تزايد شعبية الثوار الإسلاميين بسوريا

Fighters from Islamist Syrian rebel group Jabhat al-Nusra take their positions on the front line during a clash with Syrian forces loyal to President Bashar al Assad in Aleppo December 24, 2012. Syria special envoy Lakhdar Brahimi discussed solving the country's conflict with President Bashar al-Assad on Monday, but the opposition expressed deepening frustration with the mission following what it called the latest massacre of civilians. REUTERS/Ahmed Jadallah (SYRIA - Tags: CIVIL UNREST POLITICS)
undefined

أشار الكاتب الأميركي مالكلوم غارسيا إلى الحرب والأزمة المتفاقمة التي تعصف بسوريا، وقال إن الثوار الإسلاميين يكتسبون شعبية في حلب والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرتهم، وإنهم قد يسعون لتحويل سوريا إلى بلد إسلامي، داعيا الغرب والعرب المعتدلين إلى ضرورة التدخل لإنقاذ البلاد.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الثوار في الجيش السوري الحر مصممون على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف، ولكنه ليس لديهم رؤية واضحة بشأن طبيعة المستقبل الذي ينتظر البلاد.

وأضاف أن الثوار في الجيش الحر الذين قابلهم أثناء زيارة له لمدينة حلب السورية لا يعرفون شكل النظام في مرحلة ما بعد الأسد، ولا ما إذا كانت سوريا ستشهد نظاما ديمقراطيا أم أنها ستصبح جمهورية إسلامية أم ستتحول إلى دكتاتورية إسلامية؟

وقال إن الثوار الإسلاميين في سوريا يستغلون حالة عدم وجود رؤية لدى الجيش السوري الحر بشأن مستقبل البلاد، ويستغلون كذلك حالة الغموض والتردد التي تكتنف السياسة الأميركية بشأن الأزمة، ويسعون إلى فرض دولة إسلامية خلفا لنظام الأسد.

كاتب أميركي: الفصائل الإسلامية  تلقى شعبية واسعة في سوريا، فهي تقوم بإدارة وضبط المناطق الواقعة تحت سيطرتها كما في حلب، وتقدم الخدمات الاجتماعية الضرورية التي يحتاجها الأهالي، وأهمها الغذاء

ضبط وخدمات
وأوضح غارسيا أن هذه الفصائل الإسلامية صارت تلقى شعبية واسعة في حلب، وذلك لأنها تقوم بإدارة وضبط المناطق الواقعة تحت سيطرتها في المدينة، وكذلك بتقديم الخدمات الاجتماعية الضرورية التي يحتاجها الأهالي.

وتساءل عما إذا كانت هذه الجماعات الإسلامية في سوريا تتبع سياسة تلبية حاجات الناس لكسب ودهم، وبالتالي للتمكن من تحقيق أهدافها وأجندتها في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، وذلك كما كانت تفعل حركة طالبان في أفغانستان، والتي رحب بها الأفغان في تسعينيات القرن الماضي.

ونسب الكاتب إلى أحد المواطنين السوريين كان يعمل حلاقا واضطر لبيع كل ممتلكاته قوله إن الفصائل الإسلامية الشابة في حلب تزود الناس بالطحين، وإن الناس بحاجة إلى الخبز، وإنهم يؤيدون الجيش السوري الحر، ولكن الإسلاميين هم من يزود الناس بالغذاء الضروري للبقاء على قيد الحياة.

وقال غارسيا إنه إذا أراد الغرب والمعتدلون العرب منع قيام نظام إسلامي استبدادي خلفا لنظام البعث في سوريا، فإنه جدير بهم التحرك ومد يد العون للشعب السوري ومنحه بارقة من الأمل، فالسوريون الذين قابلهم في حلب جاهزون لقبول أي حل من شأنه أن يعيد الحياة الطبيعية إلى بلادهم، ما عدا الحوار مع الأسد.

كما أشار الكاتب إلى تقارير الأمم المتحدة بشأن معاناة اللاجئين السوريين وتزايد تدفقهم إلى دول الجوار، وخاصة إلى الأردن ولبنان، وقال إن السوريين يشعرون بالإهمال وبالاستياء وبالشك إزاء تعابير القلق الغربية بشأن سوريا.

ونسب غارسيا إلى أحد ثوارالجيش السوري الحر تساؤله عن سر قيام الولايات المتحدة بالتدخل في ليبيا ورفضها التدخل في سوريا، مضيفا أن هذا الثائر قال إن الأميركيين يريدون استمرار الحرب في سوريا، وذلك كي لا يبقى لدى الأسد جيش قوي يمكنه من مهاجمة إسرائيل.

كما أشار الكاتب إلى وجود تعاون بين الجيش السوري الحر والفصائل الإسلامية، وذلك على مبدأ أن "عدو عدوي صديقي"، مضيفا أن هذا التعاون هو أمر راهن وليس من شأنه أن يدوم.

وقال إن أجواء من خيبة الأمل المتزايد تسود بين السوريين بشأن تضاؤل احتمالات أي تدخل أميركي في الأزمة السورية، ونسب إلى أب أحد الثوار قوله إن السوريين مصممون على الاستمرار في ثورتهم معتمدين على الله، وإنهم مؤمنون بصناعة النصر بأنفسهم وبنيل الحرية وبتحويل دولتهم إلى بلد إسلامي.

المصدر : نيويورك تايمز