتر القائم خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، دون أن تتوقع اختراقات في هذا المجال.

ففي مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم، وصف أبراهام بن تسفي، الزيارة بأنها "إشارة تهدئة من الولايات المتحدة"، وأن الأخيرة "لم تنفصل ولن تنفصل عن مشكلات هذه المنطقة".

ويرى الكاتب أن الرسالة التي يريد البيت الأبيض أن ينقلها واضحة جدا، "فبخلاف الصورة التي تُصور عن انطواء أميركي متزايد على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي الداخلي.. يريد الرئيس أن يشير برحلته إلى المنطقة أنه لا يتجه إلى انفصال من طرف واحد عن ساحة الشرق الأوسط".

ويرى الكاتب أن الزيارة ترمي إلى تهدئة شركاء الولايات المتحدة الإقليميين خاصة -ومنهم إسرائيل- من احتمال يقضّ مضاجعهم، وهو الانطواء والانسحاب الأميركي من غير استعمال أدوات تأثير قوية من القوة العظمى.

كما ترمي (الزيارة) -بحسب الكاتب- لمواجهة التهديد الذري الإيراني وأخطار الفوضى والتطرف اللذين يميزان الشرق الأوسط اليوم، إضافة إلى التأكيد على أهمية هدف الحفاظ على الاستقرار وزيادته في المجال الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن صحيفة هآرتس رأت في افتتاحيتها تحت عنوان "خير متأخر" أن الزيارة كفيلة بأن تشهد على الأهمية الشديدة التي يوليها الرئيس الأميركي للتحريك الفوري للمفاوضات مع الفلسطينيين، وعلى العلاقة الوثيقة التي بين المسيرة السلمية وبين الاستقرار في الشرق الأوسط المهتز.

وأضافت أن أوباما يتطلع أيضا إلى التأثير على مباحثات المفاوضات الائتلافية والإيضاح لكل حكومة إسرائيلية تقوم بأنه لن يدعها تدحر الموضوع السياسي إلى الخلف أو إلى الجمود، مرجحة أن تجبر زيارته الحكومة الجديدة على الأقل على صياغة أساسات عملية للمفاوضات.

وفي سياق آخر، ذكرت نفس الصحيفة أن مستشار الأمن القومي، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء، المحامي إسحق مولخو، الذي يتسلم مسؤولية الملف الفلسطيني في مكتب نتنياهو، سيسافران إلى واشنطن لإعداد الزيارة ولقاء نظيره الأمريكي توم دونلون ورئيس الطاقم في البيت الأبيض دنيس مكدونو.

وإضافة إلى تحديد الجدول الزمني المفصل للزيارة والاتفاق على المسائل الفنية واللوجستية -تضيف الصحيفة- فإن عميدرور سينسق مع الأميركيين جدول الأعمال السياسي، ولا سيما في المسألتين السورية والإيرانية.

ووفق مصادر الصحيفة فإن وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري سيحاول جسّ النبض لدى الإسرائيليين والفلسطينيين وفحص إمكانية الاستئناف التدريجي للمفاوضات، لكنها قللت من إمكانية إحداث اختراق أثناء زيارة أوباما.

تناول إيلي أفيدار في صحيفة معاريف الزيارة تحت عنوان "زيارة أحادية الجانب"، موضحا أن إعلان البيت الأبيض فاجأ محافل عديدة في إسرائيل، "وكان هذا شهادة أخرى على مستوى الاتصال المنخفض لرجال السفارة في واشنطن مع البيت الأبيض"

إعلان مفاجئ
وفي صحيفة معاريف، تناول إيلي أفيدار الزيارة تحت عنوان "زيارة أحادية الجانب"، موضحا أن إعلان البيت الأبيض فاجأ محافل عديدة في إسرائيل، "وكان هذا شهادة أخرى على مستوى الاتصال المنخفض لرجال السفارة في واشنطن مع البيت الأبيض".

وأكد أفيدار تعزز الإحساس بالغموض الناشئ عن واشنطن في أعقاب إعلان السفير الأميركي دان شبيرو عن أن الزيارة المخطط لها "عديمة جدول الأعمال"، وأنها للتشاور في موضوعي سوريا وإيران والمسيرة السلمية، ليس إلا.

واعتبر الكاتب اختيار المرور برام الله وعمّان يوضح أن الرئيس أوباما يصل للإيفاء بوعده للقيادة الفلسطينية بممارسة ضغط أكبر على إسرائيل مع بداية ولايته الثانية، رغم تقدير الكاتب بأن حكم (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن ومفهومه السياسي أفلسا.

بدوره رأى إسرائيل هرئيل في صحيفة هآرتس أن جهات كثيرة -ولا سيما في إسرائيل- تُعد لزيارة أوباما "إعدادا ذهنيا" وفي أفواههم جميعا -أو عند أكثرهم- النصيحة الأصلية، وهي "اضغط على إسرائيل وأنقذ مكانة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي"، وقليلون فقط يقولون له "إن المنطقة ستصخب وتضطرب سنين كثيرة بعد دونما أية صلة بما يحدث في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية".

المصدر : الجزيرة