استقالة البابا.. خمس مرات في ألف عام

Pope Benedict XVI, right, reads a document in Latin as he announces his resignation. (AP Photo/L’Osservatore Romano, ho)
undefined

أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم أن البابا بنديكت السادس عشر هو أول بابا يقدم استقالته خلال منذ 600 عام، واعتبرت هذه الاستقالة أكثر غرابة من كل الاستقالات القليلة السابقة التي بلغ مجموعها أربعا فقط خلال الأعوام الألف الماضية.

وقبل أن تعرض الصحيفة قصص الاستقالات الأربع السابقة، نقلت عن أحد رجال الدين المسيحيين قوله بشأن استقالات البابوات عموما، "يشعر معظم البابوات في العصر الحديث بأن الاستقالة أمر غير مقبول إلا في حالات الضعف الشديد أو المرض الذي لا شفاء منه، ذلك لأنه من غير الممكن الاستقالة عن كونك أبا".

وقالت الصحيفة إن التأمل في قصص الاستقالات السابقة يشير إلى مدى التغيّر الذي جرى على الكنيسة.  

فالبابا بنديكت التاسع من مواليد روما قدم استقالته عام 1045م عندما بلغ عمره 33 عاما، حتى يتمكن من الزواج والحصول على أموال من أبيه الروحي. وكان الأب الروحي للبابا من مواليد روما أيضا، وقد دفع أموالا بالفعل لبنديكت التاسع للتنازل له عن منصب البابوية.

البابا بنديكت التاسع من مواليد روما وقدم استقالته عام 1045م عندما بلغ عمره 33 عاما حتى يتمكن من الزواج والحصول على أموال من أبيه الروحي

البابا غريغوري السادس وهو نفس الرجل الذي قدم أموالا للبابا بنديكت التاسع وحل محله، قدم استقالته بعد عام واحد فقط، أي عام 1046. وقد بدأت مشاكل هذا البابا عندما فشل ابنه الروحي في الاحتفاظ بزوجته التي استقال من أجلها، الأمر الذي أدى به إلى تغيير رأيه والعودة إلى الفاتيكان. وظل الرجلان في روما يزعم كل منهما شرعية بابويته للكنيسة الكاثوليكية شهورا عدة.

وفي خريف ذلك العام، استدعى رجال الدين بروما هنري الثالث الإمبراطور الألماني "للإمبراطورية الرومانية المقدسة" لغزو روما وإبعاد الرجلين المتنافسين على رعاية الكنيسة.

وعندما وصل هنري الثالث تعامل مع غريغوري السادس باعتباره البابا الشرعي، لكن نصحه بمواجهة مجلس من أساقفة الكنيسة. وبدورهم، نصح الأساقفة غريغوري السادس بالاستقالة لوصوله إلى المنصب بشرائه. ورغم أنه دافع عن موقفه قائلا إنه لم يفعل خطأ في شرائه المنصب، فقد استقال في نهاية الأمر.

وفي عام 1249 قدم البابا سيلستاين الخامس استقالته من منصب البابوية بعد خمسة أشهر فقط من توليه إياه. والغريب في الأمر أن هذا البابا المكتئب القادم من صقلية كان قد أصدر قرارا بابويا بأنه ومنذ ذلك التاريخ، يحق للبابوات أن يستقيلوا، فقدم استقالته فورا امتثالا لهذا القرار الذي أصدره توا.

وكتب البابا سيلستاين مشيرا إلى نفسه بضمير الغائب، أنه استقال "بسبب رغبته في التواضع، والحياة الأكثر طهرا، وتنقية ضميره، ولضعف قواه البدنية، ولجهله، وانحراف الناس، ولتوقه إلى حياته الهادئة السابقة". وأصبح ناسكا، لكن وبعد عامين فقط من استقالته اُنتزع من عزلته بواسطة خليفته الذي احتجزه في إحدى قلاع روما. وتوفي سيلستاين بعد عشرة أشهر فقط من احتجازه.

والرابع هو البابا غريغوري الثاني عشر الذي قدم استقالته عام 1415. ولم يكن هذا الرجل المسن القادم من البندقية الذي تولى المنصب لعشر سنوات، هو الوحيد في المنصب، إذ كانت أوروبا لعقود منقسمة إلى قسمين، ولديها بابا في روما وآخر في مدينة أفيغنون الفرنسية.

وكانت أسباب الانقسام سياسية أكثر منها دينية. وكان للبابا نفوذ كبير على الشؤون السياسية في القارة، الأمر الذي أدى إلى أن يصبح الملوك هناك أشرس بشكل تدريجي في تعاملهم مع قادة الكنيسة.

وتقدم غريغوري الثاني عشر باستقالته حتى يستطيع مجلس خاص إصدار قرار بحرمان بابا أفيغنون والبدء من جديد ببابا واحد قائد للكنيسة الكاثوليكية.

أما المستقيل الخامس فهو البابا بنديكت السادس عشر الذي أعلن يوم 11 فبراير/شباط الجاري أنه سيستقيل يوم 28 من هذا الشهر لأسباب صحية ولتقدم سنه.

المصدر : واشنطن بوست