صحف: أجواء توتر سادت زيارة المالكي لواشنطن

: Iraqi Prime Minister Nuri al-Maliki (L) speaks during a meeting with US President Barack Obama during a meeting in the Oval Office of the White House on November 1, 2013 in Washington. AFP PHOTO/Mandel NGAN
undefined

تباين تقييم مدى النجاح الذي حققته زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى واشنطن هذا الأسبوع لطلب المزيد من الدعم، في وقت تصاعد فيه مستوى العنف في العراق إلى مستويات تقترب من سنوات التوتر الطائفي 2006-2007.

وتناولت الصحافة الأميركية الزيارة بالتحليل، ووصفت وول ستريت جورنال الأميركية الزيارة بـ "المتوترة" وأنها فشلت في الحصول على مزيد من الدعم العسكري، وأبرزت عمق اختلاف وجهات النظر حول أسباب ارتفاع مستوى العنف في العراق وسبل مواجهته واحتوائه.

ونقلت الصحيفة انزعاج مشرعين أميركيين من ذوي الوزن بالحياة السياسية من إصرار المالكي على أنه لا يتحمل إلا النزر القليل من المسؤولية عن العنف الذي يجتاح العراق. وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت مينينديز أنه أصيب "بخيبة أمل" من لقائه المالكي الذي ألحق -من وجهة نظره- ضررا كبيرا بالغرض الرئيسي من زيارته وهو الحصول على دعم عسكري أميركي.

وقال مينينديز "إذا كانت الزيارة لغرض ضمان الثقة والدعم الأميركي، فمن المؤكد أنه لم يستطع أن يقنعني بضرورة قيام أميركا بذلك".  

يُذكر أن المالكي يرى أن السبب في تصاعد العنف في العراق هو امتداد تأثير المواجهة المسلحة في سوريا بين النظام السوري والمعارضة، ويقول إن الوضع في سوريا سمح لمقاتلي القاعدة أن يدخلوا إلى العراق ويؤسسوا قواعد لهم.

أما المشرعون والقادة العسكريون الأميركيون فيرون أن سبب تصاعد العنف في العراق هو فشل حكومة المالكي في إشراك القوى السياسية السنية والكردية في السلطة.  

‪شهد العراق ارتفاع مستوى العنف أدى إلى مقتل حوالي سبعة آلاف شخص هذا العام‬ شهد العراق ارتفاع مستوى العنف أدى إلى مقتل حوالي سبعة آلاف شخص هذا العام (الفرنسية)
‪شهد العراق ارتفاع مستوى العنف أدى إلى مقتل حوالي سبعة آلاف شخص هذا العام‬ شهد العراق ارتفاع مستوى العنف أدى إلى مقتل حوالي سبعة آلاف شخص هذا العام (الفرنسية)

دعم الاستقرار
وكان المالكي قد سعى خلال زيارته لإقناع أعضاء الكونغرس بتوفير مزيد من المساعدات الاقتصادية للعراق والسماح للحكومة الأميركية بتزويده بطائرات من طراز أباتشي وأسلحة أميركية أخرى، بحجة أن العراق يحتاجها لتدعيم الاستقرار في البلاد.

صحيفة واشنطن بوست من جهتها رأت أن الرئيس باراك أوباما لم يقدم أي تعهدات علنية لرئيس الوزراء العراقي بتقديم معدات عسكرية أو أي مساعدات أخرى تسعى بغداد للحصول عليها من الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أمس السبت، أن أوباما حث المالكي خلال مباحثتهما أمس على ضرورة إصدار قانون الانتخابات حتى يستطيع العراقيون التعبير عن اختلافاتهم السياسية من خلال الانتخابات بدلا من استخدام العنف.

وقال أوباما خلال المباحثات إنه يرغب في العمل مع المالكي للتصدي للجماعات "الإرهابية التي تهدد ليس العراق وحده بل المنطقة باسرها".

غير أن نيويورك تايمز رأت أن الوضع المتأزم بالعراق قد ساهم في توحيد وجهة نظر المالكي والرئيس أوباما، بضرورة مواجهة خطر القاعدة المتصاعد في غرب العراق.

يُذكر أن العلاقة بين المالكي والولايات المتحدة قد تخللتها الكثير من الانتكاسات خاصة منذ سحب القوات الأميركية من العراق أواخر عام 2011.

المالكي (وسط) قدم خطة خمسية تتضمن 357 مليار دولار لتحسين البنية التحتية بالطاقة والنفط(أسوشيتد برس)
المالكي (وسط) قدم خطة خمسية تتضمن 357 مليار دولار لتحسين البنية التحتية بالطاقة والنفط(أسوشيتد برس)

وينعكس ذلك التوتر بعدم عقد مؤتمر صحفي للمالكي وأوباما بعد لقائهما، وتم الاكتفاء بتصريحات مقتضبة من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

أرقام عملاقة
ونقلت الصحيفة عن برايان كاتوليس الزميل والخبير بالشأن العراقي بمركز التقدم الأميركي قوله "من الصعب على الإدارة الأميركية أن تدعي بأن الأمور سارت على ما يرام داخل العراق، إلا أن اللوم في ذلك يقع على القيادة العراقية".

وكان بيان مشترك قد صدر الجمعة قال إن المسؤولين العراقيين قدموا خطة خمسية جديدة تتضمن ميزانية قدرها 357 مليار دولار لتحسين البنية التحتية في الطاقة والنفط.

غير أن الصحيفة أشارت إلى أن الرقم الذي وضع بالميزانية أثار دهشة واستغراب المراقبين والمحليين خاصة وأن ميزانية العراق لعام 2012 كانت مائة مليار دولار فقط، الأمر الذي تركهم بحالة "دهشة". 

المصدر : الصحافة الأميركية