بريطانيا متورطة بانتهاكات بأفغانستان وأميركا نادمة

MH851 - Kabul, -, AFGHANISTAN : A general exterior view of Bagram Prison facilities is seen outside Kabul on March 25, 2012. Afghanistan on Monday took full control of Bagram prison from the United States, healing one running sore in their testy relationship as US-led forces wind down more than a decade of war. AFP PHOTO / MASSOUD HOSSAINI
undefined

سلطت كبريات الصحف البريطانية اليوم الجمعة الضوء على تحقيق رسمي بشأن مدى تورط بريطانيا في التغاضي أو المشاركة في اعتقال وتسليم وتعذيب العديد من المعتقلين في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في حين نشرت واشنطن بوست الأميركية استطلاعا يكشف ندم الأميركيين تجاه الحرب في أفغانستان.

فقالت صحيفة ذي إندبندنت إن عملاء جهاز المخابرات البريطاني الخارجي المعروف باسم "أم.آي6" تلقوا تعليمات بريطانية في أفغانستان بغض الطرف عما يشاهدونه من تعذيب المشتبه بهم في الإرهاب من قبل سجانيهم الأميركيين في معتقل قاعدة بغرام.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق الذي قاده القاضي السابق في المحكمة العليا السير بيتر جيبسون خلص إلى أن العملاء البريطانيين "ربما أصبحوا بشكل غير لائق متورطين في بعض حالات ترحيل المعتقلين المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة ونقلهم إلى بلدان حيث يخضعون للتعذيب".

ويروي التقرير أن عميلا بريطانيا عاد إلى لندن ووصف ما رأى، تلقى برقية من الحكومة تقول "من الواضح من وصفك لما يجري أن معاملة المعتقلين لا تجري وفق المعايير المناسبة، وعليه فطالما أن المعتقلين ليسوا بحوزتنا أو تحت سيطرتنا، فإن القانون لا يتطلب منكم التدخل لمنع ذلك".

وكان جيبسون قد نشر أمس الخميس التقرير المؤقت الذي يتضمن الأسباب التي تجعله يعتقد أن التحقيق يجب أن يعاد مرة أخرى.

سترو (عام 2005):
أي اتهام بمشاركة المملكة المتحدة في ترحيل المعتقلين لم يكن سوى مجرد جزء من نظرية المؤامرة

ترحيل
من جانبها نقلت صحيفة ذي غارديان الأسئلة التي يقول جيبسون إنها بحاجة إلى إجابات وافية لكشف الحقيقة كاملة بشأن الدور البريطاني في ما تسمى الحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أنه تم منح رؤساء جهازي المخابرات أم.آي5 وأم.آي6 مهلة شهر للإجابة على الأسئلة.

ومن هذه الأسئلة: هل غض العملاء البريطانيون الطرف عن "بعض الأساليب والتقنيات غير المناسبة" التي استخدمت من قبل الآخرين واستخدموها لمصلحتهم في التحقيقات؟

وإذا كان كذلك، هل كانت هناك "سياسة مقصودة أو متفق عليها" بين العملاء البريطانيين ونظرائهم في ما وراء البحر؟

وهل أصبحت الحكومة البريطانية ووكالاتها "منخرطة بشكل غير مناسب" في عمليات تسليم المعتقلين إلى دول أخرى؟

وتلفت ذي غارديان -التي سلطت الضوء على التورط البريطاني في ترحيل المعتقلين إلى بلدان أخرى لتعذيبهم- النظر إلى أن وزير الخارجية السابق جاك سترو قال أمام لجنة تابعة لمجلس العموم عام 2005 إن أي اتهام بمشاركة المملكة المتحدة في ترحيل المعتقلين لم يكن سوى مجرد جزء من نظرية المؤامرة.

ويقدم التقرير مثالا على الترحيل من خلال حديثه عن نقل معتقليْن ليبيين إلى طرابلس رغما عن إرادتهما عام 2004، مشيرا إلى أن ثمة مزاعم جدية بشأن التورط البريطاني في ذلك، وهو ما يتطلب تحقيقا جديا، وفق التقرير.

66% من الأميركيين قالوا إن الحرب التي قتل فيها 2289 أميركيا وأصيب أكثر من 19 ألفا آخرين، لم تكن تستحق القتال

ندم أميركي
وعن موقف الأميركيين من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد حكم حركة طالبان في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع أي.بي.سي، عدم رضا غالبية الأميركيين عن تلك الحرب.

فقد قال 66% إن الحرب التي قتل فيها 2289 أميركيا وأصيب أكثر من 19 ألفا آخرين، لم تكن تستحق القتال.

ورغم التشكيك في جدوى الحرب، فقد أيد 55% من المستطلعة أراؤهم بقاء القوات الأميركية في أفغانستان لأغراض التدريب ومكافحة "التمرد"، مقابل 40% يميلون إلى مغادرة تلك القوات.

يشار إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تنتظر من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي توقيع اتفاقية أمنية تمنح إطارا قانونيا للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، غير أن كرزاي أكد أنه سيترك توقيعها لخليفته بعد انتخابات أبريل/نيسان المقبل.

المصدر : إندبندنت + غارديان