كاميرون: رؤية جديدة لأوروبا

Britain's Prime Minister David Cameron arrives on the second day of a European Union leaders summit in Brussels June 29, 2012. Euro zone leaders agreed on Friday to bend their aid rules to shore up banks and bring down the borrowing costs of stricken members like Italy and Spain, in a sign the bloc is adopting a more flexible approach to solving its two-year old debt crisis. REUTERS/Eric Vidal (BELGIUM - Tags: POLITICS BUSINESS)
undefined

اتحاد أكثر مرونة، وبيئة أكثر تنافسية، ومركز أقل تدخلا مع كتلة داخلية للدول الرئيسية أكثر تمركزا، مع استمرار إتاحة الوصول للسوق الواحدة للجميع.. ذلك هو جوهر الرؤية الجديدة لأوروبا لـديفد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني.

يصف توماس كلاين بروكهوف في مقال له بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور اليوم الرؤية التي طرحها كاميرون بشأن الاتحاد الأوروبي، بأنها موظفة لخدمة مصالح كاميرون الشخصية بشكل سافر لا لبس فيه.

وأشار الكاتب إلى أن وعد كاميرون بالسماح للبريطانيين بالاستفتاء على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، الهدف منه ضمان إعادة انتخابه لرئاسة وزراء بريطانيا.

وقال في نفس الوقت، إن الرؤية تشكل هدفا يستحق التداول، وإنها ستجد بعض الداعمين في القارة. وأضاف أن كاميرون رمى بالفعل حجرا في المياه الراكدة للاتحاد الأوروبي.

وذكر كلاين أن رؤية كاميرون ماكرة ومحفوفة بمخاطر جدية عليه وعلى الاتحاد الأوروبي، كما أن لها وجها آخر إذ إنها تمارس ضغطا على الدول الأعضاء بالاتحاد لكي تحسّن من قدرتها التنافسية، بالإضافة إلى تحديها الجهاز البيروقراطي بالاتحاد ليتحوّل إلى اتحاد أكثر فاعلية واستجابة.

توماس كلاين:
أكبر مساهمة لكاميرون في الحوار الأوروبي هو تفكيكه للأسطورة التي تأسس عليها الاتحاد: "المسيرة التصاعدية نحو الوحدة"

وأوضح أن رؤية كاميرون التي طرحها في خطاب له الأسبوع الماضي من الممكن قراءة جزء كبير منها كمحاولة للسيطرة على جناح المتمردين داخل حزبه، حزب المحافظين، المتشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي بتلبية جزء من مطالبهم.

وأشار الكاتب إلى أن هؤلاء غير راضين عن تدخل رئاسة الاتحاد في بروكسل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وعن نفوذ العملة الأوروبية التي لا تستخدمها بريطانيا، وبعضهم يرغب في مغادرة بلادهم الاتحاد.

وأضاف أن كاميرون ربط إعادة النقاش في المعاهدات الأساسية للاتحاد والاستفتاء المترتب عليها بإعادة انتخابه عام 2015، إذ يقول إنه إذا فاز فسيحاول إعادة تشكيل الاتحاد بحيث تُعاد المزيد من السلطات إلى الدول الأعضاء.

ونوه بأن كاميرون غلف طلب بريطانيا بمزيد من المعاملة الخاصة لها برؤية اتحادية لأوروبا. ووصف ذلك بأنه يقترب من الابتزاز "أعطونا ما نطلب في الوقت الذي نحدد، أو أننا سنتخلى عن الاتحاد".

وقال الكاتب إن كاميرون بهذه الإستراتيجية قد خلق عصبة من 26 رئيس حكومة أوروبيا ربما يعارضون بهدوء إعادة انتخابه.

أما عن المخاطر التي تحف أسلوب كاميرون، فقال كلاين إنه من الصعب عليه السيطرة على مخرجات العملية التي أطلقها من عقالها. فالأرجح أن الشركاء الأوروبيين الـ26 لا يريدون ما يريد، خاصة إعادة النقاش في أسس الاتحاد.

ووصف المقال ما طرحه كاميرون أيضا بأنه مسرحية جيوسياسية ستضمن تقريبا استمرار الاضطراب في أوروبا لنصف عقد آخر، وتعطل بروز أوروبا كفاعلة في المسرح الدولي، نظرا إلى أن الاستفتاء الذي يقترحه لن يتم قبل 2017.

وقال إن العديد من الانتقادات التي وجهها كاميرون للاتحاد الأوروبي، مثل ضعف التنافسية، واتساع رقعة الاتحاد وديمقراطية أسسه وضخامة بيروقراطيته وضعف فعاليتها والخلل في العلاقة بين المركز والأعضاء، صحيحة؛ وإن أكبر مساهمة له في الحوار الأوروبي هو تفكيكه للأسطورة التي تأسس عليها الاتحاد: "المسيرة التصاعدية نحو الوحدة".

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور