تزايد فرار الأفغان من بلادهم

An Afghan man sits with his children amid thick blankets at a refugee camp in Herat on January 2, 2013. Hundreds of families living in makeshift shelters around the Afghan capital Kabul collected blankets, charcoal and other supplies on January 2 as authorities struggle to avoid last year's deadly winter toll. With temperatures dropping to -10 Celsius (14 Fahrenheit) at night in the city, the 35,000 refugees who live in the snow-covered camps face a battle to survive dire conditions protected only by plastic sheeting. AFP PHOTO/ Aref Karimi
undefined

بعد 16 عاما من فراره من حركة طالبان، عاد ضياء أحمدي إلى مطار كابل ليترقب وصول جثمان ابن عمه الذي حاول أن يحذو حذوه ويهرب من أفغانستان.

وقد فعل ضياء لابن عمه (جاويد أحمدي) ما كان يظن أنه الأفضل له بأن دفع لأحد المهربين مبلغ 15 ألف دولار أميركي لإخراجه من أفغانستان بعيداً عن أعين المسلحين. وبحلول ديسمبر/كانون الأول، كان جاويد (19 سنة) قد قطع نصف مسافة رحلة مضنية طولها 3500 ميل من محافظة هلمند إلى منزل ضياء في السويد، هرباً من نفس الحركة التي فرَّ منها ضياء عام 1997.

بيد أن مركب المهرب الصغير المحمل بما فوق طاقته انقلب قبالة سواحل اليونان فجرفت الأمواج جثة جاويد و21 آخرين، كلهم تقريبا من اللاجئين الأفغان الذين كانوا يتوقون لمغادرة بلدهم قبل رحيل القوات الأميركية عنها العام القادم.

واليوم عاد ضياء إلى كابل ليواري جثمان ابن عمه الثرى.

تقول صحيفة واشنطن بوست إنه بعد عقدين من "أكثر أزمة لاجئين إثارة تشهدها أفغانستان في القرن العشرين"، ثمة هجرة جماعية هادئة لكنها تكتسب زخما.

ففي العام المنصرم، فرَّ ما لا يقل عن خمسة آلاف أفغاني إلى أوروبا وأستراليا، أي ضعف أعداد الفارين عام 2011، بحسب إحصائية وزارة شؤون اللاجئين الأفغانية.

ولما كان الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة والعديد من الدول الأجنبية الأخرى أقرب إلى المستحيل، فقد أقدم معظم اللاجئين على استئجار مهربين للبشر لمساعدتهم على الهرب. وكثير من هؤلاء غادر إلى باكستان وإيران. وتقول الأمم المتحدة إن ثلث لاجئي العالم هم من الأفغان.

وترى الصحيفة الأميركية أن فرار هؤلاء يعكس خوفا متزايدا من أن الأوضاع الأمنية في أفغانستان سوف تسوء بعد انسحاب جيوش حلف الناتو مع نهاية عام 2014.

وقد أطلق المسؤولون الأفغان حملة تحذير من مخاطر الهجرة غير الشرعية، حيث قاموا بتوزيع منشورات على نطاق القطر تحمل صورا لمراكب مقلوبة وأفغان غرقى.

وينوي المانحون الأجانب تمويل مباريات للكريكت وإعلانات تلفزيونية لإيصال رسالة تقول: "لا تخاطر بحياتك وتترك البلاد". لكن رغم هذه الجهود فإن المسؤولين الأفغان يتوقعون أن تتفاقم الظاهرة.

يقول ضياء أحمدي ساخرا إن هذه الظاهرة "تبين لك مدى التقدم الذي أحرزناه كدولة. الناس ما برحوا يفعلون ما في استطاعتهم للخروج".  

المصدر : واشنطن بوست