المنظمة التي هاجمت سفارة واشنطن بأنقرة

Ankara, Ankara, TURKEY : People stand outside the entrance of the US Embassy in Ankara just after a blast killed two security guards and wounded several other people on February 1, 2013. The United States confirmed on February 1 that its embassy in Ankara had been hit by a "terrorist" bomb attack and said American officials were working with Turkish investigators. "We can confirm a terrorist blast at a check point on the perimeter of our embassy compound in Ankara, Turkey, at 1:13 p.m. local time," State Department spokeswoman Victoria Nuland said in a statement. AFP PHOTO / YAVUZ OZDEN / MILLIYET NEWSPAPER
undefined

جبهة حزب تحرير الشعب الثورية جماعة يسارية ماركسية تركية، أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري ضد السفارة الأميركية بأنقرة الجمعة الماضية، ووصفت أميركا -في بيان نشرته أمس- بأنها "سفاحة شعوب العالم"، ودعت إدارة أوباما لسحب قواعدها وصواريخها بما فيها صواريخ باتريوت من تركيا.

ما هي هذه المنظمة؟ ولماذا نفذت تفجيرها ضد السفارة الأميركية بتركيا؟ هذه الأسئلة حاولت مجلة تايم الأميركية الإجابة عليها في تقرير لها نشرته اليوم.

تعود جذور هذه المنظمة -كما تشير المصطلحات التي لا تزال تستخدمها في منشوراتها- إلى عدد من التنظيمات اليسارية المتطرفة في السبعينيات، وهي معادية للغرب وتقول إن الحكومات التركية المتعاقبة ليست إلا أدوات في يد أميركا وحلف الناتو. وقد صنفتها أميركا والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية.

ويبدو من البيان الذي نشرته المنظمة على الإنترنت أنها تحتج على نصب صواريخ باتريوت من قبل حلف الناتو على الأراضي التركية، وتحتج أيضا على وقوف الناتو وأميركا وتركيا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي أشادت به، وقالت إنه لم يركع "للإمبريالية".

وأدان بيان الجماعة استخدام الأراضي التركية لما أسماها "مصالح الإمبريالية" ضد سوريا. ووصف الحكومة التركية بأنها "خادم خنوع للإمبريالية".

وتساءلت تايم عما إن كان الهجوم ذا صلة بالصراع حول سوريا بين القوى الإقليمية والخارجية ونُفذ لدعم النظام السوري؟

هنري باركي:
إنهم ينفذون فقط ما يروق لهم. إنهم مثل الجماعة الدينية. إذا قرر أحد قادتهم أن يدخلوا في إضراب عن الطعام، فإنهم يفعلون ذلك إلى حد الموت

ونسبت إلى نيهات علي أوزغان الضابط المتقاعد في الجيش التركي والخبير في شؤون الإرهاب قوله إن تصعيد المنظمة حملتها العنيفة -في الوقت الذي بلغ فيه التوتر بين تركيا وسوريا مستويات جديدة من الحدة- ليس بالمصادفة.

وأوضح نيهات أن سوريا كانت تزوّد المنظمة خلال فترة الحرب الباردة بالكثير من الأشياء، بما في ذلك الخيام والذخيرة. وقال إن المنظمة لها علاقة وثيقة بالاستخبارات السورية.

وأضاف أنه بانخراط تركيا وسوريا فيما أسماها "الحرب بالوكالة"، بدأت المنظمة ترفع رأسها، وقال إن نشاطها ازداد بسبب الأزمة السورية.

أما المسؤول السابق في الخارجية الأميركية والأستاذ الحالي في جامعة ليخ هنري باركي، فقد أقر بأن المنظمة ربما تكون متعاطفة مع الرئيس السوري، لكنه لا يرى علاقة مباشرة لسوريا بالهجوم على السفارة الأميركية.

وقال باركي إنه لا يعتقد أن سوريا تستطيع إقناع هذه المنظمة بتنفيذ شيء لصالحها. "إنهم ينفذون فقط ما يروق لهم. إنهم مثل الجماعة الدينية. إذا قرر أحد قادتهم أن يدخلوا في إضراب عن الطعام، فإنهم يفعلون ذلك إلى حد الموت". وأشار إلى أن هذا ما حدث بالضبط عام 2000 عندما توفي 60 من أعضاء المنظمة خلال احتجاج ضد ظروف سجنهم.

وبالإضافة إلى ذلك، استبعد باركي أن تكون سوريا راغبة في عملية صغيرة رمزية ضد السفارة الأميركية باعتبار أن لا معنى لها.

وأشارت المجلة إلى أن باركي تحدث إليها قبل نشر المنظمة بيانها أمس، وتوقع أن تقول إنها اُستفزت بنشر الصواريخ الاعتراضية بتركيا، "لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتبرير مثل هذا العمل الغبي. إنهم يرغبون في أن يظهروا كأبطال يقاومون أميركا".

يُذكر أن الهجوم على السفارة الأميركية يجيء أيضا عقب حملة واسعة نفذتها الشرطة التركية ضد المنظمة. فقد تم اعتقال 85 من أعضائها منذ بداية يناير/كانون الثاني المنصرم، ووُجهت قبل أسبوع واحد تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي لـ55 منهم.

ووفقا لمصادر الشرطة، فإن المنظمة كانت تخطط لاغتيال مسؤولين حكوميين ومهاجمة سفارات أجنبية. وكانت قبل عامين قد نفذت بالفعل هجمات ضد عدد من الأهداف التابعة للشرطة، خاصة في إسطنبول.

ويُعتقد أنها وسلفها منظمة اليسار الثوري مسؤولتان عن اغتيال جنرالين تركيين متقاعدين، ووزير سابق، ورجل أعمال كبير. كما قتلت عام 1991 -احتجاجا على الدور الأميركي في حرب الخليج- رجليْ أعمال أميركييْن متعاقديْن مع الجيش الأميركي، وأصابت ضابطا في سلاح الجو الأميركي بجروح.

وحاولت الجماعة في التسعينيات تنفيذ هجمات صاروخية على قاعدة جوية أميركية في جنوب تركيا والقنصلية الأميركية في إسطنبول.

المصدر : تايم