عملية قبرص تكشف أسلوب حزب الله

Hezbollah militants carry a flower wreath in the colors of the Shiite Muslim group's logo during a rally marking Hezbollah Martyrs' Day at the southern suburbs Beirut, Lebanon, 11 November 2011. According to local media, Hezbollah leader Hassan Nasrallah delivered a speech touching the issue of financing the Special Tribunal for Lebanon, the situation in Syria and the latest developments in the Middle East, especially the Iranian nuclear program and tension with the Western countries
undefined

نشرت واشنطن بوست الأميركية تقريرا اليوم الأربعاء يتهم حزب الله اللبناني بتدبير عمليات اغتيال لمواطنين إسرائيليين وأجانب آخرين في الخارج من خلال شبكة تجسس تمده بالمعلومات اللازمة.

وأوردت الصحيفة قصة سياح إسرائيليين استقلوا طائرة لإحدى شركات الطيران الخاصة من تل أبيب إلى قبرص في 6 يوليو/تموز دون أن يدروا أن عيونا كانت تراقبهم عند وصولهم. فقد كان هناك رجل يحصي القادمين راكباً راكباً عند نزولهم من الطائرة وركوبهم حافلة أقلتهم إلى النُزُل الذي سيقيمون فيه والذي كان هو الآخر مراقبا بعناية.

وذكر التقرير الصحفي أن ذلك الأجنبي الملتحي، الذي ظل يتعقب أولئك الإسرائيليين بصمت، قام بواجبه على أكمل وجه. فقد عرف أين سيقيم هؤلاء، وأين سيتسوقون ويتناولون وجباتهم. وعرف كذلك نوع الحراسة الأمنية على الفندق الذي يقيمون فيه وعلى مرآب السيارات، وما هو الوقت الذي ستستغرقه الشرطة للوصول إلى هذا المكان.

غير أن هذا الرقيب كان مُرَاقباً هو الآخر. فعندما ألقت الشرطة القبرصية القبض عليه لم يكن ذلك الرجل سوى عميل لحزب الله اللبناني وسرعان ما أقر بتجسسه على أولئك السياح الإسرائيليين، لكنه زعم أنه لا يدري السبب وراء ذلك.

وأبلغ الرجل الشرطة أنه يجمع فقط معلومات عن اليهود، قائلا "إن هذا ما تفعله منظمته في كل مكان من العالم".

بيد أن اعتقال حسام يعقوب -اللبناني المولد والسويدي الجنسية- يوم 7 يوليو/تموز ما لبث أن غشاه النسيان حتى جاء تفجير حافلة كانت تقل مجموعة أخرى من السياح الإسرائيليين بمنتجع بورغاس البلغاري. وأسفر الحادث عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري، وحمَّلت السلطات المسؤولية لحزب الله.

وبعد سبعة أشهر من ذلك الهجوم، بدأت تتكشف تفاصيل عن قضية المعتقل يعقوب نفسه، والذي مثل علنا لأول مرة أمام المحكمة الأسبوع المنصرم في قبرص. غير أن الرواية الكاملة وردت بمستندات قانونية تلخص إفادات المتهم السويدي للشرطة أثناء استجوابه والتي حصلت عليها واشنطن بوست.

وتقول الصحيفة إن هذه الأدلة التي تضمنتها تلك المستندات تتطابق مع نتائج توصل إليها محققون في بلغاريا وممثلو الادعاء العام في تايلند والهند وأذربيجان وكينيا ودول أخرى شهدت موجة غتيالات وتفجيرات ارتبطت بحزب الله أو "راعيتها الرئيسية" إيران.

ويرى مسؤولون أميركيون في تلك الحوادث، التي وصفتها الصحيفة بالمؤامرات، جزءا من حرب سرية تديرها طهران، والغاية في جانب منها هي الانتقام من الغرب لمحاولاته إخراج برنامج طهران النووي من مساره.

وتضيف الصحيفة أن تلك الأدلة تكشف عن جهود حزب الله الاحترافية والجيدة التمويل لتجنيد وتدريب ونشر عملاء بالقارة الأوروبية، والتي يصفها محللون أميركيون بأنها استعدادات من جانبه للقيام بما سموه عمليات إرهابية في المستقبل.

ومع أن معظم الهجمات التي شُنت في السابق إما أُجهضت أو فشلت، فإن هناك معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات الغربية تُظهر أن حزب الله يتعلم من أخطائه، ويطبق أساليب عملاء الاستخبارات المحترفين للتعتيم على عملياته والتوسع في تهديداته، وفق مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قالت الصحيفة إنهم رفضوا الكشف عن أسمائهم لطبيعة التحريات الجارية بهذا الشأن.

المصدر : واشنطن بوست